الفيض الكاشاني ..
قال اللّه تعالى : {وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [البقرة : 4] ، وقال النبي (صلى الله عليه واله): «من أقل ما أوتيتم اليقين وعزيمة الصّبر ومن أوتي حظه منهما لم يبال ما فاته من صيام النهار وقيام اللّيل» ، وقال (صلى الله عليه وآله) لما قيل له : «رجل حسن اليقين كثير الذنوب ، ورجل مجتهد في العبادة قليل اليقين فقال (صلى الله عليه وآله) : «ما آدمي إلا وله ذنوب ولكن من كان غريزته العقل وسجيته اليقين لم تضره الذنوب لأنّه كلما أذنب دنبًا تاب واستغفر وندم فتكفّر ذنوبه ويبقى له فضل يدخل به الجنّة» ، وقال (صلى الله عليه وآله) : «اليقين الإيمان كله» (1).
وفي وصية لقمان لابنه : «يا بني لا يستطاع العمل إلا باليقين ، ولا يعمل المرء إلا بقدر يقينه ، ولا يقصر عامل حتى ينقص يقينه» (2).
وعن الصّادق (عليه السلام) قال : «ليس شيء إلا وله حدّ قيل : فما حدّ التوكل؟ ، قال : اليقين قيل : فما حد اليقين؟ ، قال : أن لا يخاف مع اللّه شيئا» (3).
وقال (عليه السلام): «من صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضي النّاس بسخط اللّه ، ولا يلومهم بما لم يؤته اللّه ، فإن الرّزق لا يسوقه حرص حريص ، ولا يردّه كراهيّة كاره ولو أن أحدكم فرّ من رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت ثمّ قال إن اللّه بعدله وقسطه جعل الرّوح والراحة في اليقين والرضا ، وجعل الهمّ والحزن في الشكّ والسّخط» (4).
أراد (عليه السلام) بقوله ولا يلومهم على ما لم يؤته اللّه أن لا يشكوهم على ترك صلتهم إيّاه بالمال ونحوه ومن كان من أهل اليقين عرف أن ذلك كذلك فلا يلوم أحداً بذلك ، وعرف أن ذلك ممّا اقتضته ذاته بحسب استعداده وما أوجبته حكمة اللّه في أمره .
وعنه (عليه السلام) «إن العمل الدايم القليل على اليقين أفضل عند اللّه تعالى من العمل الكثير على غير يقين» (5) ، وعنه (عليه السلام) قال : كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول : «لا يجد عبد طعم الإيمان حتّى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه» (6) ، وأن الضار النافع هو اللّه تعالى .
وعنه (عليه السلام) «: أن امير المؤمنين (عليه السلام) جلس إلى حايط مايل يقضي بين النّاس فقال بعضهم : لا تقعد تحت هذا الحايط فإنّه معور فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): حرس امرءًا أجله ، فلمّا قام سقط الحايط ، قال: وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) ممّا يفعل هذا وأشباهه ، وهذا اليقين»(7).
وعنه (عليه السلام) قال : كان قنبر غلام عليّ (عليه السلام) يحبّ عليّا حبّا شديدا ، فإذا خرج عليّ (عليه السلام) خرج على أثره بالسّيف ، فرآه ذات ليلة فقال : «يا قنبر ما لك؟ قال : جئت لأمشي خلفك يا أمير المؤمنين ، قال : ويحك أمن أهل السّماء تحرسني أو من أهل الأرض؟ ، قال : لا بل من أهل الأرض ، فقال : إن أهل الأرض لا يستطيعون لي شيئا إلا باذن اللّه من السماء : فارجع فرجع» (8).
وقيل للرّضا (عليه السلام): «إنّك تتكلم بهذا الكلام والسيف يقطر دمًا ، فقال : إن لله تعالى واديًا من ذهب حماه بأضعف خلقه النمل فلو رامه البخاتي لم تصل إليه»(9) يعني بالسيف سيف السلطان.
وعنه (عليه السلام) كان في الكنز الذي قال اللّه تعالى : { وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا } [الكهف : 82] ، كان فيه : «بسم اللّه الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ ، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن؟ وعجبت لمن رأى الدّنيا وتقلبها بأهلها كيف يركن إليها» (10).
_____________________
1- احياء علوم الدين : ج 1 ، ص 68.
2- احياء علوم الدين : ج 1 ، ص 68.
3- احياء علوم الدين : ج 1 ، ص 68.
4- احياء علوم الدين : ج 1 ، ص 68.
5- الكافى : ج 2 ، ص 57.
6- الكافي : ج 2 ، ص 57.
7- الكافي : ج 2 ، ص 57.
8- الكافي : ج 2 ، ص 58.
9- الكافي : ج 2 ، ص 58.
10- الكافي : ج 2 ، ص 59.
عدنان الحاجي
الشيخ جعفر السبحاني
السيد عادل العلوي
الشيخ محمد صنقور
حيدر حب الله
السيد عباس نور الدين
الشيخ محمد جواد مغنية
السيد جعفر مرتضى
محمود حيدر
الشيخ فوزي آل سيف
حبيب المعاتيق
حسين حسن آل جامع
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
عبدالله طاهر المعيبد
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
حدبة الظّهر والوقاية منها
الدين والعقل ومذهب التفكيك بينهما
لوازم الأنس الإلهي (1)
الأرض في القرآن كرويَّة أم مسطَّحة؟
ليس كمثله شيء
إضعاف الذّكاء مسؤوليّة من؟
الاثنا عشريّة وأهل البيت عليهم السلام (3)
العوامل المساعدة على انتصار الإسلام وانتشاره (3)
العقل بوصفه اسمًا لفعل (1)
مسؤوليتنا في زمان صاحب الزمان