صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
أحمد الماجد
عن الكاتب :
شاعر من القطيف ولد (ولد 1402 هـ / 1981 م)، مهندس خريج جامعة الملك فهد للبترول، عضو منصة شعراء القطيف، رئيس نادي طرفة بن العبد الأدبي، عضو مؤسس رويّ الأدبية، عضو منتدى الكوثر الأدبي

نفث على زجاجة المعراج

أُفتِّتُ صمتي، حيرتي تأكل اليدا

ولم يلتفتْ قمحُ الكلامِ سوى صدى

براقُ لُهَاثٍ والمسافاتُ سُكَّرٌ

وأنباءُ قلبي تحبسُ النبضَ هُدهُدا

بعيدًا إلى أنشودةٍ لم يطَلْ دمي

إلى أن طفا قيثارُهُ ألثغَ الندى

وشمَّرَ عن معراجِهِ كُمَّ لهفةٍ

تُطلُّ على كأسٍ تَصَبَّبَ مَشهدا

لمكةَ أضواءٌ قِماشيةٌ تَقَا

سَمَتْها ليالٍ قالتِ: الساعةُ الرِّدا

وريحًا فريحًا معطفٌ من مواسمٍ

تفلَّتَ غيبًا، أينَ مُهْرُ الـمُنى عدا؟

صعودًا إلى كعبيهِ أزهقتُ ريشتي

وأمسكتُ بالإسراءِ لونتُهُ سدى

قميصَ هطولٍ راحَ يدعوه كوكبٌ

إلى حيرتيه: يرتديه ويُرتدى

أعدتُ لغصنِ الصّمتِ تفّاحةَ الصدى

لأقطفَ مِنْ ذكراهُ تُفاحةَ النِّدا

شهرتُ خريفي وهو يغمدُ دمعةً

وأصحرْتُ لـمَّا بالنّخيل تَوَعَّدا

ورتلتُ غاباتٍ لأشتُلَ من فمي

نبيًّا غيابيًّا، خريرًا مُقَلَّدا

وقلتُ لأنفاسيْ: شهيقًا مؤبدًا

لآخِرِ مِلْحٍ سُكَّرًا خرَّ مُجهَدا

مذابانِ في التردادِ غارٌ وسجدةٌ

فمِسْكٌ على حالِ النِّداءِ تجمَّدا

ومِبخرةٌ غيبيةٌ فوَّحَتْ مُنىً

فشمَّتْ عيوني منه عطرًا مجسَّدا

أمد يدَيْ نفْسي ونفسِكَ لا أعي

إذا قلت يا من لم يُجبني ويا نِدا

ستمطرُ كفٌّ نفْسَها تلوَ نفْسِها

ويهرِقُ تابوتٌ على نفسِه غدا

ويختلس التأجيلُ كوةَ قُبْلَةٍ

على امرأةٍ درَّتْ حليبًا مسرمدا

توسلَ بالأطرافِ تيهٌ فسلَّ من

عباءته خيطا فحاك هدىً هدى

طويلٌ عريضٌ زِدْ مِنَ الكتْفِ كوكبًا

وقايسْ لفستانِ البشاراتِ موعدا

ودُرْ حولَ ميمِ الماءِ أغمِضْ شواطئًا

لتعصرُ ميمُ الحُلْمِ منها محمّدا

خريرانِ نعلانِ، الجهاتُ بيادرٌ

ورِجْلانِ صاحا مَوردًا ثُمَّ مَوردا

يلاحقُهُ النهرُ المجرَّحُ بالظّما

فإنْ نزَفَ الصحرا تخثَّرَ عسجدا

تقولُ: نبيٌّ تارةً، وزجاجةٌ

تقولُ: نديٌّ، عن جنينٍ تعددا

مقيدةٌ بالغيمِ ناقتُهُ إذا

يَحُلُّ لها قيدًا يُنِيبُ السما يدا

تقوَّلَتِ الذكرى -وآثارُ كوكبٍ

تمخَّضَ- كم رحْمُ السماءِ تمددا؟

بنافورةِ الميلادِ عامتْ بدايةٌ

وغاصَ انتهاءٌ والزمانُ تَردَّدا

ليَخرُجَ شلالًا على الوقتِ، أبحُرٌ

يقطِّعْنَ أيديهنَ حِبْرًا ومُسْنَدا

ويومٌ منَ الحِنَّاءِ خضَّبَ نفسَهُ

فجفَّ خضابًا آجلًا فتعَوَّدا

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد