الشيخ عبدالغني العرفات
تفسير القرآن الكريم وأصول التّفسير (أ)
أهداف الدرس
على المتعلّم مع نهاية هذا الدّرس أن:
يتعرّف الطّالب إلى معنى التّفسير.
أن يعدّد شروط التّفسير.
أن يميّز بين المنهج التّجزيئيّ والمنهج الموضوعيّ.
أن يتعرّف الطّالب إلى أصول التّفسير ومداركه.
أن يعدّد طرائق التّفسير.
أن يبيّن أنّ القرآن مائدة لجميع النّاس.
تفسير القرآن الكريم
التفسير لغة: البيان والكشف )لسان العرب، مادّة "فسر"). فتفسير الكلام هو الكشف عن مدلوله وبيان معناه، وقد وردت هذه اللّفظة في القرآن الكريم بهذا المعنى أيضًا، في قوله تعالى: ﴿وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾. وتفسير القرآن هو بيان معاني الآيات القرآنيّة، والكشف عن مقاصدها ومداليلها، بالعقل والقرآن والرّوايات الشريفة.
شروط التّفسير
نقصد بشروط التّفسير، الأسس والمباني الفكريّة والعقائديّة، الّتي لا بدّ أن يقوم عليها التّفسير من أجل أن يكون تفسيرًا صحيحًا للقرآن الكريم.
وهنا عدّة مسائل:
الأولى: الذّهنيّة الإسلاميّة:
لا بدّ للمفسّر الّذي يريد أن يفسّر القرآن الكريم، أن يفسّره بـــ) ذهنيّة إسلاميّة). ومعنى ذلك أن يكون لدى هذا المفسّر مجموعة من التصوّرات الأساسيّة يعتمد عليها الإسلام، وترتبط بالقرآن الكريم وتشكّل الإطار العامّ للتّفسير، الّذي من خلاله يتمكّن المفسّر من الوصول إلى نتائج صحيحة في عمله التفسيريّ. فيكون تصوّره للقرآن أنّه وحي إلهيّ، وأنّ نسبته هي إلى الله سبحانه وتعالى، وأنّ القرآن ليس نتاجًا وجهدًا بشريًّا، ومن خلال هذا وحده يتمكّن من الوصول إلى نتائج صحيحة في تفسيره للقرآن الكريم.
الثانية: التصوّر العامّ عن القرآن:
بأن يكون لدى المفسّر تصوّر عامّ عن كيفيّة نزول القرآن والأسلوب الّذي اتّبعه في )عمليّة التغيير) ومنهجه في طرح القضايا والأحداث من قبيل أن يعرف المفسّر)إجمالًا) أنّ في القرآن الكريم ناسخًا ومنسوخًا، فإنّ هذه الفكرة ذات أثر كبير في فهم القرآن وإمكانيّة تفسير بعضه ببعض. وأن ينظر إلى القرآن الكريم على أنّه يمثّل وبمِجموعه نصًّا واحدًا، وأن بعضه يشكّل قرينة على بعضه الآخر، ففيه "المطلق والمقيّد" وفيه "المجمل والمبيّن" وفيه "المحكم والمتشابه"، وأنّ القرآن الكريم وإن نزل بشكل تدريجيّ وخلال ثلاث وعشرين سنة، إلّا أنّ هناك قرائن عديدة تدلّ على أنّ هذا الشيء الّذي نزل بشكل تدريجيّ يشكّل وبِجموعه قضيّة واحدة وكلامًا واحدًا، وأنّ بعضه يكمل الآخر ويوضحه. فقد أكّد أئمّة أهل البيت عليهم السلام كثيرًا على أهميّة هذا الموضوع في تفسير القرآن الكريم، ووجّهوا انتقادًا شديدًا لمجموعة من المفسّرين الّذين كانوا يتعاملون مع القرآن الكريم من دون الالتفات إلى هذه الرؤية العامّة للقرآن.
