صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
أحمد الماجد
عن الكاتب :
شاعر

جرّد ربيعك

صـلـى لـنوركَ فـي الـسماء الـفرقدُ
صـلـى لـنـعلكَ فــي الـتراب زمـردُ

لا ريــبَ أنــكَ فــي خِـصالكَ أحـمدُ
أنَّــى تـحُـطّ ركــابَ رحـلِـكَ تُـحْـمَدُ

حـتـى صِـفـاتُ الـحب فـيكَ تـعددتْ
و فــراتـكَ الـصـافـي بـشـهـدٍ يـرفُـدُ

أنــى تـفـتش فـي الـوجود فـلن تـجدْ
إلا جـمـالـكَ فـــي الأعــالـي يـوجـدُ

أو لـسـتَ سـلـطان الـوجـود بـأسرهِ
و بـتـاجـكَ الـعـالي الـمـكارمُ تـرقـدُ

غــالٍ أأصـبـحُ إنْ ذكــرتُ حـقـيقة ً
كــانـتْ لــهـا كــلُ الـحـقائق تـسـجدُ


***
إنــــــي أراكَ ولا أرى إنـــســـاً ولا
مَـلَـكاً أيــا مــن فــي كـمـالِكَ أجــود

حُـمِـدَتْ وجــودكَ ذي الـحياةُ بـأنها
كــانـتْ وأنــتَ عـلـى ثـراهـا تـولـدُ

مـجـبـورةٌ لــيـسَ الـخـيـارُ بـمـلـكها
تـبـقـى الـحـيـاة وأنـــت بَـعْـدُ مُـخـلدُ

يــا أيـهـا الـوِتـرُ الــذي مــن وجـههِ
تـحـكى تـفـاصيل الـكـمال وتـسـردُ

شـيـئان كـانـا أصـبـحا بــكَ واحــداً
الـــديــنُ والــحــبُ الــــذي يـتـنـهـدُ


***
أنــبـيـتُ أنَّ الــقــول فــيـكَ عِــبـادة
و سـمـعتُ أنــكَ لـلـفصاحةِ مـسـجدُ

فـلـسوفَ أغـتزلُ الـحروفَ بـسبحةٍ
و أظـــلُّ فـــي فــلـكِ الـهُـدى أتـعـبدُ

الله يـسـتـدعي ضـيـاكَ مــع الـهـدى
فــيـحـل خــيـرُكَ والــدجـى يـتـبـددُ

صـلـى عـلـيكَ فـمُ الـطبيعة طـاربا ً
و لـقـدْ عـنـاكَ الـطـيرُ حـيـنَ يـغـردُ

يــهــواكَ قــلـبـي لا تــــزالُ تــهـزهُ
كــلـمـاتُـكَ الــغــرا تــقــومُ وتــقـعـدُ

و مـن الـمحالَ بـأنّ ذكـركَ ينقضي
و بـسـاطـكَ الـشـمـسُ الـتـي تـتـمددُ


***
لـو تجمعُ الأملاك وصفك لاستوت
صــفـاً إلـــى حـيـثُ الـسـماءِ يـعـدِّدُ

فـمـن الـمـحتم أنّ مـدْحكَ فـي فـمي
مـــــدحٌ لــمــا لا يـنـتـهـي ويــحــددُ

قـامـت بـك الأخـلاقُ يـا أنـت الـذي
صُـبّـت عـلـيكَ ولــم تــزلْ تـتـجسدُ

يــا مُـعجز الـرَّحَمَاتِ يـا هـذا الـذي
طــــولَ الــحـيـاةِ بــرحـمـةٍ يــتـوددُ

نــهــرٌ يــمــدُّ لــكـل قــلـبٍ جـــدولا
فـــإذا غـرفـتَ الـحـبَّ فـهـو مـحـمدُ

بــالأمـسِ أشـــرقَ لـلـحـياةِ بـهـديـهِ
و غــداً يـصـفقُ فــي هـدايـتهِ الـغـدُ

الـــيــومَ يـــــومُ الله يـــــومُ مــحـمـدٍ
الــيــوم يـبـتـهـلُ الــهــدى ويـمـجِّـدُ

ذكــراكَ تـشـعلُ فـي فـؤاديَ ثـورة ً
قـــمــريــة ً أنــــوارُهـــا تـــتــمــردُ

