
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
وفي سنة 81 للهجرة ثار عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث على الحجّاج وخلع عبد الملك بن مروان .
وسبب هذه الثورة التي هزّت الحكم الأموي على حدّ تعبيره ولها وزن هو الفتوح الاستعمارية التي أدرك الشعب أنّها ليست في مصلحته؛ فقد أرسل الحجّاج عبد الرحمن إلى سجستان على رأس جيش عراقي في الوقت الذي كان جيش الشام الذي قضى على حركة الخوارج لا يزال مرابطاً في العراق وقد أبدى عبد الرحمن مهارة عسكرية فائقة ؛ ففتح قسماً من البلاد فكتب إلى الحجّاج يُعرّفه ذلك وأنّ رأيه أن يتركوا التوغّل في بلاد رتبيل حتّى يعرفوا طريقها ويجبوا خراجها .
فكتب إليه الحجّاج يوبّخه على ذلك ويتّهمه بالعجز ويأمره بالتوغّل وكتب إليه بذلك ثانياً وثالثاً . وعرض عبد الرحمن على جنوده أمر الحجّاج بعد أن بيّن لهم رأيه الذي استقر عليه بعد أن استشار قوّاده وأمراء جنده ثمّ قال : وإنّما أنا رجل منكم ؛ أمضي إذا مضيتم وآبى إذا أبيتم . فثار إليه الناس وقالوا : بل نأبى على عدوّ الله ولا نسمع له ولا نطيع .
وقام أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني وله صحبة فقال : أمّا بعد فإنّ الحجّاج يرى بكم ما رأى القائل الأوّل : احمل عبدك على الفرس فإن هلك هلك وإن نجا فلك .
إنّ الحجّاج ما يبالي أن يُخاطر بكم فيُقحمكم بلاداً كثيرة ويغشي اللهوب واللصوب ؛ فإن غنمتم وظفرتم أكل البلاد وحاز المال وكان ذلك زيادة في سلطانه وإن ظفر عدوّكم بكم كنتم أنتم الأعداء البُغضاء الذين لا يُبالي عنتهم . اخلعوا عدوّ الله الحجّاج وبايعوا الأمير عبد الرحمن فإنّي أشهدكم أنّي أوّل خالع . فنادى الناس من كلّ جانب : فعلنا فعلنا قد خلعنا عدوّ الله .
وقال عبد المؤمن بن شبث بن ربعي : عباد الله إنّكم إن أطعتم الحجّاج جعل هذه البلاد بلادكم وجمركم تجمير فرعون الجنود . ولن تعاينوا الأحبّة أو يموت أكثركم فيما أرى فبايعوا أميركم وانصرفوا إلى عدوّكم الحجّاج فانفوه عن بلادكم .
فوثب الناس إلى عبد الرحمن فبايعوه على خلع الحجّاج ونفيه من أرض العراق وقفلوا راجعين حتّى إذا بلغوا فارس خلعوا عبد الملك على كتاب الله وسنّة نبيّه وعلى جهاد أهل الضلالة وخلعهم وجهاد المُحلّين .
فلمّا بلغ البصرة بايعه جميع أهلها وقرّائها وكهولها مُستبصرين في قتال الحجّاج ومَنْ معه من أهل الشام وخلع عبد الملك . وسبب إسراع أهل البصرة إلى مساندة الثورة هو الظلم والجوع ؛ فقد كتب عمّال الحجّاج إليه أنّ الخراج قد انكسر وأنّ أهل الذمّة قد أسلموا ولحقوا بالأمصار .
فكتب إلى البصرة وغيرها : مَنْ كان له أصل في قرية فليخرج إليها فخرج الناس فعسكروا فجعلوا يبكون وينادون : يا محمداه ! يا محمداه ! وجعلوا لا يدرون أين يذهبون فجعل قرّاء أهل البصرة يخرجون إليهم مُتقنّعين فيبكون لما يسمعون منهم ويرون فقدم ابن الأشعث على مجتمع معبّأ ينتظر قائداً فاستجاب المجتمع هذه الاستجابة السريعة واستبصر قرّاء البصرة في قتال الحجّاج مع عبد الرحمن بن الأشعث .
وقد استمرت هذه الثورة من سنة 81 هـ إلى سنة 83 هـ وأحرزت انتصارات عسكرية ثمّ قضى عليها الحجّاج بجيوش سورية .
هذه هي ثورة عبد الرحمن بن الأشعث وهي ثورة قام بها العرب ولم يقم بها الموالي . قام بها العرب العراقيون الذين ساءت حالتهم الاقتصادية إلى حدّ مروّع والذين استُخدموا في الفتوح الاستعمارية دون أن يحصلوا على غنائمها والذين كان عليهم أن يُحاربوا مقابل جرايات ضئيلة لا تكفي بينما يفوز بالمغانم والأعطيات الكثيرة الجنود السوريون الذين تركهم الحجّاج في العراق؛ ليستعين بهم على قمع الثورات التي يقوم بها العراقيون .
الذنوب التي تهتك العصم
السيد عبد الأعلى السبزواري
كلام في الإيمان
السيد محمد حسين الطبطبائي
شكل القرآن الكريم
الدكتور محمد حسين علي الصغير
الإسلام أوّلاً
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
لا تجعل في قلبك غلّاً (2)
السيد عبد الحسين دستغيب
حقّانية المثنّى كمبدأ أنطولوجي (4)
محمود حيدر
معنى (لمز) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
التحسس الغلوتيني اللابطني لا علاقة له بمادة الغلوتين بل بالعامل النفسي
عدنان الحاجي
{وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}
الشيخ مرتضى الباشا
أكبر مسؤوليات التربية... منع تسلّط الوهم على الفطرة
السيد عباس نور الدين
اطمئنان
حبيب المعاتيق
الحوراء زينب: قبلة أرواح المشتاقين
حسين حسن آل جامع
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
نشاط غير عادي في أمعائنا ربما ساعد أدمغتنا أن تنمو أكبر
الذنوب التي تهتك العصم
(ما بين العواصف والرّمال) إصدار تأمّليّ لحسن الرّميح
كلام في الإيمان
شكل القرآن الكريم
الإسلام أوّلاً
لا تجعل في قلبك غلّاً (2)
حقّانية المثنّى كمبدأ أنطولوجي (4)
معنى (لمز) في القرآن الكريم
حقّانية المثنّى كمبدأ أنطولوجي (3)