إنّ الله سبحانه أطلع الناس في الدنيا علىٰ ظواهر الدين كلزوم الطاعة واجتناب المعصية، ولكن لم يُشِر إلاّ إلىٰ شيء يسير من أسرار الدين، كوصفه للغيبة علىٰ لسان الإمام السجّاد(عليه السلام) حيث يقول: «إيّاكم والغيبة فإنّها إدام كلاب النار».

يقول تعالى: (ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار). ويقول: (قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين).

حينما أدرك المشركون عجزهم أمام القرآن الذي تحدّاهم ـ وهم سادة البلاغة ورجال الأدب في ذلك الوقت، فكّروا في الخروج من هذا المأزق الذي وقعوا فيه، ولذلك أخذوا بالبحث عن مبدأ ومنشأ القرآن الكريم، ولذلك ذكروا مجموعة من التفسيرات التي هي من وحي خيالهم الباطل حيث قالوا: إنّ محمداً قد أخذ القرآن من غلامين روميّين

إن كلمة ﴿ ... يُسَبِّحُ ... ﴾ تفيد استمرار التسبيح بالفعل، أما كلمة ﴿ ... سَبَّحَ ... ﴾ ، فتفيد حصول التسبيح فيما مضى..

الظاهر من سياق الكلام أن الخطاب في هاتين الآيتين موجّهٌ إلى من لا يُجدي معه ضرب الأمثال شيئاً، ولكنّه في واقعه يشمل كلّ من كفر باللَّه، مع وجود هذه الدلائل والبراهين التي لا يبلغها الإحصاء.

في مواضع عديدة يصرّح القرآن بتصديقه لما جاء في الكتب الإِلهية السابقة، كما جاء في الآيتين 89 و 101 من سورة البقرة: ﴿مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُم﴾. وفي الآية 48 من سورة المائدة: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ﴾.

نعم ورد في بعض الروايات أن عليًّا (عليه السلام) وعثمان بن مظعون كانا قد حرما الخمر على أنفسهما قبل نزول التحريم، وقد ذكر في الملل والنحل رجالًا من العرب حرموا الخمر على أنفسهم في الجاهلية، وقد وفق الله سبحانه بعض هؤلاء أن أدرك الإسلام ودخل فيه

بدأ كلامه سبحانه في حقّهم بأنّ المنافقين هم الذين يبطنون الكفر، ويتظاهرون بالإيمان ( وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وَإِذا خَلَوا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِئُون).

وقد أظهرت الآيات المتقدمة كيف تم توظيف كل القدرات المادية وغيرها في تحقيق رضا الله سبحانه ، وبناء الحياة وتكاملها باتجاه الأهداف الإلهية ووفقاً للخطة المعقولة والمقبولة له تعالى . بدءاً من قصة تبسم سليمان من قول النملة

فيشير الذكر الحكيم في هذه الآيات إلى خمس صفات بارزة في المؤمنين: ثلاث منها ذات جانب معنوي وروحاني وباطني، واثنتين منها لها جانب عملي وخارجي...

التوفِّي لا يعني الموت دائمًا في استعمال القرآن الكريم، ولذلك قال اللهُ تعالى في سورة المائدة: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ﴾(3) فالتوفِّي في هذه الآية استُعمل بمعنى النوم بل إنَّ الآية المذكورة في السؤال استعملت التوفِّي في كلٍّ من الموت والنوم

كان العرب يذكرون لآلهتهم ولأنفسهم ولأسيادهم أنساباً؛ فكلّ إنسان كان ينتسب إلى قبيلة، أو عائلة، أو عشيرة.