فقد ورد عن الإمام الصّادق عليه السلام في حديث احتجاجه على الصوفية لـمّا احتجّوا عليه بآيات من القرآن في الإيثار والزهد قال: "ألكم علم بناسخ القرآن ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه الّذي في مثله ضلّ من ضلّ، وهلك من هلك من هذه الأمّة؟ قالوا: أو بعضه فأمّا كلّه فلا. فقال لهم: فمن ههنا أُتيتم". وكذلك أحاديث رسول الله (ص) إلى أن قال: فبئس ما ذهبتم إليه وحملتم النّاس عليه من الجهل بكتاب الله وسنّة نبيّه (ص) وأحاديثه الّتي يصدّقها الكتاب المنزل وردّكم إيّاها لجهالتكم وترككم النّظر في غريب القرآن من التفسير والناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والأمر والنهي - إلى أن قال عليه السلام - دعوا عنكم ما اشتبه عليكم ممّا لا علم لكم به، وردّوا العلم إلى أهله تُؤجروا وتُعذروا عند الله، وكونوا في طلب ناسخ القرآن من منسوخه، ومحكمه من متشابهه، وما أحلّ الله فيه مـمّا حرّم، فإنّه أقرب لكم من الله، وأبعد لكم من الجهل، دعوا الجهالة لأهلها، فإنّ أهل الجهل كثير، وأهل العلم قليل، وقد قال الله: ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾.
الثالثة: العقيدة الصّحيحة:
بأن تكون المباني العقائديّة للمفسّر مباني صحيحة. والمقصود من العقيدة الصّحيحة هي تلك العقيدة الّتي تنتهي في سلسلة مراتبها وارتباطاتها واستنباطها إلى القرآن الكريم نفسه. فتصبح هذه العقيدة - والّتي هي قرينة على فهم المضامين القرآنيّة - نابعة من القرآن الكريم ذاته، ومن ثمّ لا نخرج بالتّفسير عن حدود نفس القرآن الكريم.
الرابعة: المعرفة بِاللّغة العربيّة الفصحى وقواعدها:
يقول تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ وهذا أمر مفروغ منه إذ لا يمكن لمن يريد أن يخوض غمار تفسير آي القرآن أن يكون جاهلاً باللّغة العربيّة وفصاحتها وبلاغتها وقواعدها الإعرابيّة.
تطوّر علم التّفسير
بدأ التّفسير للآيات وبيان معاني ألفاظ القرآن الكريم منذ عصر الرسول )ص(، فكان هو أوّل من أوضح مقاصده. وبعد أن ارتحل النبيّ (ص)، رجعت الشّيعة إلى أهل بيته لما مرّ من حجيّة أقوالهم ولم يركنوا إلى آراء الصّحابة والتّابعين الّذين اعتمد أقوالهم بقيّة المسلمين، إلّا ما ثبت أنّه حديث نبويّ . فكانت أوائل التّفاسير عبارة عن أحاديث مأثورة عن النبيّ وأهل بيته ثمّ تطوّرت إلى أن أصبحت التّفاسير تحوي علومًا عديدة. وما بأيدينا من تفاسير شاهد حيّ على اتّساع أنماط التفسير وتشعّب علومه.
مناهج التّفسير
ظهرت مناهج متعدّدة في تفسير القرآن الكريم عند المسلمين عامّة، نتيجة التحوّلات الفكريّة الّتي شهدتها الأجيال اللاحقة ابتداءً من القرن الثّاني الهجريّ، وذلك مع شيوع المباحث الكلاميّة وانتشار الفلسفة وعلم
التصوّف..
1 - منهج التفسير التجزيئيّ:
"وهو المنهج الّذي يتناول المفسّر ضمن إطاره القرآن الكريم آية فآية وفقًا لتسلسل تدوين الآيات في المصحف الشّريف، ويفسّره بما يؤمن به من أدوات ووسائل للتّفسير من الظهور أو المأثور من الأحاديث أو بلحاظ الآيات الأخرى الّتي تشترك مع تلك الآية في مصطلح أو مفهوم، وبالقدر الّذي يلقي ضوءًا على مدلول القطعة القرآنيّة الّتي يراد تفسيرها والكشف عن مدلولها اللفظيّ، مع أخذ السياق الّذي وقعت تلك القطعة ضمنه بعين الاعتبار في كلّ تلك الحالات. فالهدف في كلّ خطوة من هذا التفسير هو فهم مدلول هذا المقطع أو هذه الآية الّتي يواجهها المفسّر بكلّ الوسائل الممكنة، أي أنّ الهدف (هدف تجزيئيّ) لأنّه يقف دائمًا عند حدود فهم هذا الجزء أو ذاك من النصّ القرآني ولا يتجاوز ذلك غالبًا.
2 - منهج التفسير الموضوعي:
"وهو المنهج الّذي يحاول المفسّر القيام بالدراسة القرآنيّة لموضوع من موضوعات القرآن العقائديّة أو الاجتماعيّة، كعقيدة التوحيد، أو النبوّة، أو سنن التأريخ في القرآن... ويستهدف التفسير الموضوعيّ من القيام بهذه الدراسات تحديد موقف نظريّ للقرآن الكريم، ومن ثمّ للرسالة الإسلاميّة من ذلك الموضوع".
معاني الموضوعيّة :
ومن أجل أن يتّضح موضوع البحث ومركز الاختلاف لا بدّ أن نفهم مصطلح )الموضوعيّة) فإنّ هناك ثلاثة معان لمصطلح (الموضوعيّة) ذكرها الشهيد الصدر قدس سره، وهي:
أوّلًا: (الموضوعيّة) في مقابل (الذاتيّة) و(التحيّز). والموضوعيّة بهذا المعنى عبارة عن الأمانة والاستقامة في البحث والتمسّك بالأساليب العلميّة المعتمدة على الحقائق الواقعيّة في نفس الأمر والواقع، دون أن يتأثّر الباحث بأحاسيسه ومتبنّياته الذاتيّة ولا أن يكون متحيّزًا في الأحكام والنتائج الّتي يتوصّل إليها. وهذه (الموضوعيّة) أمر صحيح ومفترض في كلا المنهجين: (التجزيئيّ) و(الموضوعي) ولا اختصاص لأحدهما بها.
ثانيًا: (الموضوعيّة) بمعنى أن يبدأ في البحث من (الموضوع)، الّذي هو (الواقع الخارجي) ويعود إلى (القرآن الكريم) لمعرفة الموقف تجاه الموضوع الخارجيّ. "فيركّز المفسّر - في منهج التفسير الموضوعيّ - نظره على موضوع من موضوعات الحياة العقائديّة أو الاجتماعيّة أو الكونيّة ويستوعب ما أثارته تجارب الفكر الإنساني حول ذلك الموضوع من مشاكل، وما قدّمه الفكر الإنساني من حلول وما طرحه التطبيق التأريخيّ من أسئلة ومن نقاط فراغ، ثمّ يأخذ النصّ القرآني... ويبدأ معه حوارًا، فالمفسّر يسأل والقرآن يجيب، وهو يستهدف من ذلك أن يكتشف موقف القرآن الكريم من الموضوع المطروح. وقد يسمّى هذا المنهج أيضًا بالمنهج (التوحيديّ) باعتبار أنّه يوحّد بين (التجربة البشريّة) و(القرآن الكريم) لا بمعنى أنّه يحمل التجربة البشريّة على القرآن، بل بمعنى أنّه يوحّد بينهما في سياق واحد، لكي يستخرج نتيجة هذا السّياق المفهوم القرآني الّذي يمكن أن يحدّد موقف الإسلام تجاه هذه التجربة أو المقولة الفكريّة".
ثالثًا: وقد يراد من (الموضوعيّة) ما يُنسب إلى الموضوع، حيث يختار المفسّر موضوعًا معيّناً ثمّ يجمع الآيات الّتي تشترك في ذلك الموضوع فيفسّرها. "ويمكن أن يسمّى مثل هذا المنهج منهجًا توحيديًّا أيضًا باعتبار أنّه يوحّد بين هذه الآيات ضمن مركب نظريّ واحد". ولا شكّ أنّ المعنى الأوّل ليس موضوع البحث إذ لا يختلف التفسير الموضوعيّ عن التفسير التجزيئيّ في ضرورة توفّر هذا الوصف فيه، ويبقى عندنا المعنى الثاني والثالث.
