يعتبر كتاب "الهيومانية: دراسة تحليلية للأسس والجذور" من أحدث إصدارات سلسلة مصطلحات معاصرة، وهو من تأليف الكاتب محمد هادي طلعتي وتعريب حسن علي مطر. ويناقش الكتاب مفهوم الهيومانية وأصولها وتطورها عبر التاريخ، ويتناول بالتفصيل تأثير هذا المفهوم على المجتمعات والثقافات المختلفة.
تم إصدار الكتاب عن المركز الإسلامي للدرسات الاستراتيجية التابع للعتبة العباسية المقدسة، وقد تمت طبعته في النجف الأشرف للطبعة الأولى عام ٢٠٢٢م/١٤٤٣هـ.
يتناول الكتاب الموضوع القديم والمرموق للحديث عن الإنسان ومكانته في تاريخ الفكر البشري، حيث يعتبر الإنسان محوراً رئيسياً في العديد من التيارات الفكرية والنظريات الفلسفية والأنثروبولوجية. فقد وجد الإنسان نفسه، منذ أن عرف نفسه على المستوى الذهني، مضطراً لتعريف نفسه وتحديد موقعه ومنزلته في العالم، والتعامل مع المقولات المختلفة المتعلقة بالله والعالم والأشخاص الآخرين.
ويستدعي ذلك الخوض في دراسة الأنثروبولوجيا والبحث عن المبدأ والمعاد من منظور إنساني. كما يشير الكتاب إلى حديث الإمام علي بن أبي طالب، الذي يعتبر تحذيراً من أهمية معرفة المكانة والنسبة الإنسانية للمبدأ والحال والمنتهى.
يتضمن الكتاب تحليلاً فلسفياً وتاريخياً لفهم الإنسان ومكانته في الفكر البشري، ويوفر للقارئ فهماً عميقاً لأهمية دراسة الأنثروبولوجيا وعلم الإنسان في التعرّف على الإنسان ومكانته في العالم. ويقدم الكتاب رؤية شاملة ومتكاملة لفهم الإنسان ومكانته في تاريخ الفكر البشري، ويعد مرجعاً مهماً للباحثين والمهتمين بدراسة الإنسان وعلم الأنثروبولوجيا.
يواجه المجتمع اليوم أشكالًا متنوعة من الأنثروبولوجيا، مثل الأنثروبولوجيا الدينية والفلسفية والتجريبية والعرفانية وما إلى ذلك. تنظر كل من هذه الأنثروبولوجيات إلى الإنسان ومقولاته من زوايا مختلفة وتقدم صورة فريدة للإنسان. ومن بين هذه الآراء المؤثرة والواسعة التأثير هو اتجاه "محورية الإنسان" الذي يعبر عنه بمصطلح "الإنسانوية"، ويتم تناوله في هذا الكتاب بوصفه معادلاً لما يعرف بـ "الهيومانية" في اللغة الإنجليزية. هذه الرؤية، التي تأثرت بالثقافة والحضارة الغربية وصلت ذروتها في عصر النهضة وتم تنظيمها في المرحلة الحديثة، لا تزال لها تأثيرها على الأفكار الغربية. يأتي تعبير "الرؤية" عن الإنسانوية لأنه من الصعب اعتبار الإنسانوية مدرسة فلسفية مستقلة. يهدف هذا التعبير إلى وضع الإنسان في مركز التفكير وتفجير طاقاته. على الرغم من ذلك، شهدت هذه الرؤية منعطفات كثيرة في تاريخ الثقافة والفلسفة الغربية، وبعد مرحلة عصر النهضة بشكل خاص. لذا، يتعين تقديم تعريف واضح للإنسانوية، يكون شاملاً ودقيقاً، ويبتعد عن التعاريف السطحية وغير العلمية.
تتضمن هذه الدراسة استخدام مصادر غربية، بما في ذلك مفكرين يمتلكون رؤية إنسانوية، لتعريف أهم التوجهات الإنسانوية في فلسفة الغرب، دون أي تحيز أو تقييم للإنسانوية نفسها.
في هذا الكتاب، اكتفى الكاتب بتعريف أنواع الإنسانية، ولا يزال من الأفضل تسمية هذا الكتاب بعنوان "الهيومانية: دراسة تحليلية نقدية للأسس والجذور"، إذ يُشير إلى الغرض الرئيسي من الدراسة. كما يجدر بالذكر أن كل نوع من الإنسانيات المذكورة في الكتاب يستحق أن يتم دراسته وبحثه بشكل مفصل ومستقل.
يتناول الكاتب في هذا الكتاب مقالة «ما هي الإنسانوية؟» لفريدريك إدواردز كنقطة انطلاق لتعريف القارئ بمختلف أنواع الإنسانوية في إطار تاريخي وتوجيهي. يقسم الكاتب الإنسانوية إلى عدة فروع، بما في ذلك الإنسانوية التقليدية، والإنسانوية المسيحية ذات الاتجاه التقليدي والإصلاحي الديني، والإنسانوية المناوئة للدين والأدبية والثقافية والفنية والفلسفية والعلمانية والماركسية والبراغماتية والوجودية.
بعد التعريف بالإنسانوية وأنواعها، يتناول الكاتب الدراسة التاريخية لأنواع الإنسانوية في مختلف مراحل ثقافة وحضارة الغرب، ويقسم هذه المراحل إلى المرحلة القديمة ومرحلة العصور الوسطى، ومن ضمنها المرحلة المسيحية الأولى والكنسية، ومرحلة عصر النهضة، والمرحلة الحديثة والتي تشمل عصر التنوير والمرحلة المعاصرة.
ويعد التقسيم الذي اتبعه الكاتب من وجهة نظره أفضل بكثير من التقسيمات المعروفة في المصادر الغربية الأخرى. يستحق كل نوع من الإنسانوية المذكورة في هذا الكتاب بحثاً تفصيلياً ودراسة مستقلة.
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد باقر الصدر
السيد محمد باقر الحكيم
السيد جعفر مرتضى
الشيخ حسين مظاهري
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد هادي معرفة
الشهيدة بنت الهدى
الشيخ محمد صنقور
السيد عباس نور الدين
عبد الوهّاب أبو زيد
ناجي حرابة
حسين حسن آل جامع
فريد عبد الله النمر
الشيخ علي الجشي
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان