
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
لا يمكن أن يعيش الإنسان في هذه الحياة دون أن يواجه إخفاقاً في مجمل حياته. لأن طبيعة هذه الحياة تختزن الفشل والإخفاق لمن يتحرك فيها ويتفاعل معها.
المهم هو كيفية استفادة الإنسان من حالات الإخفاق وعوامل الفشل وتحويلها إلى عوامل للنجاح وتبديلها إلى عناصر قوة، فعليه أن:
يتحرك لمعرفة نقاط الضعف والقصور.
معرفة جوانب النقص والحاجة.
إصلاح المواقف الخاطئة والممارسات السلبية.
والخلاصة أن يدرس من جديد وضع جميع القوى والقابليات ويضعها في بوتقة الاختبار ويستخلص منها النتائج والدروس.
صحيح أن الإخفاقات أحياناً تكون ثقيلة وباهضة الثمن، ولكن إذا تحرك الإنسان على مستوى استثمار هذه الإخفاقات من خلال إعادة النظر بدقة في مجمل البرامج والمخططات والكشف عن مناطق الاهتزاز والخلل، فإن الثمن الذي يدفعه لهذه الإخفاقات لا يكون كثيراً، بل أحياناً يكون الربح الحاصل من هذا الإخفاق والفشل أكثر بكثير من الضرر أو الخسارة الناتجة منه، وبعبارة أخرى، أن حالات الإخفاق والفشل إنما تكون خطيرة في صورتين:
1- في صورة أن تكون عاملاً وسبباً لليأس وخوار العزيمة وإضعاف المعنوية.
2- في صورة ما لو لم يستثمرها الإنسان فيضعها على طاولة البحث والدراسة ويستخلص منها النتائج والدروس لإكمال المخطط السابق وجبران الأخطاء وإصلاح الخلل.
وطبعاً ينبغي بذل الجهد الوافر لتوقّي حدوث أي إخفاق وفشل في أي مقطع من مقاطع الحياة، ولكن في صورة حدوث مثل هذا الأمر فإن أحد الوظائف المهمة للمدير أو القائد هي عقد جلسات المشورة بشكل مستمر ومنظم لدراسة علل وعوامل هذا الإخفاق.إن أهم
مسألة في هذا المجال والتي ينبغي مراعاتها بدقة في مثل هذه الجلسات:
1- عدم إغماض النظر عن ذكر الحقائق المرة وكتمان الموارد المؤلمة، بل ينبغي الانفتاح عليها والاعتراف بها بكامل الجرأة والتسلط على النفس ودراستها بشكل دقيق ومفصل.
2- اجتناب حالات التبرير لعوامل الفشل والهزيمة والإصرار على تبرئة الذات أو إلقاء اللوم على الأشخاص الآخرين أو عوامل أخرى، لأنه لا شيء أخطر من عدم رؤية الإنسان لنقاط ضعفه وقصوره وإلقاء اللوم على الآخرين، لأن ذلك من شأنه أن يعرضه مرة أخرى للفشل والسقوط في هوة الإخفاق.
3- ينبغي التحلي بالشجاعة الكاملة لدى دراسة عوامل الضعف والقصور واجتناب التعصب والخجل، ودراسة المسائل الخاصة بالموضوع بدقة بالتوكل على الله تعالى وإخلاص النية وصفاء القلب وبشجاعة، وتقبل جميع التبعات الناشئة عن تلك الحادثة، وفي هذه الصورة فقط يمكن التعرف على الأسباب الحقيقية للحادثة واستثمارها بشكل إيجابي وتحويلها إلى سلم للرقي وجسر لتحقيق النصر والنجاح في المستقبل.
4- عند دراسة هذه المسائل الحساسة يجب على الإنسان المؤمن أن يستعيذ بالله من الوساوس الشيطانية التي تزين للإنسان الأمور غير الواقعية: (وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون)[1]. وتدفع بالإنسان في طريق الضلالة والانحراف، وينبغي عليه الاستمداد من الذات المقدسة ويسأله العين البصيرة والقلب العارف بالحقائق ويطلب منه أن يعرفه الحقيقة كما هي، فيكون مصداقاً للدعاء المعروف: (رب أرني الأشياء كما هي)[2].
ــــــــــــــــــــــــ
[1] سورة النمل، الآية 24.
[2] رسائل الشريف المرتضى، ج 2، ص 261.
البحث التاريخي
السيد جعفر مرتضى
معنى (نضد) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
الكلمات في القرآن الكريم
الشيخ جعفر السبحاني
الصورة والفاعلية التواصلية
أثير السادة
لمحات من عالم البرزخ
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
حياتنـا كما يرسمها الدين
السيد علي عباس الموسوي
اتجاهات التفسير في المكي والمدني
الشيخ محمد علي التسخيري
الألفاظ الدالة على الأصوات في القرآن الكريم
الدكتور محمد حسين علي الصغير
كيف تنمو دوافع الخير والكمال في أبنائنا؟
السيد عباس نور الدين
ضرر قاعدة مناقشة الخلافات الزوجية والطرفان غاضبان أكثر من نفعها!
عدنان الحاجي
السيّدة المعصومة: ملتقى الجمال والجلال
حسين حسن آل جامع
على غالق
حبيب المعاتيق
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
البحث التاريخي
معنى (نضد) في القرآن الكريم
الكلمات في القرآن الكريم
الصورة والفاعلية التواصلية
لمحات من عالم البرزخ
ثلاثة كتب جديدة للدكتور علي الدرورة
(أفياء شعريّة) أمسية لفاضل الجابر في نادي صوت المجاز الأدبيّ
بماذا كان يدين النّبيّ (ص) قبل البعثة؟
حياتنـا كما يرسمها الدين
اتجاهات التفسير في المكي والمدني