الشيخ جوادي آملي ..
إن موت وحياة كل شيء يتناسب مع مرتبة وجود ذلك الشيء، فكل شيء بعيدٌ عن أسباب وعوامل الموت فله نصيب من عالم الأبدية.
وأما إذا كان الشيء معرضاً للأمراض والفناء، فلا يكون أمناً من الزوال. إن الموت أو المرض حكمة نظرية تنشأ عن طريق الجهل والاشتباه والخطأ، كما أن المرض أو الموت هو حكمة عملية ظهرت من الظلم والجهل والطغيان وأمثال ذلك فإذا كان الكتاب يقدم آخر حكمة نظرية، وهو معصوم من السهو والنسيان والخطأ والجهل والمغالطة وأمثال ذلك، ويبين آخر حكمة عملية طاهرة من شوائب المعصية والظلم والجهل والاستكبار والاستعمار والاستعباد والاستغلال ونظير ذلك وعصمة هاتين الحكمتين مستمرة فمثل هذا الكتاب سيكون بعيداً عن الأمراض والفناء.
ولذلك فله نصيب من الخلود، وإذا كان الإنسان الكامل مساوياً لهكذا كتاب فيكون مقامه المنيع بعيداً عن أسباب وعوامل المرض والفناء وأمثال ذلك.
إن الله تعالى بين أن القرآن الكريم لا يمكن بأي وجه من الوجوه أن يتطرق إليه التزييف العلمي أو العملي.
حيث يقول في هذاالمجال: ﴿... وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾(2).
فمع مضي الأيام وظهور التحولات العميقة في مباني الحكمة النظرية والعملية لم ينفذ الخلل إلى أركان أسسه العلمية والعملية أبداً. وإلا لتعرض إليه البطلان، مع أن الله تعالى نزهه عن أن يسري إليه البطلان والجزاف والفساد وأمثال ذلك، إذن فكتاب كهذا يكون مظهراً لاسم (هو الباقي) قطعاً، وإذا كان الناس الكمل أمثال أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) يعدلون كتاب كهذا فهم يكونون مظهرا للبقاء الإلهي أيضاً.
فالسر في هذا المظهر هو عصمتهم عن الخطأ والسهو والنسيان ونزاهتهم عن المعصية ومن هذا الطريق تثبت عصمة تلك الذوات النورانية في العلم والعمل. وهكذا فلا يمكن لأحد غير الأشخاص والمجتمعات الطاهرة من أوساخ المعصية وأرواث الطغيان وفرث الاعتداء أن يعرف أهل البيت ويدرك مقامهم الرفيع ويفوز بالاستفادة من فيوضاتهم، ويشرب ويرتوي من كوثرهم.
وذلك لأن هذه الذوات النورانية هي عدل القرآن الكريم الذي يقول الله تعالى بشانه: ﴿إنّه لَقرانٌ كريمٌ * في كتابٍ مكنونٍ * لا يَمَسُّه إلّا المُطَهَّرون﴾ (3). أي: أنه لابد من طهارة ظاهر البدن عن طريق الوضوء أو الغسل أو التيمم عند مس ظاهر القرآن الكريم، وأما بالنسبة إلى مس باطن القرآن المجيد الذي هو عبارة عن المعارف والحكم الإلهية فلا بد من طهارة باطن الإنسان (القلب) عن طريق تزكية النفس وتهذيبها والقرب من الله.
وأما إذا حصل التفكيك بين القرآن والعترة في المطلب الذي ذكرناه فلازمه حصول الافتراق بينهما، وهذا الافتراق غير ممكن وباطل بنص حديث الثقلين المقبول بل المتواتر.
إذن فالخلاصة:
أولاً: إن العترة هم معصومون كالقرآن.
وثانياً: إن الحصول على ولايتهم من دون طهارة القلب والروح غير ممكن.
وثالثاً: إن شريعة أهل البيت (ع) مخفية في كنه ولايتهم كما أن ظاهر القرآن الكريم محجوب في كنه الكتاب المكنون.
رابعاً: إن لولاية أهل البيت مراتب طولية وبعض تلك المراتب تعد باطن للمراتب الأخرى نظير القرآن الذي له بطون طولية.
ــــــــــــــ
*- مقتبس من سلسلة أبحاث القرآن والعترة، آية الله جوادي آملي، مؤسسة الاسراء للعلوم الوحيانية.
2- فصلت : 41 / 42.
3- الواقعة: 77/ 78/79.
الشيخ محمد جواد مغنية
محمود حيدر
الشيخ محمد مصباح يزدي
السيد عباس نور الدين
عدنان الحاجي
السيد عبد الأعلى السبزواري
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ علي رضا بناهيان
الفيض الكاشاني
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا
ماهية الميتايزيقا البَعدية وهويتها*
الرؤية القرآنية عن الحرب في ضوء النظام التكويني (1)
انتظار المخلّص بين الحقيقة والخرافة
تلازم بين المشروبات المحلّاة صناعيًّا أو بالسّكّر وبين خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن
أسرار الحبّ للشّومري في برّ سنابس
الميثاق الأخلاقي للأسرة، محاضرة لآل إبراهيم في مجلس الزّهراء الثّقافيّ
الشيخ عبد الكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (9)
البسملة
لماذا لا يقبل الله الأعمال إلا بالولاية؟