أصول التّفسير
لا بدّ للمفسّر في استكشاف مراد الله تعالى من اتّباع ظواهر الكتاب أو ما حكم به العقل الفطريّ الصحيح، أو ما ثبت عن المعصوم من النبّي (ص) أو الإمام عليه السلام. وهذه الأمور الثلاثة هي أصول التفسير ومداركه.
ظواهر الكتاب
والمراد من ظاهر القرآن ما يفهمه العرف العام العارف باللّغة العربيّة الفصيحة من اللّفظ، ولم يقم على خلافه قرينة عقليّة أو نقليّة معتبرة، فالقرآن نزل بلسان يسير واضح ومفهوم، وخاطب الناس بلطريقة المألوفة، وذلك عبر أقواله وبيانه: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾.
ما ثبت عن المعصوم
وأمّا الإمام فلأنّه أحد الثقلين اللّذين أمرنا رسول الله )ص) بالتّمسّك بهما، والأئمّة كما قال الصادق عليه السلام: "ولاة أمر الله، وخزنة علم الله، وعيبة وحي الله". كما أنّ في القرآن قواعد كُليّة ومفاهيم عامّة لا نفهم جزئيّاتها وتفاصيلها وحدودها إلّا من خلال الرسول )ص( والعترة عليهم السلام وهذا ما يعبّر عنه بالتبيين. قال تعالى: ﴿بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ وذلك من قبيل قوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾ فيأتي بيان النبّي )ص): "صلّوا كما رأيتموني أصلّي".
العقل القطعيّ
فالآيات القرآنيّة الّتي ينافي ظهورها الابتدائيّ أحكام العقل القطعيّة لا بدّ من حملها على معنى يتلاءم مع تلك الأحكام، فالعقل يقطع بوجود الإله بعد التفكّر والتدبّر وعدم جواز الجسميّة له، فقوله تعالى: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ وإن كان ظاهرًا ابتداء في كون الجائي هو الربّ نفسه، المستلزم للجسميّة الممتنعة في حقّه تعالى، إلّا أنّ حكم العقل القطعيّ باستحالة ذلك )لاستلزامه حاجة الخالق لجسم ما يجعله فقيرًا محتاجًا كمخلوقاته) يوجب عدم انعقاد ظهور له في هذا المعنى وهو اتّصاف الربّ بالمجيء المادّي، وعليه فلا بدّ من أن يكون المقصود بالمجيء معنى آخر كحضور صفة من صفات الله تعالى. والمفسّر عندما يريد كشف مراد الله تعالى يتسلّح بهذه الأمور الثلاثة ويعتمد عليها فلا يجوز الاعتماد على الظنون والاستحسان، ولا على شيء لم يثبت أنّه حجّة من طريق العقل، أو من طريق الشرع، للنهي عن اتّباع الظنّ وحرمة إسناد شيء إلى الله بغير إذنه. قال تعالى: ﴿قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ﴾. ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ والروايات الناهية عن التفسير بالرأي مستفيضة من الطرفين.
طرائق التفسير
قد ظهرت طرائق متعدّدة في تفسير القرآن الكريم عند المسلمين عامّة نتيجة التحوّلات الفكريّة الّتي شهدتها الأجيال اللاحقة ابتداءً من القرن الثاني الهجريّ فصاعدًا، وذلك مع شيوع المباحث الكلاميّة وانتشار الفلسفة وعلم التصوّف وما سبق ذلك واكتنفه من ميول سلفيّة ظاهريّة، كالتّفسير بالمأثور والتفسير الفلسفيّ والتفسير الصوفيّ والتفسير الكلاميّ والتفسير البياني والتفسير اللغويّ والتفسير التاريخيّ والتفسير العلميّ . ونحن ذاكرون لكم بعضًا من هذه الطرائق:
1-تفسير القرآن بِلقرآن:
وهو يتمّ من خلال مقابلة الآية بالآية، فما أُجمل منها في مكان يتمّ تفسيره في مكان آخر. وكما ورد عن النبي )ص): "وإنّ القرآن لم ينزل ليكذّب بعضه بعضًا ولكن نزل يصدّق بعضه بعضًا". والقرآن كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: "يشهد بعضه على بعض وينطق بعضه ببعض".
