قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الدكتور محمد حسين علي الصغير
عن الكاتب :
عالم عراقيّ وشاعر وأديب، ولد في مدينة النجف الأشرف عام 1940 م، حوزويّ وأكاديميّ، حصل على الدكتوراه في الآداب بدرجة الامتياز عام 1979 م، وعلى درجة الأستاذية عام 1988 م، وعلى مرتبة الأستاذ المتمرس عام 1993 م، ومرتبة الأستاذ المتمرس الأول عام 2001 م. له العديد من المؤلفات منها: موسوعة الدراسات القرآنية، موسوعة أهل البيت الحضارية، ديوان أهل البيت عليهم السلام، التفسير المنهجي للقرآن العظيم. توفي الله في 9 يناير عام 2023 بعد صراع طويل مع المرض.

شذرات تفسيرية من سورة الفاتحة

تدور هذه الشذرات من التفسير الروائي لأجزاء من سورة الفاتحة حول بعض المعالم اللغوية، والظواهر العربية، وبيان معنى المفردات بمدركين: المعنى الإجمالي العام، والمعلم التطبيقي الخاص، وذلك من قبيل انطباق المفاهيم على المصاديق، واستنباط المعاني الثانوية من المعاني الأولية، وكل ذلك لا ينافي عموم القرآن وشموليته لما هو أوسع منها، واللّه العالم.

 

عن هشام بن الحكم أنه سأل الإمام جعفر الصادق عليه السّلام عن أسماء اللّه واشتقاقها، قال: اللّه مما هو مشتق؟ فقال: يا هشام من إله، وأله تقتضي مألوهًا، والاسم غير المسمى، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئًا، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين، ومن عبد المعنى دون الاسم فذلك التوحيد  «1».

 

ويلاحظ فيما نسب إلى الإمام جعفر الصادق ثلاثة أمور:

 

أ - اشتقاق لفظ الجلالة..

 

ب - أن الاسم غير المسمى بخلاف من قال إن الاسم عين المسمى.

 

ج - أن العبادة الحقة هي عبادة الذات المقدسة توحيدَا.

 

عن الإمام موسى بن جعفر عليه السّلام وقد سأل عن معنى اللّه، فقال: «استولى على ما دقّ وجلّ» «2».

 

عن الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السّلام في معنى بسم اللّه الرحمن الرحيم، فقال: «هو اللّه الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء عن كل من هو دونه، وتقطع الأسباب من جميع من سواه، تقول: باسم اللّه، أي: أستعين على أموري كلها باللّه الذي لا تحق العبادة إلا له، والمغيث إذ استغيث، والمجيب إذا دعي» «3».

 

أقول: وهذا المعنى نفسه روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام «4».

 

عن الإمام الصادق عليه السّلام أنه قال: «واللّه إله الخلق، الرحمن بجميع العالم، الرحيم بالمؤمنين خاصة» «5».

 

عن الإمام الصادق عليه السّلام: في الحمد للّه، قال: الشكر للّه، وفي قوله: رب العالمين، قال: خالق الخلق، الرحمن بجميع خلقه، الرحيم بالمؤمنين خاصة، مالك يوم الدين، قال: يوم الحساب، والدليل على ذلك قوله (وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّين)ِ «6» يعني يوم الحساب، إياك نعبد: مخاطبة للّه عز وجل، وإياك نستعين: مثله، اهدنا الصراط المستقيم، قال: الطريق: هو أمير المؤمنين، ومعرفة الإمام» «7».

 

أقول: اشتهر عند أهل البيت عليهم السّلام التعبير عن أمير المؤمنين في عديد من الروايات بأنه الصراط المستقيم، وذلك من قبيل تطبيق المفهوم على المصداق، ومثله ما روي عن الإمام الصادق في قوله تعالى (الصراط المستقيم) قال: هو أمير المؤمنين ومعرفته» «8».

 

عن الإمام الصادق عليه السّلام، قال: شكر النعمة: اجتناب المحارم، وتمام الشكر، قول الرجل: الحمد للّه رب العالمين. «9».

 

عن الإمام الصادق عليه السّلام في قوله تعالى: غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ قال: هم اليهود والنصارى «10».

 

عن الإمام الصادق عليه السّلام: المغضوب عليهم: النصاب، الضالين الشكاك الذين لا يعرفون الإمام «11».

 

قال زين العابدين علي بن الحسين عليه السّلام: «ليس بين اللّه وبين حجته حجاب، ولا للّه دون حجته ستر، نحن أبواب اللّه، ونحن الصراط المستقيم، ونحن عيبة علمه، ونحن تراجمة وحيه، ونحن أركان توحيده، ونحن موضع سره» «12».

 

عن المفضل بن عمر، قال سألت أبا عبد اللّه الصادق عليه السّلام عن الصراط، فقال: «هو الطريق إلى معرفته عز وجل وهما صراطان: صراط في الدنيا، وصراط في الآخرة، فأما الصراط الذي في الدنيا فهو الإمام المفترض الطاعة، من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مرّ على الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة، ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه على الصراط في الآخرة، فتردى نار جهنم» «13».

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) البحراني، تفسير البرهان: 1 / 44.

(2) البحراني، تفسير البرهان: 1 / 44.

(3) المصدر نفسه: 1 / 45.

(4) المصدر نفسه: 1 / 45.

(5) المصدر نفسه: 1 / 45.

(6) الصافات: 20.

(7) البحراني، تفسير البرهان: 1 / 46.

(8) المصدر نفسه: 1 / 47 + العياشي، التفسير: 1 / 24 + المجلسي، البحار: 18 / 336.

(9) البحراني، تفسير البرهان: 1 / 46.

(10) العياشي، التفسير: 1 / 24.

(11) البحراني، تفسير البرهان: 1 / 47.

(12) المصدر نفسه: 1 / 51.

(13) المصدر نفسه: 1 / 50.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد