صدى القوافي

صدر شاغر وقلب يمتلأ بك

تسنيم الحبيب

 

يلوّن المساءُ المدى ، كالطلاء المُخاتل، كـعماء يذوب بخفوت، كاحتجاب السر.

"هنا ..البُلغة"

يقول وقد ذَرف بياضه، ثم يصنع من التراب دوحة تبوح

بالمسك

بالندى ..

وألف نصل يلمع في السماء.

 

تنهض الأرض الآن في خُطى الحبيبة ..

"قولي أيتها البقعة، أيتها الربوة ذات القرار والمعين،كيف تحملين السيول في أياديك؟ وتجمعين الماء في الحجر، ثم وعلى بغتة، تنزل السماء إليك .. دانية .. حتى تمس رأسي، وصوتي .. آه يا صوتي، مقنّع بالقصيدة، مخبوء بين الموج والرمل"

 

تنهض الأرض الآن ..

إقليم للعرس والجنائز التي لم تكتمل .

النسوة اللاتي أتين بصدور شاغرة، حملن القلوب على أياديهن، ثم وكما تُعلن غيمة عن نفسها .. هطلن كمطر أسود، كـلحن باكٍ في مزمار نبي، كواعية عتيقة تنمو في حنجرة ثكلى عراقية.

 

ستكتمل نكهة الملاحم الآن ..

اسألوا النهر الصامت، وظلال النخيل، الهواء الثقيل، والموت الحزين حين يسعى في الصحراء مغلوبًا على أمره.

اسألوا الملائكة الشاحبة التي تشبثت بتربة القبر، تصنع من الدم حبرًا أحمر للكَتبة، لشعراء اللوح والقلم ..

اسألوني عن نبوءتي التي سرت في عَصب الوقت .

 

أحمل وجهك ما بين ذراعي .

تحمل وجهي في عينيك ..

ها قد وصلتُ، في طريقي لهفة الحنين، وجرح يقتلع بمخلبيه النّفس ..

ما لِهذه المسافة تحول بيننا؟

ما لِهذا التراب ..

ما لهذا الوجع، يا للوجع، يا للوجع!

 

تنهض أرضكَ في خُطى الحبيبة

يا حبيبٌ سيجيب حبيبه ..

يبذر صوته الباقي في التربة الفائرة بالحُب فتُزهرُ على ضفة الشاطىِء النحور .

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد