
مقا - وتر: باب لم تجئ كلمة على قياس واحد، بل هي مفردات لا تتشابه. فالوتيرة: غرّة الفرس مستديرة. والوتيرة: شيء يتعلّم عليه الطعن.
والوتيرة: المداومة على الشيء، يقال: هو على وتيرة. والوتر: الذحل، يقال: وترته أتره وترًا. والوتر والوتر: الفرد. ووتر القوس: معروف، يقال: وترتها وأوترتها.
والوترة: طرف الأنف. أمّا المواترة في الأشياء: لا تكون إلّا وقعت بينهما فترة، وإلّا فهي مداركة.
مصبا - الوتر: للقوس، جمعه أوتار مثل سبب وأسباب، وأوترت القوس: شددت وترها. ووترة الأنف: حجاب ما بين المنخرين. والوتيرة: لغة فيها.
والوتيرة: الطريقة، وهو على وتيرة واحدة، وليس في عمله وتيرة أى فترة. والوتيرة: المداومة على الشيء، وهي مأخوذة من التواتر، وهو التتابع، يقال: تواترت الخيل، إذا جاءت يتبع بعضها بعضًا. ومنه جاؤوا تترى، أى متتابعين وترًا بعد وتر. والوتر: الفرد. وقرئ في السبعة: والشفع والوتر، بالكسر على لغة الحجاز وتميم، وبالفتح في لغة غيرهم. ويقال: وترت العدد وترًا: من باب وعد أفردته، وأوترته مثله. ووترت زيدًا حقّه: نقصته.
لسا - الوتر والوتر: الفرد، أو ما لم يتشفّع من العدد. وأهل الحجاز يسمّون الفرد الوتر، وأهل نجد يكسرون الواو. والوَتر والوِتر والوتيرة: الظلم في الذحل، وقيل هو الذحل عامّة. (الذحل: الثأر) وقد وترته وترًا وترة، وكلّ من أدركته بمكروه فقد وترته. والموتور: الّذى قتل له قتيل فلم يدرك بدمه. قال يونس: أهل العالية يقولون: الوتر في العدد. والوتر في الذحل. وتترى: التاء مبدلة من الواو، ومنهم من لا يصرف ويجعل ألفها للتأنيث بمنزلة ألف سكرى، والوتر: شرعة القوس ومعلّقها، والجمع أوتار.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة: هو التفرّد في قبال التشفّع. والشفع هو إلحاق شيء أو قوّة بآخر لغرض مطلوب. ومن مصاديقه: العدد الفرد. الحجاب بين المنخرين. الذحل بمعنى الثأر. والموتور وهو الّذى قتل له قتيل ولم يدرك بدمه، فيبقى فردًا لا شفع له يطلب ثأره ويعينه. كلّ من أدركته بمكروه فأفردته وهو موتور. ومن أفردته بظلم أو إفزاع أو غيره. والطريقة المتفرّدة. فلا بدّ من تحقّق مفهوم التفرّد وفقدان التشفّع.
وأمّا مفاهيم - النقص والضعف والوحشة: فمن آثار الأصل. وأمّا مفهوم شرعة القوس: فمأخوذ من العبريّة والسريانيّة.
{وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [الفجر: 1 - 4] الفجر: انشقاق شيء حتّى يخرج ويظهر شيء، كما في انفجار الماء.
والليل: ما يقابل النهار، وهو الزمان الممتدّ من الطلوع الى الغروب. والسرى: هو السير سرًّا وفي خفاء. وفي هذه الآيات الكريمة: إشارة إلى سلوك الإنسان إلى كماله وبلوغه إلى أقصى المقامات وأرفع الدرجات الروحانيّة:
1- الفجر: هذا إشارة إلى انشقاق من عالم المادّة الصرفة، وحصول نموذج من حقيقة الإنسانيّة، بالتنبّه والتوجّه إلى عالمه وحقيقته وكماله.
2- ليال عشر: فيتوجّه إلى تربية النفس وإلى المجاهدة بالانصراف عن التمايلات الدنيويّة وجلواتها وجذباتها وشهواتها الحيوانيّة، في الخلوات الفارغة والليالي، وينقطع عن الاستيناس المادّيّ، ويستأنس بالحضور والخشوع والتوجّه في الليالي الخالية عن الموانع والأغيار والعلائق.
والعشر فيه دلالة على الكثرة، حيث إنّه فوق مرتبة الآحاد، وأشرب فيه معنى الأنس والصحبة والمعاشرة. وتدوم هذه العشرة إلى أن يتحقق معنى الارتباط ويتثبت التوجّه والانقطاع والخشوع في القلب.
3- والشفع: فيحصل للسالك في أثر هذا التوجّه والانقطاع والخشوع في الخلوات، مقام ارتباط برفع الموانع والحجب الباطنيّة، فيستفيض من الأنوار الروحانيّة وتتجلّى له الفيوضات الغيبيّة، ويستمدّ من نور الحقّ في كشف الحقائق والاهتداء إلى المعارف اللاهوتيّة، ويتشفّع ويتقوّى في تكميل نفسه وفي السير إلى الحقّ المتعال والوصول إليه.
4- والوتر: فبالتمسّك بأنوار الحقّ وبالاهتداء بها يصل إلى مقام التوحيد الكامل، ويشاهد الحقّ الأحديّ، ويحصل له حقيقة مقام الإخلاص بنفي الصفات، ويرى اللّه عزّ وجلّ بالبصيرة الروحانيّة ويشاهد فردًا مطلقًا محيطًا لا نهاية في نوره ولا حدّ له وهو الأوّل والآخر والظاهر والباطن وهو بكلّ شيء عليم.
5- والليل إذا يسر: وفي هذه المرتبة يتحقّق الخلوص التامّ والتوجّه والانقطاع الكامل والتثبّت الحقّ، ويحصل الجريان في استمرار الليل وهو حالة الفراغ والتجرّد والخلوص عن العلائق والأمور الدنيويّة، فيشتغل في إدامة تلك الحالة بالعمل بوظائفه الإلهيّة والخدمات الدينيّة.
والتعبير بمادّة السرى: إشارة الى روحانيّة هذا الجريان وكونه معنويًّا. وهذا قرينة على أنّ المراد من الليل: هو المفهوم الروحانيّ، من الفراغ والخلوّ والانقطاع والتبتّل التامّ. ويؤيّد هذا التفسير في صدر الآية: الآية الأخيرة في السورة حيث يقول اللّه عزّ وجلّ: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي} [الفجر: 27 - 30]. فإن هذه الآية نتيجة ما يذكر في السورة وملحقة بما يبتدء به السورة، وهذا جار في أغلب السور من القرآن الكريم.
{فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 35]. وتدعوا جمع بتقدير أن الناصبة، والجملة حاليّة. ولن يتركم من الوتر بمعنى الإفراد. وأعمالكم بدل من الضمير. أى لن يجعلكم وأعمالكم وترًا، والتعبير بالبدليّة: إشارة الى أنّ اللّه تعالى لن يفردكم وأعمالكم.
فإنّ المقصود بذاته في البدليّة هو البدل ثمّ المبدل منه. ويؤيّد المعنى قوله تعالى قبلها: {فَأَحْبَطَ أَعْمٰالَهُمْ} .... {واللّٰهُ يَعْلَمُ أَعْمٰالَكُمْ} .... {وسَيُحْبِطُ أَعْمٰالَهُمْ} .... {ولٰا تُبْطِلُوا أَعْمٰالَكُمْ} .... {فَلَنْ يَغْفِرَ اللّٰهُ لَهُمْ}.
ويقول تعالى بعد الآية: {يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ ..وَيُخْرِجْ أَضْغَانَكُمْ} [محمد: 36، 37]. فإنّ هذه الأمور تدور حول الوتريّة والتشفيع. فظهر أنّ التفسير بالنقص أو التضييع أو غيرهما: على خلاف الحقّ.
{ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا} [المؤمنون: 44] التترى كالتقوى اسم مصدر، والأصل الوترى والوقرى. بمعنى ما يتحصّل من التفرّد والاتّقاء. والمعنى أرسلنا رُسُلنا بصورة التَفرّد، أى فردًا فردًا ومتتابعة في كلّ أمّة رسولًا، حتّى يتبيّن الحقّ ويهتدى الخلق ويتمّ الحجّة عليهم، لئلّا يكون للناس على اللّه حجّة.
__________________
كيف يصنع الدماغ العادة أو يكسرها؟
عدنان الحاجي
بين الأمل والاسترسال به (1)
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
الذّكاء المصنوع كعلم منظور إليه بعين الفلسفة من الفيزياء إلى الميتافيزياء
محمود حيدر
معنى (توب) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
مناجاة الذاكرين (4): بك هامت القلوب الوالهة
الشيخ محمد مصباح يزدي
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ..} لا تدلُّ على تزكية أحد (2)
الشيخ محمد صنقور
العزة والذلة في القرآن الكريم
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
ماذا نعرف عن القدرات العظيمة للّغة العربية؟
السيد عباس نور الدين
لا تبذل المجهود!
عبدالعزيز آل زايد
كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
ضحكات المطر
حبيب المعاتيق
السيّدة الزهراء: صلوات سدرة المنتهى
حسين حسن آل جامع
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
(مبادئ الذّكاء الاصطناعيّ) محاضرة في مجلس الزّهراء الثّقافيّ
كيف يصنع الدماغ العادة أو يكسرها؟
بين الأمل والاسترسال به (1)
الذّكاء المصنوع كعلم منظور إليه بعين الفلسفة من الفيزياء إلى الميتافيزياء
معنى (توب) في القرآن الكريم
جلسة حواريّة بعنوان (مرايا القراءة)
مناجاة الذاكرين (4): بك هامت القلوب الوالهة
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ..} لا تدلُّ على تزكية أحد (2)
فريق بحث ينشر اكتشافًا رائدًا لتخليق الميثان
معنى (خشع) في القرآن الكريم