قرآنيات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ حسن المصطفوي
عن الكاتب :
من علماء إيران المعاصرين، ولد سنة 1336هـ وتوفي يوم الإثنين 20 جمادي الأولى 1426 هـ عن تسعين سنة، حاصل على شهادة الدكتوراه من كلية الالهيات في تبريز ( المعقول والمنقول). له مؤلفات عديدة منها: rn(التحقيق في كلمات القرآن).

معنى (رعد) في القرآن الكريم

مصبا - رعدت السماء رعدًا من باب قتل ورعودًا لاح منها الرعد، وأرعد القوم إرعادًا: أصابهم الرعد، ورعد زيد رعدًا توعّد بالشرّ، وأرعد إرعادًا: مثله، ورعد يرعد وارتعد: اضطرب، والرعدة: اسم منه.

 

مقا - رعد: أصل واحد يدلّ على حركة واضطراب، وكلّ شي‌ء اضطرب فقد ارتعد، ومنه الرعديدة، والرعديد: الجبان. وأرعدت فرائص الرجل عند الفزع. ومن الباب الرعد، وهو مصع ملك يسوق‌ السحاب، والمصع: الحركة والذهاب والمجي‌ء، ثمّ يتصرّف في الرعد فيقال رعدت السماء وبرقت، ورعد الرجل وبرق: إذا أوعد وتهدّد، وأجازوا أرعد وأبرق. وفي أمثالهم - صلف تحت الراعدة، للّذي يكثر الكلام ولا خير عنده، والصلف قلّة النزل. ويقال أرعدنا وأبرقنا: إذا سمعنا - الرعد ورأينا البرق.

 

الجمهرة 2/ 249- والرعد: معروف، رعدت السماء ترعد، ورعد لي الرجل: إذا تهدّدني، ويقال إنّك لترعد لي وتبرق: إذا تهدّده ويقال أرعدنا وأبرقنا إذا سمعنا الرعد ورأينا البرق. وأجاز الكوفيّون أرعدت السماء وأبرقت وأرعد الرجل وأبرق إذا تهدّد. ورجل رعّاد كثير الكلام. والرعديد: الجبان، والرعديدة: المرأة التي يترجرج - لحمها من نعمة. وأرعد الرجل إرعادًا إذا أخذته الرعدة، وأرعدت فرائصه عند الفزع.

 

التحقيق

 

أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو الصوت الحادث من اصطكاك السحب، ويستعمل منها الفعل بالاشتقاق الانتزاعي حقيقة كما في رعدت السماء وأرعدت والراعدة وأرعدنا، أو مجازًا كما في أرعد الرجل وأبرق إذا تهدّد، استعارة، وأرعدت فرائصه وارتعدت أي أصابه الرعد والإرعاد والتهديد.

 

وأمّا مفهوم الاضطراب: فليس بأطلاقه من الأصل، بل هو معنى مجازي، ومن لوازم إصابة الرعد، أو من آثار الإرعاد والتهديد.

 

وكذلك مفاهيم - كثرة الكلام والجبن والتزيّن: فإنّ كلّا منها يلزم أن يكون‌ مقيّدًا بقيد الإرعاد والارتعاد لا مطلقًا.

 

وأمّا حقيقة الرعد: فإنّه انّما يحصل في إثر احتكاك قطعتين من السحب واصطكاكهما، أو باصطكاك قطعة ضخمة كبيرة من السحاب مع هواء الأرض وهما يسيران في جهتان مختلفتان، أو بتمزيق ما برد من السحاب وخرقة مجتمع السحاب حتّى ينزل إلى الأرض بصورة مطر أو غيره.

 

وإذا حصل ذلك الحكّ والقلع بشدّة وقوّة: تولد الحرارة والحركة الشديدة في الأجزاء من السحاب والهواء المجاور، فيحصل البرق.

 

ثمّ إنّ الاحتكاك الطبيعي: إنّما يتحقّق في أثر القوّتين الجاذبة والدافعة، وهما يحصلان في أثر تحقّق قوّة الكهرباء (الكتريسته)، وهذه القوّة إنّما توجد في أثر الحرارة، والحرارة إنّما تتحقّق في أثر الحركة.

 

ولمّا كانت الأرض متحرّكة وكذلك هواؤها المحيط بها: فيتحقّق فيهما الحرارة والكهرباء دائمًا. وكذلك السحاب. ففيها الكهرباء دائمًا، وإنّما تظهر تلك القوّة إذا عرض لها حركة ثانويّة.

 

ولتحقيق الحركة المتنوّعة والحرارة الحاصلة والكهرباء والجاذبة والدافعة والنور والسحاب: فليراجع إلى الكتب المربوطة.

 

{أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ} [البقرة : 19] ففي السحاب وتراكم النجار يتحصّل أوّلاً ظلمات ثمّ يتحقّق الاصطكاك قهرا فيحصل الرعد، ثمّ - توجد القوّة الكهربائيّة الظاهرة الشديدة، ثم يتراءى النور. وهذا الترتيب والتراخي: إنّما هو بالتقدّم الوقوعي وهو أدقّ من الزماني.

 

{وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ} [الرعد : 13] فالرعد من حيث‌ إنّه مظهر حركة السحاب وسيره، ومن جهة إشعاره بجريان السحاب، والسحاب عامل الحياة للنبات والحيوان والإنسان: فهو برعده وصوته يعلن عن ظهور القدرة والحياة والعلم والرحمة والتدبير والحكمة، ويحمد اللّه العزيز المتعال ذا الجلال والجمال والجبروت على جريان رحمته وفضله وجوده وإحسانه، وينزّهه تعالى عن الضعف والحدّ والاحتياج والإمكان.

 

وأمّا تفسير الرعد بالملك: فمعنى مجازي بتناسب كون الملائكة موكّلين في إجراء الأمور، أو أنّ للملك مفهومًا عامًّا وقد يطلق على القوى الغيبيّة، وقد سبق في مادّة - رسل: شطر من هذا المعنى، ويجي‌ء في - ملك.

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد