مقالات

أحكام التنبّؤ بالغيب


تتعدّد الوسائل التي يزعم أصحابها أنّها تتحدّث عن الكائنات في مستقبل الزمان، ومنها التنجيم والكهانة وغيرهما.
1 - الكهانة
أ- الكاهن هو من يتعاطى الإخبار عن الكائنات في مستقبل الزمان، فهو يتنبّأ عن المستقبل، ويخبر الناس عن بعض ما يزعم أنّهم سيتعرّضون له. وقد زُعم أنّ الكاهن يأخذ أخباره من أحد طريقين:
الأوّل: يزعم أنّه يعرف أخبار المستقبل عن طريق إلقاء هذه الأخبار إليه عن طريق الجانّ.
الثاني: يزعم أنّه يعرف الأخبار بمقدّمات وأسباب يستدلّ بها على مواقعها، أو بواسطة الفراسة. وهذا الثاني يطلق على صاحبه اسم العرّاف. ويهوّن بعضهم الأمر بأن يقولوا: إنّ هذا رؤية خاصّة.
ب- الكهانة حرام شرعاً، والأجر عليها حرام.


2 - التنجيم
التنجيم هو الإخبار على نحو الجزم والتأكيد عن حوادث الكون التي يزعمون أنّها ستحصل في المستقبل، من الرخص والغلاء، والجدب والخصب، وكثرة الأمطار وقلّتها، وغير ذلك من الخير والشرّ، والنفع والضرّ، بل يزعمون أنّهم يعرفون مستقبل بعض الناس بشكل شخصيّ، بحيث يتنبّأون بأنّ فلاناً سيتزوّج، أو سيموت، أو ما شاكل ذلك، وهم يستندون في أخبارهم إلى الحركات الفلكيّة، والاتّصالات الكوكبيّة. ولهم توقّعات متعلّقة بالأبراج.


3 - تأثير النجوم
إذا كان المنجّم أو أيّ مكلّف يعتقد أنّ النجوم تؤثّر في هذا العالم على نحو الاستقلال، بحيث لا يكون لله (تعالى عمّا يقول الظالمون) أيّ تأثير، أو أنّها تؤثر على نحو الاشتراك مع الله (تعالى عمّا يقول الظالمون)، فهذا حرام بلا أيّ شك، فالتأثير هو لله وحده تبارك وتعالى.


4 - تأثير الله تعالى
إذا كان المنجّم يعتقد أنّ الله تعالى هو المؤثّر، وإذا كان للنجوم تأثير فهو من إعطاء الله تعالى إيّاها، وفي هذه المسألة صورتان:
الأولى: إذا كان إخبارهم عن دليل قطعيّ جازم فيجوز لهم الإخبار على نحو الجزم.
الثانية: إذا لم يكن الإخبار عن دليل قطعيّ فلا يجوز لهم الإخبار نحو الجزم، ويكون رجماً بالغيب وهو حرام.


5 - وسائل الإعلام
يكثر في وسائل الإعلام الإلكترونيّة والورقيّة التوقّعات الفلكيّة المتعلّقة بالأبراج، حتى صارت نسبة المشاهدين لها من أكثر النسب في العالم. وحضور هذه البرامج أو قراءتها أو الاستماع إليها لا مانع منه في نفسه، فيجوز ما لم يترتب عليه ضلالة أو مفسدة أو يُعدّ تأييداً أو تشجيعاً على فعل الحرام أو الباطل، فإذا ترتّب عليها ذلك فتحرم. ولكن لا يجوز الإخبار الجازم عن الغيب والمستقبل، كما لا يجوز التصديق به.


6 - الأجرة
إذا كان التنبّؤ حراماً فتكون الأجرة عليه سحتاً محرّماً.


7 - الكسوف والخسوف
إنّ الإخبار عن الخسوف والكسوف وبداية الأهلّة وما شاكل ذلك ليس من التنجيم المحرّم، فهو جائز؛ لكونه ناشئاً عن أصول وقواعد سديدة، والخطأ الواقع منهم -أحياناً- ناشئ من الخطأ في الحساب وإعمال القواعد كسائر العلوم.


8 - وسائل أخرى
توجد وسائل أخرى تستعمل للإخبار عن المستقبل، وما عند هؤلاء الناس من هذه العلوم في الوقت الراهن لا يصلح -غالباً- للاعتماد عليها على وجه يفيد الوثوق والاطمئنان في كشف المغيّبات والإنباء عنها، لذا فلا يجوز الاستناد إليها والإخبار مستنداً إليها على سبيل الجزم والقطع.


9 - الاستعانة بالله تعالى
لا يجوز للمكلّف أن يصدّق ما يصدر عن المتنبّئين على أنّه قضاء مبرم، فهذا يخالف ما في القرآن الكريم والسنّة الشريفة من الاستعانة بالله تعالى لإزالة ما يُخاف ويحذر منه، كما وأنّ الصدقة تساهم في الإعانة على دفع البلاء، والله تعالى يقول:
﴿يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾ (الرعد: 39).

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد