علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
عدنان الحاجي
عن الكاتب :
من المترجمين المتمرسين بالأحساء بدأ الترجمة عام ٢٠١١، مطّلعٌ على ما ينشر بشكل يومي في الدوريات العلمية ومحاضر المؤتمرات العلمية التي تعقد دوريًّا في غير مكان، وهو يعمل دائمًا على ترجمة المفيد منها.

توقيت القيلولة النّهاريّة ومدّتها عامِلا تنبُّؤٍ باحتمال وفاة كبار السّنّ

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

 

دراسة جديدة، ستُناقش في الاجتماع السنوي لمؤتمر SLEEP 2025 في 11 يونيو، أنّ بعض سلوكيّات القيلولة النهارية، التي قيست بموضوعية، ترتبط بزيادة احتمال وفاة أشخاص في سنّ الشيخوخة (بمتوسط سن يبلغ 63 سنة).

 

تُبيّن النتائج أن متوسط مدة القيلولة بلغ 24 دقيقة يوميًّا. 34% من القيلولات أُخذت بين الساعة 9 صباحًا و11 صباحًا، و10% منها أُخذت بين الساعة 11 صباحًا و1 ظهرًا، و14% منها بين الساعة 1 ظهرًا و3 عصرًا، و19% منها بين الساعة 3 عصرًا و5 عصرًا، و22% منها بين الساعة 5 عصرًا و7 مساءً.

 

ووجد تحليلٌ أنّ مدة القيلولة، والتباين في طول فترات القيلولة النّهارية، وارتفاع نسب القيلولة في فترة الظهيرة وفي بداية فترة ما بعد الظهر، ترتبط بارتفاع في مستوى احتمال الوفاة، كما قال الباحث الرئيس تشينلو غاو Chenlu Gao، زميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في مستشفى ماساتشوستس العام في مدينة بوسطن:

 

"في تقييم نتائج دراسة النوم، دهشنا بمدى شيوع القيلولة بين الناس في سن الشيخوخة بمتوسط سن يبلغ 63 سنة، ومدى تباين أنماط قيلولاتهم النهارية على مدى أيام، وتوقيت نومهم خلال النهار". وأضاف: "الذين ناموا لفترات أطول خلال النهار، أو كانت أنماط نومهم النهارية غير منتظمة، أو ناموا لفترة أطول في منتصف النهار وبداية فترة ما بعد الظهر، كانوا أكثر عرضة للوفاة، حتى بعد أخذ عوامل الصحة ونمط الحياة في الاعتبار".

 

تحثّ الأكاديمية الأمريكية لطب النوم هؤلاء الأشخاص الأصحاء ضمن نطاق السنّ المذكور على الحدّ من مدة القيلولة بحيث لا تتجاوز 20 - 30 دقيقة في أول فترة ما بعد الظهر (من الساعة الواحدة إلى الساعة الثالثة)، بالرغم من أن من شأن القيلولة المنشِّطة Power Nap القصيرة (التي تمتد عادة من عشر دقائق إلى نصف ساعة) (1) أن تُحسّن من مستوى اليقظة ومستوى الأداء أثناء النهار، إلّا أن من شأن القيلولة التي تستمر لـ 30 دقيقة أو أطول أن تُسبب شعورًا بالخمول بعد الاستيقاظ. هذا الخمول، أو ما يعرف بخمول أو قصور النوم sleep inertia (2) قد يعطل الفوائد الآنية  للقيلولة وانعكاسها الإيجابي على الأداء.

 

وأضاف غاو: "من المثير للاهتمام أن البيانات التي تُثبت المخاطر المرتبطة بالقيلولة في منتصف النهار وبداية ما بعد الظهر تتناقض مع ما نعرفه حاليًّا عن فوائد القيلولة، لذا قد يكون من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث حول هذه العلاقة".

 

شملت عينة الدراسة 86,565 مشاركًا بمتوسط سن خطط أساس يبلغ 63 عامًا من البنك الحيوي بالمملكة المتحدة UKBiobank لا يعملون بنظام المناوبات؛ 57٪ من المشاركين من النساء. خضع المشاركون للمراقبة وذلك بقياس دورات النشاط الحركي بجهاز يدوي يعرف بـ actigraphy، الذي يقيس الحركة ويحدد كفاءة النوم (3)، على مدى سبعة أيام، كما عرَّف الباحثون القيلولة أثناء النهار هنا على أنها النوم بين الساعة 9 صباحًا و7 مساءً.

 

بيانات عن الوفيات أخذت من السجلات الوطنية. كان هناك 5,189 (6.0٪) من المشاركين الذين توفوا خلال فترة متابعة للمشاركين التي استمرت لـ 11 عامًا. أخذت عوامل التشويش (4) المحتملة في الاعتبار بما في ذلك عوامل الديموغرافيا (5) ومؤشر كتلة الجسم والتدخين واستهلاك المشروبات الكحولية ومدة النّوم ليلاً. وأفاد غاو إلى أن النتائج مهمة لأنها تسلط الضوء على الأهمية الممكنة لمراعاة سلوكيّات النوم أثناء النهار في تصنيف احتمال وقوع الوفاة لدى كبار السن. ومع ذلك، فإن للدراسة بعض القيود.

 

نظرًا لاعتمادها على قياس النشاط، الذي يعتمد على جسّ الحركة لا نشاط الدماغ، فقد صنفت اليقظة الهادئة بشكل خاطئ على أنها نوم. [اليقظة الهادئة هي الاستلقاء في حالة استرخاء بعينين مغمضتين بينما لا يزال الشخص واعيًا بمحيطه (6)]. بالإضافة إلى ذلك، فإن تعريف القيلولة أثناء النهار على أنها فترة نوم بين الساعة التاسعة صباحًا والسابعة مساءً ربما كان يشمل عن غير قصد أجزاء من فترات نوم أساسية للمشاركين، مما قد يؤثر في دقة تصنيف القيلولة.

 

نظراً لاعتمادها على جهاز قياس النّشاط الحركي، الذي يجسّ الحركة ولا يقيس نشاط الدّماغ، ربما صُنِّفت اليقظة الهادئة خطأً على أنها نوم. إضافةً إلى ذلك، تعريف القيلولة النهارية على أنها نوم بين التاسعة صباحاً والسابعة مساءً ربما شمل، عن غير قصد، جوانب من نوبات نوم المشاركين الأساسية، مما قد يؤثر سلبًا في دقة تصنيف القيلولة.

 

وقال غاو: "إدراج تقييمات النوم النهاري اعتمادًا على قياس نشاط الجسم الحركي بجهاز actigraphy في الممارسات السريرية والصحية العامة قد يوفر فرصًا جديدة لمعرفة احتمال الوفاة في وقت مبكر والتدخلات المشخصنة (الخاصة بمريض بعينه) المطلوبة لتعزيز طول عمر الشخص (7)".

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- https://en.wikipedia.org/wiki/Power_nap

2- http://www.alnoum.com/index.php/ar/encrecord/getEncRecord/395/334

3- https://saudipedia.com/article/13421/حكومة-وسياسة/التعليم-والتدريب/مركز-طب-وبحوث-النوم

4- https://ar.wikipedia.org/wiki/تأثير_مخالط_(إحصاء)

5- http://https://ar.wikipedia.org/wiki/علم_السكان

6- https://happsy.com/blog/quiet-wakefulness

7- https://ar.wikipedia.org/wiki/طول_العمر

المصدر الرئيس

https://www.sleepmeeting.org/napping-behaviors-predict-mortality-risk-middle-older-aged-adults/

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد