رواية الحافظ ابن حَجر الهيثمي: أورد ابن حجر في كتابه (الصَّواعق المُحرقة) الذي ألّفه للطَّعن بالشِّيعة وعقائدهم، ما يثبت أنَّ عقيدتنا هي ما صحَّ عن رسول الله صلّى الله عليه وآله، وما أجمع عليه المسلمون، وقد أثبت ذلك -عن غير قصدٍ منه- في موارد عديدة ومركزيّة، ليس المجال هنا لتتبُّعها، بل محلّ الشّاهد هنا ما قاله عن الإمام الجواد عليه السلام في آخر ترجمة الإمام الرِّضا عليه السلام.
قال ابن حجر في (الصَّواعق المُحرقة، ج 2، ص597): ... وتوفّي الرِّضا رضي الله عنه وعمره خمس وخمسون سنة، عن خمسة ذكور وبنت، أجلُّهم محمّد الجواد لكنّه لم تَطل حياته.
وممّا اتّفق له أنَّه بعد موت أبيه بسنة، واقفٌ والصّبيان يلعبون في أزقَّة بغداد إذ مرَّ المأمون ففَرُّوا ووقف محمّد وعمره تسع سنين، فألقى الله محبَّته في قلبه، فقال له: يا غُلام، ما منعك من الانصراف، فقال له مسرعاً:يا أمير المؤمنين، لم يكن بالطّريق ضِيقٌ فأوسعَه لك، وليس لي جرمٌ فأخشاك، والظنُّ بك حسنٌ أنَّك لا تضرُّ مَن لا ذنبَ له.
فأعجبه كلامه وحُسنُ صورته، فقال له: ما اسمك واسم أبيك؟ فقال: محمّد بن عليّ الرّضا، فترحَّم على أبيه وساق جواده. وكان معه بزاةٌ للصّيد، فلمّا بَعُد عن العمار، أرسل بازه على درّاجة (طائر)، فغاب عنه ثمّ عاد من الجوِّ في منقاره سمكة صغيرة وبها بقاء الحياة، فتعجَّب من ذلك غاية العجب، ورجع فرأى الصّبيان على حالهم ومحمّد عندهم، ففرُّوا إلَّا محمّداً فدنا منه وقال له: ما في يدي؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إنَّ الله تعالى خلق في بحر قدرته سمَكاً صغاراً، يصيدها بازات الملوك والخلفاء، فيُختبَر بها سلالة أهل بيت المصطفى.
فقال له: أنتَ ابن الرِّضا حقّاً، وأخذه معه، وأحسن إليه، وبالغ في إكرامه، فلم يَزل مشغفاً به لِما ظهر له بعد ذلك من فضله وعِلمه، وكمال عظمته، وظهور برهانه مع صِغَر سِنِّه، وعَزَم على تزويجه بابنته أمّ الفضل وصمَّم على ذلك، فمنعه العبّاسيّون من ذلك خوفاً من أن يعهد إليه كما عهد إلى أبيه. فلمّا ذَكر لهم أنّه إنّما اختاره لتميُّزه على كافّة أهل الفضل علماً ومعرفة وحلماً مع صِغَر سِنِّه، فنازعوا في اتّصاف محمّد بذلك، ثمّ تواعدوا على أن يُرسلوا إليه مَن يَختبره، فأرسلوا إليه يحيى بن أكثم ووعدوه بشيء كثير إن قطع لهم محمّداً. فحضروا للخليفة ومعهم ابن أكثم وخواصّ الدّولة، فأمر المأمون بفرش حَسَن لمحمّد، فجلس عليه، فسأله يحيى مسائل أجابه عنها بأحسن جواب وأوضحه.
