مقالات

أقوال السيد محمد باقر الصدر


الاستخلاف
*استخلاف الله تعالى خليفة في الأرض لا يعني استخلافه على الأرض فحسب بل يشمل هذا الاستخلاف كلّ ما للمستخلِف سبحانه وتعالى من أشياء تعود إليه. والله هو ربّ الأرض وخيرات الأرض وربّ الإنسان والحيوان وكلّ دابّة تنتشر في أرجاء الكون الفسيح. وهذا يعني أنّ خليفة الله في الأرض مستخلَف على كلّ هذه الأشياء.
*عمليّة الاستخلاف الربّانيّ للجماعة على الأرض بالمفهوم الواسع تعني: إقامة العلاقات الاجتماعيّة على أساس العبوديّة المخلصة لله وتحرير الإنسان من عبوديّة الأسماء الّتي تمثّل ألوان الاستغلال والجهل والطاغوت.
*الجماعة البشريّة الّتي تتحمّل مسؤوليّات الخلافة على الأرض إنّما تمارس هذا الدور بوصفها خليفة عن الله ولهذا فهي غير مخوّلة أن تحكم بهواها أو باجتهادها المنفصل عن توجيه الله سبحانه وتعالى لأنّ هذا يتنافى مع طبيعة الاستخلاف وإنّما تحكم بالحقّ وتؤدّي إلى الله تعالى أمانته بتطبيق أحكامه على عباده وبلاده.


 الإمامة
*أنظروا إلى الثائر النموذجيّ في الإسلام الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام كيف أقدم بكلّ شجاعة وبطولة على مبارزة رجل الحرب الأوّل في العرب عمرو بن عبد ودّ العامريّ واعتبر الناس ذلك منه انتحاراً شبه محقّق، ثمّ كيف أمسك عن قتله بضع لحظات بعد أن تغلّب عليه لأن عَمْراً أغضبه فلم يشأ أن يقتله وفي نفسه مشاعر غضب لديه فيها إلّا لله تعالى ولكرامة الإنسان على الأرض، وبهذا حقّق انتصاراً عظيماً في مقاييس كلا الجهادين في موقف واحد فريد.
*كان الإمام (عليّ عليه السلام) هو المفزع والمرجع لحلّ أيّ مشكلة يستعصي حلّها على القيادة الحاكمة وقتئذٍ. ولا نعرف في تاريخ التجربة الإسلاميّة على عهد الخلفاء واقعة واحدة رجع فيها الإمام عليه السلام إلى غيره لكي يتعرّف إلى رأي الإسلام وطريقة علاجه للموقف.
*إنّ الّذي جعل الأُمّة لا تتنازل عن الإسلام، هو أنّ الإسلام له مثَلٌ آخر قُدّم له، مثَلٌ واضح المعالم، أصيل المُثُل والقِيَم، أصيل الأهداف والغايات، قُدّمت هذه الأطروحة من قبل الواعين من المسلمين بزعامة الأئمّة من أهل البيت عليهم السلام.
*لأنّ الإمامة واحدة في الجميع بمسؤوليّاتها وشروطها، فيجب أنْ تنعكس انعكاساً واحداً في شروط الأئمّة عليهم السلام وأدوارهم مهما اختلفت أدوارها الطارئة بسبب الظروف والملابسات.
*كانت غيبة الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف صدمة مريرة لقواعده الشعبيّة. وكان بالإمكان أن تؤدّي إلى تفتّتها وضياعها. غير أنّ الإمام تدرّج في الغيبة علاجاً لآثار هذه الصدمة فبدأ بالغيبة الصغرى الّتي كان فيها مع الخواصّ من شيعته حتّى ألِف المسلمون هذا الموضوع فأعلن عن الغيبة الكبرى.
* الإمام الحسين وقف ليعالج مرضاً من أمراض الأُمّة، كما وقف من قبله أخوه الإمام الحسن ـ عليه أفضل الصلاة والسلام ـ ليعالج مرضاً آخر.
*إنَّ القرآن الكريم بعد أن أشادَ بفضل عليّ وبفضائله، ارتقى به الى منزلة التزكية المطلَقة "التطهير" ثمّ صعدَ به إلى منزلةٍ على غاية من الأهميّة إذ جعل نفسَ عليّ كنفس النبيّ محمّد صلى الله عليه وآله وسلم كما هو صريح آية المباهلة. ومن أجل قطع الطريق أمام المتشكّكين بهذه المنزلة الرفيعة الّتي أنزل الله تعالى فيها عليّاً، ولترسيخ وتأكيد ولايته وخلافته بعد النبيّ، في كلّ ما يهمّ المسلمين، من أجل ذلك جاء قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَليُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالّذين آمَنُواْ الّذين يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾.
*لئن كانت السّماء قد امتدحت فتوّة عليّ وأعلنت عن رضاها عليه إذ قال المنادي: لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ، فإنّها عنت بذلك أن فتوّة عليّ وحدها هي الرجولة الكاملة الّتي لا يرتفع إلى مداها إنسان ولا ترقى إلى أفقها بطولة الأبطال وإخلاص المخلصين.
*الشكل الإلهيّ للحكم يعني حكم الفرد المعصوم الّذي يستمدّ صلاحيّاته من الله مباشرة ويمارس الحكم بتعيين إلهيّ خاصّ دون دور لاختيار الناس وآرائهم..
* كان معنى استبدال النيابة الخاصّة بالنيابة العامّة جعل الطليعة العادلة الواعية المتفاعلة مع الإسلام فكريّاً وروحيّاً وعاطفيّاً هي مسؤولة عن حماية الرّسالة وهي المؤتمنة على هذه الأمانة الغالية الّتي اضطرّ سيّدنا القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف إلى أن يغادرها الى غيبة قد تطول.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة