
تحدّث سماحة السيد حسن النمر في خطبة له بعنوان: الإمام علي ( ع ) وصناعةُ البصيرةِ بجزئها الأول، وذلك في 14 ربيع الثاني 1446 هـ في مسجد الحمزة عليه السلام بسيهات.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
"الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق وأشرف الأنبياء والمرسلين، محمد بن عبدالله، وعلى آله الطيبين الطاهرين."
رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي.
اللهم اجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم.
عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله،
وإن من التقوى أن يكون الإنسان على بصيرة من نفسه ومن أمره ومن زمانه، فيعرف ما ينفعه وما يضره، ويعتقد الحق دون الباطل، ويسلك طريق الهدى دون الضلال.
أهمية البصيرة في القرآن الكريم:
البصيرة من الأمور المهمة التي ينال بها الإنسان النجاة في الدنيا والآخرة.
قال الله تعالى:
"أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها؟ فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور." (الحج: 46)
كما عاب الله على أقوام افتقدوا البصيرة، فقال:
"ولقد ذرأنا لجهنم كثيرًا من الجن والإنس، لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها. أولئك كالأنعام، بل هم أضل. أولئك هم الغافلون." (الأعراف: 179)
حث النبي صلى الله عليه وآله على البصيرة:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه الشيخ الصدوق:
"على العاقل أن يكون بصيرًا بزمانه، مقبلاً على شأنه، حافظًا للسانه."
ترويض النفس على البصيرة:
لن يتأتى للإنسان أن يكون بصيرًا دون أن يروض نفسه، فيتحمل المكاره ويجتنب الشهوات ويضحي في سبيل الحق.
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام:
"إن أفضل الناس عند الله من كان العمل بالحق أحب إليه، وإن نقصه وكرثه، من الباطل وإن جر إليه فائدة وزاده."
كما قال عليه السلام:
"وما كل ذي قلب بل ولا كل ذي سمع بسميع، ولا كل ذي ناظر ببصير. فإن من أحب الدنيا وتولّه بها عَمي."
نماذج لمن فقدوا البصيرة:
النموذج الأول: خونة القيم
من الناس من يرفع الشعارات البراقة ويعلن القيم الحقة، لكنه في مقام العمل يفضل المفضول على الفاضل، ويحرم المستحق ويعطي غير المستحق.
قال أمير المؤمنين عليه السلام لما عُوتب على تصييره الناس سواسية في العطاء:
"أتأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه؟ والله لا أطوّر به ما سمر سمير، وما أمّ نجم في السماء نجمًا. لو كان المال لي لسوّيت بينهم، فكيف وإنما المال مال الله."
النموذج الثاني: المغالون في الحب والبغض
الغلو هو الحيدة عن الحق بالزيادة أو النقصان.
قال أمير المؤمنين عليه السلام:
"سيهلك فيّ صنفان: محبّ مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق."
عوامل صناعة البصيرة:
١. التقوى:
قال علي عليه السلام:
"أوصيكم بتقوى الله الذي ابتدأ خلقكم، وإليه يكون معادكم، وبه نجاح طلبتكم، وإليه منتهى رغبتكم. فإن تقوى الله دواء داء قلوبكم، وبصر عمى أفئدتكم، وشفاء مرض أجسادكم."
٢. ترويض النفس:
قال أمير المؤمنين لمالك الأشتر:
"اكسر نفسك عند الشهوات، وانزعها عند الجمح."
٣. الزهد في الدنيا:
قال علي عليه السلام:
"الزهادة قصر الأمل، والشكر عند النعم، والورع عند المحارم."
٤. طلب العلم:
قال عليه السلام في وصيته لابنه الإمام الحسن عليه السلام:
"العالم من عرف أن ما يعلم قليل مما لا يعلم، فعدّ نفسه بذلك جاهلاً، فازداد بما عرف من طلب العلم اجتهادًا."
حقائق حول البصيرة:
١. الاعتراف بالجهل:
قال تعالى: "ويسألونك عن الروح. قل الروح من أمر ربي، وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا."
٢. طلب العلم بجد:
الإنسان الذي يقصّر في طلب العلم تكثر أخطاؤه وخطاياه.
٣. الإقرار بالجهل عند عدم المعرفة:
قال الإمام الصادق عليه السلام:
"إن الله تبارك وتعالى حصر عباده بآيتين من كتابه: ألا يقولوا حتى يعلموا، ولا يردوا ما لا يعلمون."
خاتمة:
اللهم اجعلنا من ذوي البصائر، ومن الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه، في هذه الساعة وفي كل ساعة، وليًا وحافظًا وقائدًا وناصرًا ودليلًا وعينًا، حتى تسكنه أرضك طوعًا وتمتعه فيها طويلًا.
اللهم انصر الإسلام والمسلمين، واخذل الكفار والمنافقين، واشف مرضانا، وارحم موتانا، واغنِ فقرائنا، وأصلح ما فسد من أمر ديننا ودنيانا، ولا تخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا يا كريم.
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
معنى (خشع) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ..} لا تدلُّ على تزكية أحد (1)
الشيخ محمد صنقور
القلب يفكر مع العقل
عدنان الحاجي
مناجاة الذاكرين (3): آنسنا بالذّكر الخفيّ
الشيخ محمد مصباح يزدي
العزة والذلة في القرآن الكريم
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
ماذا نعرف عن القدرات العظيمة للّغة العربية؟
السيد عباس نور الدين
لا تبذل المجهود!
عبدالعزيز آل زايد
كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ
الفيض الكاشاني
كيف تعامل أمير المؤمنين (ع) مع التاريخ في مجال تعليمه السياسي؟ (3)
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
ضحكات المطر
حبيب المعاتيق
السيّدة الزهراء: صلوات سدرة المنتهى
حسين حسن آل جامع
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
فريق بحث ينشر اكتشافًا رائدًا لتخليق الميثان
معنى (خشع) في القرآن الكريم
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ..} لا تدلُّ على تزكية أحد (1)
التواصل الاجتماعي في حياتنا المعاصرة
القلب يفكر مع العقل
مناجاة الذاكرين (3): آنسنا بالذّكر الخفيّ
اختتام النّسخة الخامسة والعشرين من حملة التّبرّع بالدّم (ومن أحياها) بسيهات
كتاب جديد يوثّق تكريم الدّكتور علي الدّرورة في القطيف
العزة والذلة في القرآن الكريم
معنى (عيّ) في القرآن الكريم