ثمّ تواعدوا على أن يرسلوا إليه مَن يختبره فأرسلوا إليه يحيى بن أكثم ووعدوه بشيء كثير إن قطع لهم محمّداًن فقال له الخليفة: أحسنتَ أبا جعفر، فإن أردتَ أن تسأل يحيى ولو مسألة واحدة، فقال له: ما تقول في رجل نظر إلى امرأة أوّل النهار حراماً، ثمّ حلّت له ارتفاعه، ثمّ حَرُمت عليه عند الظّهر، ثمّ حلّت له عند العصر، ثمّ حَرُمت عليه المغرب، ثمّ حلت له العشاء، ثمّ حَرُمت عليه نصف اللّيل، ثمّ حلّت له الفجر؟ فقال يحيى: لا أدري، فقال له محمّد: هي أَمَة نظرها أجنبي بشهوة وهي حرام، ثمّ اشتراها ارتفاع النّهار فأعتقها الظّهر، وتزوَّجها العصر، وظاهر منها المغرب، وكَفَّر العشاء وطلّقها رجعيّاً نصف اللّيل، وراجعها الفجر.
فعند ذلك قال المأمون للعباسيّين: قد عرفتُم ما كنتم تُنكرون.
ثمّ زوَّجه في ذلك المجلس بنته أمّ الفضل، ثمّ توجَّه بها إلى المدينة، فأرسلَت تَشتكي منه لأبيها أنّه تسرّى عليها، فأَرسل إليها أبوها: إنّا لم نزوِّجكِ له لنُحرِّم عليه حلالاً، فلا تعودي لمثله.
ثمّ قَدمَ بها بطلب من المعتصم لليلتين بقيتا من المحرّم سنة عشرين ومائتين، وتوفّي فيها في آخر ذي القعدة، ودُفن في مقابر قريش في ظهر جدِّه الكاظم، وعمره خمس وعشرون سنة، ويقال إنّه سُمَّ أيضاً عن ذكرَيْن وبنتَيْن». اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وال محمد وآخر تابع له على ذلك..
حرزٌ (غير المشهور) للإمام الجواد عليه السلام
الخالقُ أعظم من المخلوقين، والرّازق أبسطُ يداً من المرزوقين، ونارُ الله المؤصدة في عَمَدٍ مُمدَّدة، تكيدُ أفئدة المَردة، وتردّ كَيْد الحَسَدة، بالأقسام، بالأحكام، باللّوح المحفوظ، والحجاب المضروب، بعرش ربّنا العظيم احتجبتُ، واستترتُ، واستجرتُ، واعتصمتُ، وتحصَّنتُ بـ ﴿ألم﴾، وبـ ﴿كهيعص﴾، وبـ ﴿طه﴾، وبـ ﴿طسم﴾، وبـ ﴿حم﴾، وبـ ﴿حمعسق﴾، وبـ ﴿ن﴾، وبـ ﴿طس﴾، وبـ ﴿ق والقرآن المجيد﴾، ﴿وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيم﴾، والله وليِّي ونِعمَ الوكيل.
* مُهج الدعوات، السيّد ابن طاووس
الشيخ مرتضى الباشا
إيمان شمس الدين
عدنان الحاجي
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ جعفر السبحاني
الشيخ محمد جواد مغنية
السيد محمد حسين الطهراني
الفيض الكاشاني
الشيخ محمد هادي معرفة
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
الأسرة الدافئة (3)
الشيخ عبد الجليل البن سعد: الانتماء الصادق
الشيخ عبد الجليل البن سعد: القيم والتقوى: ركائز الأمان والتمييز في بحور النفس والمجتمع
عبور لنهر هيراقليطس، أمسية لهادي رسول في الخبر
برنامج أسريّ بعنوان: (مودّة ورحمة) في جمعيّة تاروت الخيريّة
المشكلة الإنسانية، جديد الدكتور حسن العبندي
الأسرة الدافئة (2)
السّيادة والتّسيّد وإشكاليّات التّغيير، الزهراء عليها السلام نموذجًا (2)
حبيبة الحبيب
السيدةُ الزهراءُ: دُرّةَ تاجِ الجَلال