مقالات

أيها الشباب احذروا

الشيخ حسين أنصاريان

 

أيها الشباب، يا أبناء الإسلام، يا أتباع رسول الله (صلى الله عليه وآله) لكم مني وصية مهمة، وهي أن توجدوا في أنفسكم مستلزمات الأبوة الصالحة والمناسبة، فموعد الزواج لم يزل بعيداً، بل فكروا من الآن بتخلية أنفسكم من رذائل الأخلاق، وتهذيب أعمالكم ومجالسكم وزياراتكم، وعليكم بالاعتناء بمأكلكم خاصة، ففي نطفكم مادة تسمى الجين وهي التي تحمل جميع شمائلكم إلى ذراريكم، وهذا ليس من ثمار الدراسات التي قام بها علماء الغرب ومحققوه فيهمله البعض منكم متصوراً أنها نظرية قد تبطل مستقبلاً، إنها قضية بديهية وذاتية اهتم بها الإسلام العزيز منذ بزوغ فجره.

 

تأملوا هذه الرواية المهمة بهذا الشأن.

 

أتى رجل من الأنصار رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال هذه ابنة عمي وامرأتي لا أعلم إلا خيراً، وقد أتتني بولد شديد السواد منتشر المنخرين... وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن العرق دسّاس.

 

مرادف العرق، الجين، ودسّاس تعني النّاقل، من خلال هذه العبارة أنقذ (صلى الله عليه وآله) هذا الشاب من القلق وسوء الظن.

 

نعم، فإن شمائل الأب تنتقل إلى الأبناء كما عبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهذا ما أثبتته الأجهزة العلمية المعاصرة.

 

بناءً على ذلك، عليكم السعي قبل مرحلة الزواج أن تتوفر فيكم الصفات التي يتوسمها الإسلام في الأب، فلا تبادروا إلى الزواج بقصد التلذذ المادي متناسين الحقائق، فيكون أبناؤكم بئس الثمار بالنسبة لكم وللمجتمع.

 

لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأئمة الهدى (عليهم السلام) يفتخرون بانتسابهم لإبراهيم الخليل (عليه السلام) محطم الأصنام، فقد انتقلت شمائل ذلك الرجل العظيم إلى ذريته الطاهرة.

 

في زيارة وارث - وهي زيارة صحيحة ومسلّمة - نخاطب الإمام الحسين (عليه السلام) بأنه وارث آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (صلى الله عليه وآله)، وأمير المؤمنين (عليه السلام)، وهذا الإرث الذي وصله ليس مالاً أو ثروة، بل هو تجليات معنوية وعلوم إلهية وأخلاق فاضلة وكرم وفضيلة وشرف، فلم لا ننهل نحن الآباء من هذه النعم المعنوية كي ينعم بها أبناؤنا؟ 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد