إذا أردنا أن نتكلّم بلغة اليوم، لقلنا إنّ أوّل قدم وضعت في عالم الإسلام، في سبيل جعل المجتمع الإسلاميّ علمانيًّا، كانت يوم السّقيفة. يعني (فصل الدّين عن السّياسة).
أولئك لم يكونوا يمانعون أن يسألوا عليًّا في الأحكام الشّرعيّة، فقد كانوا يفعلون ذلك في زمن الخلفاء.
كثيرًا ما كان يُصادف أن يقع حادث ولا يدرون ما يصنعون، فكانوا يرسلون وراء عليّ عليه السّلام ويقولون ادعوا أبا الحسن ليأتي.
نُقل في الأخبار – أنا لم أحصها ولكن هكذا قيل – لولا عليّ لهلك عمر، أو: لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن. لا أراني الله يومًا مشكلةً لا يكون عليّ عليه السّلام حاضرًا حينها. أي لا أريد أن أكون حيًّا في زمن ليس فيه عليّ عليه السّلام.
أولئك لم يمانعوا أن يقولوا نحن لا نفقه أحكام الإسلام، وأتينا نتعلّم منكم، ولكنّهم كانوا رافضين لذلك الشّخص – الـمُصدر للأحكام، الآمر النّاهي، ومَن الحكومة بيده – أن يتدخّل في الدّين. وماذا يعني هذا؟
الحكومة لأشخاص معيّنين، وأحكام الدّين لأشخاص آخرين، فلا بأس بهذا! وهذا أصل العلمانيّة!
الدّين له حساب خاصّ، فاذهبوا واسألوا عليًّا عليه السّلام عن أحكام الصّلاة والصّوم والدّين، ونحن أيضًا عندما نقف عند حكم فإنّنا نرجع إليه.
أمّا بالنّسبة لإدارة شؤون المجتمع، وأمور السّياسة والحرب، والصّلح والاقتصاد، وأموال المسلمين وغيرها، فلا علاقة له بها. بل يجب أن تكون بأيدينا.
ألا يوجد أمثال هؤلاء في زماننا؟!
أشخاص يشغلون مناصبًا في الجمهوريّة الإسلاميّة ولكن لديهم هكذا رأي. أو أنّهم لا يقبلون بأصل ولاية الفقيه، أو يقبلونها كإشراف منه عليهم، أمّا أن يكون واجب الطّاعة إن أمر، لا يقبلون هذا أبدًا، إذ يقولون: "نحن أعلم وأفهم ومنه، وهو من يجب أن يطيعنا".
بالتّأكيد تعرفون أشخاصًا يُعتبرون مصداقًا لهؤلاء في زماننا، أولئك كانوا هكذا! فليست بالقضيّة الغريبة إذًا. فنحن نفكّر ونقول: كيف طاوعتهم قلوبهم أن يأتوا دار بنت رسول الله ويفعلوا بها ما فعلوه؟ وبعدها، كيف يتعاملون بهذه الطّريقة مع سبط الرّسول (ص) في كربلاء؟
عودوا سنتين للوراء، وانظروا ماذا فعلوا بمعزّي سيّد الشّهداء في يوم العاشر! من كان هؤلاء؟ أمشركين كانوا أم كفّارًا؟ يهوديين كانوا أم مسيحيّين؟ من هم الّذين أمروا؟ من هم الّذين رضوا بهذا؟ مَن ما زال غير مستعدّ أن يتبرّأ منهم؟
إنّ الأحداث التّاريخيّة تعيد نفسها... ولكن يجدر القول: إنّ أولئك غيّروا مسار التّاريخ كاملًا بسبب مغالطات جزئيّة، أمّا شعبنا فهو أوعى بكثير من النّاس في ذلك العصر.
الفيض الكاشاني
الدكتور محمد حسين علي الصغير
الشيخ محمد صنقور
السيد عباس نور الدين
السيد علي عباس الموسوي
عدنان الحاجي
د. سيد جاسم العلوي
السيد محمد حسين الطهراني
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد جعفر مرتضى
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
جاسم الصحيح
حبيب المعاتيق
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
الشيخ عبد الحميد المرهون
ناجي حرابة
عبدالله طاهر المعيبد
غربال العمر، جديد الكاتبة نازك الخنيزي
صناعة الله تعالى
اختتام حملة (ومن أحياها)، بنسختها الثّانية والعشرين
مجاز القرآن عند الرّوّاد الأوائل
واضع التّجويد وشرعيّته
دور اليقظة في السفر إلى الله
وتفتّحت أزهار الخريف، كتاب جديد لسوزان آل حمود
الإمام المهديّ (عج) فرجه في الكوفة
لماذا لا نتذكر أحداث مرحلة طفولتنا المبكرة؟
من أين تنشأ الشجاعة؟