القرآن يـُوصِلُ الإنسان إلى أقصى غايات الكمال الإنسانيّ. إنّنا لا نُقدّر القرآن وعِدلَه الّذين هم أهل البيت عليهم السّلام حقّ قدرهما.

"ماذا نفعل لكي نفوز بالسعادة وحُسن العاقبة؟" لم يحدد ذكراً ولا أربعينيّة من الأربعينيّات ولا عملاً عباديّاً بل قال: "احرصوا على أن تبكوا على سيّد الشهداء عليه السلام كلّ يوم ولو مرّة واحدة!" (1).

يقول الله تعالى: ﴿فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا..﴾ الأنعام:43. عند الشدائد والابتلاءات نهتف جميعاً مستغيثين: «يا الله»، ومن المعروف أنّه عند الإشراف على الغرق ترتفع الأصوات بالضجيج من جميع مَن في السفينة؛ من البرّ والفاجر.

الأهمّ من الدُّعاء لتعجيل فَرَج الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه، هو الدُّعاء لتثبيت الإيمان والأقدام على العقيدة، وعدم إنكاره عليه السَّلام حتّى ظهوره.

حديث الكساء يشتمل على كثير من العجائب والغرائب والمعجزات، وإذا قام شخصٌ بإحصاء عجائبه –التي هي بنفسها تشهد على عظمته- فقد قام بعملٍ عظيم.

- هل نحن بحاجة إلى أن نعلم أكثر من علمنا بأنّ الله تعالى مطّلعٌ على ظاهرنا وباطننا؟ - لو علم سلاطين العالم وملوكها باللذات التي يمكن أن يحصل عليها الإنسان أثناء العبادة، لمّا التفتوا إلى المسائل المادية!

قلّما نجد فريضة كالصّلاة ورد كلّ هذا التّأكيد بحقّها في القرآن الكريم، إلى جانب الأحاديث والرّوايات الّتي حثّت على الالتزام بأوقاتها واستحضار القلب عند أدائها، بالإضافة إلى تلك المباحث المسهبة في باب الصّلاة في المصادر الفقهيّة.

القرآنُ الكريم والعترة متلازمان، وفي عقيدتي إذا ضيّع شخصٌ أحدَهما فقد ضيَّع الآخر أيضاً، لأنَّ لهما هويّةً واتِّحاداً، كما قال الرّسول الأكرم صلّى الله عليه وآله: «إنّي تاركٌ فيكم الثِّقْلَين؛ أحدُهما أكبرُ من الآخر: كتابُ اللهِ حبلٌ ممدودٌ من السّماء إلى الأرض، وعِترَتي أهلَ بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتّى يَرِدَا عليَّ الحوض».

لقد اصطفى الله تعالى مجموعة من البشر، وجعلهم في جواره وأهلَ أُنسه، ومظهر أسمائه وصفاته، وكلُّ واحدٍ منهم في كفّة وباقي البشر في كفّة أخرى. فلو قِيست قيمة الأفراد بالميزان، لكانت قيمة مؤمن واحد أفضل وأثقل من آلاف الناس غير المؤمنين.

إذا تدبّر المرءُ في روحه المدرِكة، لَعلِمَ أنّها ليست من سِنخ هذا العالَم؛ وإنما تُلازمه أياماً معدودة، لأداء مهمّة بعينها وتحصيل شيءٍ محدّد، ومن ثمّ فإنّها ستعود مرة أخرى إلى مبدئها.

لا يَخفى على أولي الألباب أنّ أساس الحركة في المخلوقات هو: «معرفة المحرِّك» الذي تحتاج الحركة إليه، ومعرفة «ما منه الحركة»، و«ما إليه الحركة»، و«ما له الحركة»؛ أي «البداية»، و«النهاية»، و«الغرَض»، حيث إنّ الممكنات في حركةٍ مستمرّة آناً فآناً باتّجاه المقصد.