من كلامٍ لأمير المؤمنين عليه السّلام عند منصرَفه من وقعة النهروان، يَصِف فيه حالَ المسلمين يومَ الأحزاب، وقد ورد قوله عليه السلام في سياق إجاباته على أسئلة رأس اليهود:
«..فَإِنَّ قُرَيْشاً وَالعَرَبَ تَجَمَّعَتْ وَعَقَدَتْ بَيْنَها عَقْداً وَميثاقاً لا تَرْجِعُ مِنْ وَجْهِها حَتَّى تَقْتُلَ رَسولَ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَتَقْتُلَنا مَعَهُ مَعاشِرَ بَني عَبْدِ المُطَّلِبِ؛ ثُمَّ أَقْبَلَتْ بِحَدِّها وَحَديدِها حَتَّى أَناخَتْ عَلَيْنا بِالمَدينَةِ، واثِقَةً بِأَنْفُسِها فيما تَوَجَّهَتْ لَهُ، فَهَبَطَ جَبْرَئيلُ، عَلَيْهِ السَّلامُ، عَلَى النَّبِيِّ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَأَنْبَأَهُ بِذَلِكَ، فَخَنْدَقَ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ المُهاجِرينَ والأَنْصارِ.
فَقَدِمَتْ قُرَيْشٌ فَأَقامَتْ عَلى الخَنْدَقِ مُحاصِرَةً لَنا، تَرَى في أَنْفُسِها القُوَّةَ وَفينا الضُّعْفَ، ترعدُ وتبرقُ! وَرَسولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يَدْعوها إِلى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، وَيُناشِدُها بِالقَرابَةِ وَالرَّحِمِ فَتَأْبى، وَلا يَزيدُها ذَلِكَ إِلَّا عُتُوّاً! وَفارِسُها وَفارِسُ العَرَبِ، يَوْمِئِذٍ، عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ، يَهْدُرُ كَالبَعيرِ المُغْتَلِمِ، يَدْعو إِلى البِرازِ، وَيَرْتَجِزُ وَيَخْطُرُ بِرُمْحِهِ مَرَّةً وَبِسَيْفِهِ مَرَّةً، لا يَقْدُمُ عَلَيْهِ مُقْدِمٌ، وَلا يَطْمَعُ فيهِ طامِعٌ، وَلا حَمِيَّةَ تُهَيِّجُهُ ولا بَصيرَةَ تُشَجِّعُهُ، فَأَنْهَضَني إِلَيْهِ رَسولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَعَمَّمَني بِيَدِهِ، وَأَعْطاني سَيْفَهُ هَذا - وَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلى ذي الفَقارِ - فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ وَنِساءُ أَهْلِ المَدينَةِ بَواكٍ إِشْفاقاً عَلَيَّ مِنْ ابْنِ عَبْدِ وُدٍّ! فَقَتَلَهُ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ، بِيَدي، وَالعَرَبُ لا تَعُدُّ لَها فارِساً غَيْرَهُ*، وَضَرَبني هَذِهِ الضَرْبَةَ - وَأَوْمأ بِيَدِهِ إِلَى هامَتِهِ الشّريفة - فَهَزَمَ اللهُ قُرَيْشاً وَالعَرَبَ بِذَلِكَ، وَبِما كانَ مِنِّي فيهِمْ مِنَ النِّكايَةِ.
ثُمَّ الْتَفَتَ، عَلَيْهِ السَّلامُ، إِلى أَصْحابِهِ فَقالَ: أَلَيْسَ كَذَلِكَ؟ قالوا: بَلَى يا أَميرَ المُؤْمِنينَ».
(الخصال، الشيخ الصدوق)
* أي أن العرب لا تعُدُّ لنفسها فارساً غيرَه. أو لا تعدِلُه فارساً، أي لا تُساوي به أحداً من أقرانه.
محمود حيدر
الشيخ مرتضى الباشا
عدنان الحاجي
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ محمد هادي معرفة
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ محمد صنقور
الشيخ نجم الدين الطبسي
السيد عباس نور الدين
الشيخ باقر القرشي
حسين حسن آل جامع
الشيخ علي الجشي
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
قهريَّة الفراغ وتداعياته
(العدل) بين خطرين
(نوى) باكورة الأعمال الرّواية لحسن الدّبيسي
ألم الرفض الاجتماعي
الفراغ العجيب
الإعداد الرباني لزينب عليها السلام
أهميّة بيان الإمام الصادق (ع) للعلوم الإسلاميّة على تولّيه الخلافة
أعظم آية في القرآن الكريم
المسلمون وكتّاب العصر ووحي القرآن
الصادق (ع) في آراء العلماء (2)