كما أنّ الأئمّة المعصومين عليهم السلام كانوا يستعملون هذا الأسلوب في استدلالاتهم واحتجاجاتهم من قبيل ما ذكر في كتاب الكافي عن عليّ بن يقطين قال: سأل المهديّ )العباسيّ) أبا الحسن عليه السلام عن الخمر هل هي محرّمة في كتاب الله عزَّ وجلَّ فإنّ الناس إنما يعرفون النهي عنها ولا يعرفون تحريمها؟ فقال له أبو الحسن عليه السلام: "بل هي محرّمة". فقال: في أيّ موضع هي محرّمة في كتاب الله عزَّ وجلَّ يا أبا الحسن؟ فقال عليه السلام: قول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ إلى أن قال عليه السلام: فأمَّا الإثم فإنّها الخمر بعينها، وقد قال الله تعالى في موضع آخر: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا﴾ فأمّا الإثم في كتاب الله فهي الخمر والميسر وإثمهما أكبر من نفعهما.
2-التّفسير الرّوائي
وهو التفسير بالأحاديث الواردة عن النبيّ )ص) والأئمّة عليهم السلام. والأحاديث هذه تبلغ الآلاف من طريق الشيعة، وفيها مقدار كبير من الأحاديث الّتي يمكن الاعتماد عليها. إلّا أنّ هناك آيات لم يرد فيها حديث أصلاً لا من طريق السنّة ولا من طريق الشيعة. وينبغي الالتفات إلى أنّه ربّما تشير الروايات إلى المصداق الأكمل في تفسير الآية وهذا لا يمنع من تفسير الآية بطريقة أخرى توافق ظاهرها. وقد اشتهر بينهم أنّ المورد لا يخصّص الوارد وذلك لأنّ القرآن يجري مجرى الليل والنهار والشمس والقمر، إلّا أن تقوم قرينة قطعيّة على أنّ آية معينة قد انحصرت في موردها كما في آية: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ﴾. ومن التفاسير الّتي اتّبعت هذه المنهجيّة كتاب (نور الثقلين). بمعنى أنه إذا كان نزول الآية في مورد ومناسبة محدّدة وخاصّة، فهذا لا يعني انحصار تفسير الآية وتطبيقها على هذا المورد الخاصّ، وأنّ الوارد وهو الآية لا تفسّر بغير هذه المناسبة بل يمكن توسعة الوارد (الآية) لتفسّر وتطبّق على مجالات أخرى.
3-التفسير اللغوي
وهو تفسير مفردات القرآن واشتقاقاتها وأصولها،كتفسير (مجمع البيان) للشيخ الطبرسيّ. وقد تباينت توجّهات المفسّرين واختلفت الجهات الّتي احتجّوا بها، كالجهة البلاغيّة والفقهيّة والكلاميّة والفلسفيّة والأخلاقيّة.
الشيخ محمد جواد مغنية
محمود حيدر
الشيخ محمد مصباح يزدي
السيد عباس نور الدين
عدنان الحاجي
السيد عبد الأعلى السبزواري
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ علي رضا بناهيان
الفيض الكاشاني
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا
ماهية الميتايزيقا البَعدية وهويتها*
الرؤية القرآنية عن الحرب في ضوء النظام التكويني (1)
انتظار المخلّص بين الحقيقة والخرافة
تلازم بين المشروبات المحلّاة صناعيًّا أو بالسّكّر وبين خطر الإصابة بمرض الكلى المزمن
أسرار الحبّ للشّومري في برّ سنابس
الميثاق الأخلاقي للأسرة، محاضرة لآل إبراهيم في مجلس الزّهراء الثّقافيّ
الشيخ عبد الكريم الحبيل: القلب السليم في القرآن الكريم (9)
البسملة
لماذا لا يقبل الله الأعمال إلا بالولاية؟