
إنّ موضوع المكّي والمدني بالغ الأهميّة بالنسبة للدراسات القرآنية، وله دور في أكثر من مجال يمكن أن أشير منها إلى ما يلي:
1 ـ مجال الاجتهاد الشرعي، من حيث إنّ المكيّة والمدنيّة تساعد في معرفة المتقدّم والمتأخّر من الآيات، وهذا ما يميّز الناسخ عن المنسوخ ولا يقلبهما، وبهذا يساهم موضوع المكّي والمدني في موضوع الناسخ والمنسوخ، فبدل أن ننسخ الناسخ بالمنسوخ، يمكننا بمساعدة المكّي والمدني أن ننسخ المنسوخ بالناسخ.
2 ـ مجال الوعي التاريخي للقرآن الكريم، حيث نفهم تراتبية الآيات تاريخياً، فنفهم طريقة القرآن في بيان الأمور ومرحليّته في رصدها وتحليلها، كما قيل في مثل تحريم الخمر في الإسلام، والوعي التاريخي بالنص القرآني يساعد على فهم بُنية هذا الكتاب الكريم؛ لأنّه غير منعزل عن الواقع التاريخي الذي نزل فيه، لا سيما على القول بحدوث القرآن وعدم قدمه، خلافاً للأشاعرة، ووفاقاً للشيعة والمعتزلة.
3 ـ مجال فهم تاريخ الدعوة الإسلاميّة، فعندما نصنّف الآيات القرآنية الكريمة مكيّاً ومدنياً، وكذلك نصنّفها داخل المكّي والمدني إلى حقب ومراحل، فنحن نستطيع أن نتخذ من النص القرآني مساعداً لنا على فهم تطوّرات الدعوة الإسلاميّة، كونه يتصل بها، ولهذا فكلّ من يؤمن بمبدأ جعل القرآن الكريم أهمّ مصدر موثوق لدراسة السيرة النبويّة، عليه أن يتعامل مع النصّ القرآني من موقع النزول التدريجي التاريخي، ويقوم بتحقيب آياته، كي يفهم المتقدّم والمتأخّر ويرصد التطورّات زمنيّاً.
4 ـ إنّ دراسة المكّي والمدني تساعد أيضاً على ردّ بعض الإشكاليّات التي وجّهها بعض الناقدين للقرآن الكريم، لا سيما المستشرق الناقد، حيث قالوا بأنّ ارتباطه بالتاريخ المحيط به جعله بشريّاً، وهنا يمكن دراسة الآيات المكية وتنوّعها، وكذلك المدنية وتنوّعها، لكي نبطل هذه المقولة مثلاً، فعندما يقولون بأنّ السور المكيّة سور قصار؛ لأنّ المخاطب بها هم قريش وأقحاح العرب، وليس أهل الكتاب، وأنّ النبيّ قد فقد ثقافته العربيّة بالذهاب إلى المدينة واحتكاكه بأهل الكتاب، فهنا يمكن لدراسة المكّي والمدني أن تساعد في العثور على نصوص وسور مدنية تمتاز بخواصّ السور المكيّة من هذه النواحي مثلاً وبالعكس، مما يشكّل عنصراً مساعداً على استخدام النبي نظام السور الطويلة في مكّة، أي في الفضاء الذي كان فيه يعيش مع العرب الأقحاح الأميين، وأنّ ظاهرة التفصيل في البيان ليست مدنيّةً فقط.
ولهذا فقرائن المدنيّة والمكيّة كثير منها قرائن ترجيحيّة وليست قطعيّة؛ لأنّ الكثير منها مشتركٌ بين المكّي والمدني، غاية الأمر أنّ الطابع العام للمكّي يغلب عليه هذه القرينة، فيما الطابع العام للمدني تغلب عليه القرينة الأخرى، فليست الأمور محدّدات رياضيّة، وإنّما هي معطيات غالبية عامّة.
5 ـ مجال تفسير القرآن الكريم وتقييم روايات النزول، فإنّ دراسة موضوع المكّي والمدني تساعد في تصحيح بعض روايات النزول وإبطال بعضها الآخر وبالعكس، فعندما تكون هناك آية ثبت لدينا نزولها في مكّة، فهذا يعني بطلان أحد تفاسيرها الذي لا يتناسب مع النزول في مكّة، بل يتناقض معه، أو يعني ترجيح رواية في أسباب النزول على رواية أخرى، وهنا علينا الترجيح العلمي بين معطى التفسير ومعطى الوثيقة التاريخية والتحليلية لمدنيّة السورة أو الآية أو مكيّتهما، وكثيراً ما وقعت بين المفسّرين مثل هذه الأمور التي ناقش بعضهم في تفسير بعضهم الآخر من زاوية أنّ الآية لا تتحمّل هذا التفسير بعد نزولها في مكّة، وعدم نزولها في المدينة ونحو ذلك، وهذا ما نجده مبثوثاً في كلمات المفسّرين للكتاب الكريم.
ولعلّه لهذه الأمور وغيرها وجدنا في بعض الروايات المروية عن الصحابة والتابعين وعن أهل البيت النبويّ، التفاخر بمعرفة المكي والمدني، وأين نزلت هذه الآية أو تلك، وكأنّ معرفة ملابسات النزول ومكان النزول وظرفه المحيط، ممّا يساعد المفسّر على وعي أكبر بالآية القرآنية الكريمة وعلاقاتها بالآيات الأخرى.
إلى غير ذلك من الفوائد التي تنتج عن دراسة موضوع المكّي والمدني، والتي تعدّ أحد تطبيقات موضوع الوعي التاريخي المساعد على فهم كتاب الله تعالى.
الظلمة من مخلوقات الله!
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
معنى قوله تعالى: {إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ..}
الشيخ محمد صنقور
صفات الأيديولوجي؛ معاينة لرحلة الفاعل في ممارسة الأفكار (4)
محمود حيدر
القائم بالقسط
الشيخ علي رضا بناهيان
مناجاة الزاهدين(4): وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى
الشيخ محمد مصباح يزدي
معنى (قوس) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
في رحاب بقية الله: المهدي (عج) عِدْلُ القرآن
الشيخ معين دقيق العاملي
التّعاليم الصحيّة في القرآن الكريم
الشيخ جعفر السبحاني
لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ
الفيض الكاشاني
أمّ البنين: ملاذ قلوب المشتاقين
حسين حسن آل جامع
الصّاعدون كثيرًا
حبيب المعاتيق
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
ندوة للجاسم بعنوان: كيف يشكّل المال الأدب والفكر؟
الأكل في وقت متأخر من الليل ليس فكرة جيدة
الظلمة من مخلوقات الله!
معنى قوله تعالى: {إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ..}
صفات الأيديولوجي؛ معاينة لرحلة الفاعل في ممارسة الأفكار (4)
القائم بالقسط
مناجاة الزاهدين(4): وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى
تدشين كتاب الرّاحلة سهام الخليفة (حريّة مكبّلة)
معنى (قوس) في القرآن الكريم
أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