فـــأزورُ قــبـركَ طــائـراً كـيـمامة ٍ
طــافـتْ عـلـيـه ولــم تــزلْ تـتـزوّدُ


***
أنــا مـنـذئذ دونــتُ حـرفي فـيكَ لـم
أجـثو وكـنتُ عـلى حـروفكَ أصعدُ

فـطمعتُ إنْ ألـقِيتُ فـي نـار الـلظى
أنـــي أطــيـحُ عــلـى يــديـكَ وأنـقَـدُ

بـحرٌ مـن الـصلواتِ أنـتَ أيـا هدىً
غَـمَـرَ الـحـياة ولــم يـجـفَّ الـموردُ

يــا مـنـقذ الـغـرقى بـهدي ٍ واضـح ٍ
جَـعَـلَ الـعـقولَ إلــى الـضلالِ تـفنِّدُ

جــرِّدْ ربـيـعكَ أيـهـا الـعـشقُ الـذي
فــيـهِ الـغـصـونُ بـحـسـنها تـتـجرّدُ

الـــورْدُ والـريـحانُ أنــتَ بـأرضـنا
و بـأفـقـنـا أنـــتَ الـضـيـاءُ الـفـرقـدُ

سَــجَـدَ الـمـلائـكُ صــوبَ آدمَ إنـمـا
سـجـدوا إلـيـكَ وكــلُّ شَــيءٍ يـشهدُ

يا مَنْ على الخلق العظيم قد استوى
مـلِـكـاً لـــهُ كـــلُ الـمـمـالكِ تَـقـصُـدُ

إيـــاكَ أرتــهـنُ الـــولاءَ ولـــم أزلْ
عـبـداً وأنــتَ مــدى الـزمانِ الـسيّدُ

عِــفـتَ الـحـيـاة وأنـــتَ فـيـها سـيـدٌ
فـغـدتْ لـغـيركَ فــي هـواهـا تـزهدُ


***
يــا سـيـدَ الـداريـنِ يـا وحْـيَ الـهدى
يــا رحـمـة الـرحـمنِ حـيـنَ تُـجَـسَّدُ

يــا مَـنْ قـرأتُكَ فـي الـمعارج سُـلّماً
قــوسـان قــابَ إذِ الـجِـنانُ تـزغـردُ

حـتى رقـيتَ مـدى الكمال ولم يَسَعْ
جـبـريلَ أنْ يـرقـى وأنــتَ الأوحــدُ

أعـذبـتُ فـيـكَ قـصائدي فـترقرقتْ
مــن تـحتِ جـفني والـمدينة ُ مـوعدُ

و قـطـفـتُ ســدرة مـنـتهاكَ نـفـائساً
تــلـكَ الــتـي فـيـهـا الـربـيـع مــؤبـدُ

فـكـتـبتُ فــيـكَ بــكـل حــرفٍ قـبـلة
ًو شـققتُ عـمري فـي هـواكَ أرددُ:

مـسـرايَ عـشقٌ والـصبابة مـركبي
و الــبـدرُ أحــمـدُ والـضـياءُ مـحـمدُ

طـــه الـنـبيُّ ضـيـاؤه عــمَّ الــورى
و الـلـيلُ أسـلـمَ والـسَّـحابُ الأســودُ

حَــكَــتِ الــرَّبـيـعَ حـيـاتُـهُ وكـأنـمـا
فـمُهُ الـفراتُ ومَـشْرِقُ الشمس ِ اليدُ


***
كـــذب الـمـمـاتُ فــذا مـحـمدُ بـيـننا
هُـــوَ كـلـمـا يـخـبـو ضــيـاءٌ يُــوْقَـدُ

هــو سـيّدُ الـدين الـقويم الـمصطفى
مــن لــم يــزل فــي كـل قـلبٍ يُـوْلدُ

مَــنْ سـيـفُهُ صِــدْقٌ وكــلُّ حُـرُوْبـهِ
حُــــبٌ وإخـــلاصٌ فـحـاشـا يُـغـمـدُ

جَـسَـدُ الـغـمَامِ، زكـاتُهُ قـطرُ الـندى
يـسـقي فـيـثمرُ فـي الـيدين الـعَسْجدُ

أصــلُ الـجـمالِ وكـل حُـسْنٍ فـرعُهُ
فـاخـتـرْ لـعـيـنكَ مــا تُـسَـرُّ وتـسـعدُ

هـــذا أبــو الـزهـراءِ، كـعـبة ُ ربِّــهِ
صـلتْ عـليه هـوىً وصلّى المسجد

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة