قراءة في كتاب

الفرق بين القلب والرّوح والنّفس وحقيقة عالم الذّرّ

للشّيخ محمّد آل عبدالجبّار القطيفيّ رسالة بعنوان: "الفرق بين القلب والرّوح والنّفس وحقيقة عالم الذّرّ" قام بتحقيقها أحمد عبدالهادي المحمّد صالح، الذي يقول إنّ هذه الرّسالة التقاطة ثمينة وُفِّقَ بالظّفر بها، والعمل على إحيائِها بتحقيقها، وفيها يجيب الشّيخ آل عبدالجبّار عن مسائل السيّد محمّد حسين الموسويّ الجزائريّ التستريّ، الذي قام بنسخ الرّسالة بنفسه، ونسبتها إلى الشّيخ محمّد آل عبدالجبّار القطيفيّ.

 

وكان السّيد محمّد حسين الموسويّ الجزائريّ التستريّ قد التقى بالشّيخ محمّد آل عبدالجبّار القطيفيّ في خراسان في العام ألف ومئتين وثمانية وثلاثين للهجرة، أثناء تشرّفه بزيارة الإمام عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام، وكانت الرّسالة نتيجة هذا اللّقاء، وقد اعتنى بها السّائل واستنسخها بحسب المحقّق في شهر ربيع الأوّل من العام ألف ومئتين وأربعين للهجرة.

 

ويبلغ عدد صفحات الرّسالة عشر صفحات، مختلفة في عدد الأسطر في الصّفحات، فالصّفحة الأولى فيها ستّة وعشرون سطرًا، والأخيرة فيها ثلاثة عشر سطرًا، بينما حوت سائر الصّفحات على أربعة وعشرين شطرًا. وكما يقول المحقّق فإنّ الرّسالة ليست مرقّمة ولم يكتب النّاسخ تعقيبه في آخر الصّفحة جريًا على العادة.

 

وتتألّف الرّسالة من مقدّمة وعدد كبير من العناوين من بينها: معاني النّفس والرّوح والقلب حين اجتماعهم، وغيريّة النّفس عن العقل، وقرب النّفس من العقل، وأنواع الأرواح، وانطواء المجرّد تحت عنوان الخلق، وقيام الأشياء بالمشيئة، وحقيقة عالم الذّرّ، وتعدّد سؤال التّكليف بتعدّد القوابل، ومعرفة النّفس، وغير ذلك.

 

وقد جاء في ختام الرّسالة قول السّائل والنّاسخ: تمّت الرّسالة من نسخة الأصل بلا واسطة، بيد المذنب الجاني ابن محمّد رفيع بن مرتضى بن نور الدّين بن نعمة الله الجزائريّ، محمّد الحسين الموسويّ التّستريّ، في بلدة تستر، في العشر الآخر من شهر ربيع الأول سنة ألف ومئتين وأربعين للهجرة، وقد اتّفق سؤالي عن جناب الشّيخ محمّد صاحب الرّسالة، حين تشرّفي بتقبيلِ عتبة سيّدي ومولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام، سنة ألف ومئتين وثمانية وثلاثين للهجرة، في بلدة خراسان صانها الله عن طوارق الحدثان بحقّ محمّد وآله، آمين.

 

والشّيخ محمّد آل عبدالجبّار القطيفيّ، أحد علماء القرن الثّالث عشر الأعلام، ينتمي إلى أسرة علميّة كبيرة في المنطقة، برز منها علماء فضلاء كثيرون أصحاب مصنّفات وفتاوى.

 

جاء في أنوار البدرين أنّهُ كان كثير الأسفار لزيارة العتبات الشّريفة، وكان يقلّده كثير من سَكنة العراق وأهل القطيف والأحساء في حياته.

 

وله مؤلّفات كثيرة، فهو يعدّ من أغزر علماء إقليم البحرين تصنيفًا، وقد بلغت مؤلّفاته مئة وواحدًا وثلاثين مصنّفًا بين رسالة صغيرة ومجلّدات عديدة ومنها: هدي العقول إلى أحاديث الأصول، واللّوامع السّنيّة في الأصول الدّينيّة، وغاية المراد في تحقيق المعاد، والشّوارق الحسينيّة، وشرحُ تشريح الأفلاك، وشرح أصول الدّين الخمسة، ورسالة في الفرق بين القلب والرّوح والعقل.

 

جاء وصفه في (أنوار البدرين): العلّامة المحقّق النّحرير الفهّامة المدقّق الأمجد… من أساطين علماء الإماميّة وأكابر فقهاء الشّيعة الحقِّيّة أيّدهم ربّ البريّة في الإحاطة بالعلوم والمعارف والجامعيّة لأنواع المكارم واللّطائف.

 

توفّي في بلدة سوق الشّيوخ في جنوب العراق خلال سفره في الرّابع من شهر جمادى الأوّل من العام ألف ومئتين واثنين وخمسين للهجرة، ونقل جثمانه إلى النّجف الأشرف حيث دفن بجوار أمير المؤمنين عليه السّلام.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد