(ولا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ والْبَصَرَ والْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً). [الإسراء: 36]
تقول العرب: قفوته إذا اتبعت أثره، وقافية كل شيء آخره، ومن أسماء النبي (ص) المقفي لأنه آخر الأنبياء وخاتمهم.. والقول بلا علم قبيح، حيّ عند من لا يؤمن باللَّه واليوم الآخر، وذكر سبحانه السمع والبصر والفؤاد، وأراد صاحب هذه الأدوات الثلاث، وأنه تعالى يسأله عنها، ويعاقبه إذا أسند إليها ما لا تعلم، كما لو قال: سمعت دون أن يسمع، ورأيت وهو لم ير، واعتقدت وعزمت، وهو لم يعتقد ولم يعزم، أو عزم على الباطل..
ولا فرق بين من يتعمد الكذب، ومن يسرع إلى القول من غير تثبت وروية، فإن القول بالظن والشبهة قول بغير علم، قال تعالى: «إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً» - (36 يونس). وقال: «إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ» - (117 الأنعام). والخراص الافتراء، وقد ساوى اللَّه بينه وبين الظن.. ويتفرع عن هذه الآية المسائل التالية:
أ - بطلان التقليد وتحريمه على الكفؤ القادر على استنباط الأحكام من مصادرها حيث ترك علمه، وعمل بعلم غيره. وعلى هذا الرأي الشيعة الإمامية والزيدية والمعتزلة وابن حزم والشيخ محمد عبده والشيخ شلتوت وغيرهم...
ب - تحريم العمل بالقياس والاستحسان، واستخراج الأحكام الإلهية منهما.. والقياس هو الحاق أمر - في الحكم - غير منصوص عليه بآخر منصوص عليه لاتحاد بينهما في العلة المستنبطة، ومثال ذلك أن ينص الشارع على أن الجدة لأم ترث، ويسكت عن الجدة لأب، فنلحق هذه بتلك في الميراث قياسًا لأن كلتيهما جدة.
والاستحسان المحكي عن أبي حنيفة هو الحكم بما يستحسنه المجتهد بغير دليل إلا استحسانه هو أي حدسه وهجسه (كتاب اللمع في أصول الفقه لأبي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي ص 65 طبعة سنة 1939). ومثّل له صاحب الكتاب المذكور بمن قال: إن فعلت كذا (فأنا) يهودي، فيحنث هذا القائل، وتجب عليه الكفارة استحسانًا لأنه بمنزلة من قال: واللَّه إن فعلت كذا فهو يهودي.
ج - إن كل من تصدى للإفتاء، وبيان الحلال والحرام، وهو غير كفؤ فقد كذب وافترى على اللَّه ورسوله، وكان من المعنيين بقوله تعالى: «تَاللَّهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ» - (56 النحل)، وقول الرسول الأعظم (ص): «من كذب عليّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار». فإن الكذب على اللَّه ورسوله كما يكون بالرواية عنهما يكون أيضًا بنسبة الحلال والحرام إليهما..
وقد كثر في زماننا المفتون المفترون على اللَّه ورسوله الذين اتخذوا من سمة الدين وسيلة للارتزاق، وستارًا للخيانة والعمالة.. ومنهم من ألف المنظمات والأحزاب تعمل بوحي من الصهيونية والاستعمار، وفي الوقت نفسه تحمل اسم الإسلام والمسلمين للخداع والتضليل.
سألني أحد الشيوخ عن زوجتي هابيل وقابيل ابني آدم، هل هما من حور الجنة، أو من غيرهن؟ قلت: هذه مسألة تعرف بالنقل، لا بالعقل، والنقل في مثلها لا يعمل به إلا إذا كان نصًّا في القرآن أو السنة المتواترة، ولا نص فيهما على ذلك فعلينا السكوت عما سكت اللَّه عنه ورسوله. قال: كيف؟ وهل نقف موقف العاجز إذا سئلنا؟ قلت: وهل يطلب منا أن نعلم كل شيء لأنا معممون؟.
الشيخ جعفر السبحاني
السيد عباس نور الدين
محمود حيدر
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ محمد جواد مغنية
الشيخ محمد هادي معرفة
الدكتور محمد حسين علي الصغير
عدنان الحاجي
السيد جعفر مرتضى
الشيخ فوزي آل سيف
حسين حسن آل جامع
الشيخ علي الجشي
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
مبدأ التّشيّع وتاريخ نشأته
السر المفقود للنهوض بالمجتمع
زمانيّة التّنظير وجغرافيّته
صور علومنا الذهنيّة (1)
دنيا عليّ عليه السّلام (1)
مقاطع تراثيّة للفنّان علي الجشّي تستعيد ماضي المنطقة ذاكرةً وذكريات
مقارنة بين القرآن والنظريّات العلميّة
من فقه القرآن الكريم
القول بغير علم!
العادات الأربع لأكثر الناس نجاحًا في الحياة، محاضرة للقرقوش في مجلس الزّهراء الثّقافيّ