صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

أنا الحزين السّعيد!

قبل أن أعرف علَم عزائك

كنت أظنّ الفرح والحزن خطّين متوازيين

لا يتلاقيان في أيّ نقطة من العالم

لكنّ مصيبتك أربكت هندسة مخيّلتي

فإذا بهذين الخطّين يلتقيان في مركز قلبي

الفرح والحزن خصمان دومًا لكنّهما

في مخيّم عزائك، صديقان!

هكذا حللتُ لغز التقاء هذين الخطّين

المتوازيين يا حسين!

لقد خلقني الله عاشقًا بالفطرة

لذا أينما داعب عبير العشق أنف روحي

أذهلُ عن نفسي

فيفرّ من قلبي

كلّ ما يحمل ذرّة من علامات الحزن

ما الذي يسعد قلب الإنسان المفطور على الحبّ

مثل وصف الحبّ؟

ومَن الذي تصفّح كتاب عشق

 أشدّ وصفًا للحبّ من كتاب كربلاء؟

لكن يا حسين

كم عاشق لدينا مثلك لنطيق ألم فراقه هكذا؟

أويمكن أن يكون الإنسان إنسانًا

وله روح

ثمّ يسمع بأنّ عاشقًا مثلك

قتل بنبال الجهالة

وسيوف الرّذالة

وأحجار القسوة

فلا يغرق في بحر الأحزان

ولا يحترق في نار العزاء؟!

يا حسين

إنّ ذروة عزائك هي محلّ مصرعك

وإنّ قمّة الحيويّة في مجلس رثائك

هي هناك أيضًا

لقد ارتقيتَ

وأنت في مصرعك

قمّة العشق

كلا

اعذرني

بل في قمّة العشق سقطتَ أرضًا

وفاضت روحك

جسدك المثخن بالجراح في ذلك المصرع

كشف عن أسرار عشق امتدّ لآلاف السّنين

لهذا تحديدًا

فإنّ ذروة حياة أولئك الذين ينتشون حياة بأقاصيص العشق

تكمن في قراءة قصّة مصرعك

حبيبي يا حسين

لولا أنّك

حين اقتربَت لحظات الوصال

كنتَ في ألف ربيع وربيع

وسط أعاصير الحزن السّعيد العاصفة

لما تجرّأ قلمي على كتابة هذه الكلمات

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد