صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
حسين حسن آل جامع
عن الكاتب :
شاعرٌ من مواليدِ القطيفِ 1384 هـ

أبو طالب: وارث وصايا الأنبياء

تَفَيّأكَ الإسلامُ يا ظِلَّهُ الأوفَى

فَقد كُنتَ لِلتّوحيدِِ يا عِزَّهُ إلْفا

 

كَفلتَ يَتيمَ الدّهرِ طِفلًا ويافِعًا

فكنتَ لهُ رِدْءًا وكنتَ لهُ كَهفا

 

وكُنتَ لِسِرِّ الخلقِ أمْنًا ورحمةً

تَحُفُّ بهِ حُبًّا وتُشبِعُهُ عَطْفا

 

وكمْ كنتَ بالأبناءِ تَفدي مُحَمَّدًا

وتخشَى على النّورِ السّماوِيِّ أن يُطفَى

 

هُنالِكَ حيثُ الشِّعبُ والكَربُ مُحدِقٌ

وريحُ عُتاةِ الكُفرِ تُرهِقُهُ عَصفا

 

تَلاقَتْ بهِ البرْحاءُ والجُوعُ والضّنَى

وإن دارتِ الظّلماءُ تَملؤُهُ خَوفا

 

وعَيناكَ لم تَهجَعْ وما مَسَّها الكَرَى

حَذارًا على ظِلِّ السماواتِ لو أغفَى

 

وتُودِعُ مَشغُوفًا عليًّا فِراشَهُ

كأنَّك خلفَ الغَيبِ تقرأُ ما يَخفَى

 

وترسِمُ لِلكرّارِ نَهجًا وشِرعةً

وتجلُوهُ يومَ الرّوعِ دونَ الهُدى سَيفا

 

وها أنتَ والإسلامُ في أولِ الـمَدى

تُبارِكُهُ هَديًا وتَحضنُهُ صُحْفا

 

لقد كنتَ من عِيسَى.. وَصِيًّا مُعظّمًا

وهل تُدرِكُ الألبابُ مَن أعجَزَ الوَصفا

 

مُهابًا تَصدُّ القومَ عن سيّدِ الورَى

غَداةَ استدار الكفْرُ في وجههِ صَفّا

 

تباركتَ لم تَبرَحْ مَلاذًا وجُنّةً

وإن كان زَحفُ البغيِ مُنتفِضّا حَفّا

 

لَعمرُكَ كم مَرّغتَ في الذُلِّ شَيبةً

وكم أرغَمتَ كَفّاكَ من زهوِهِمْ أنفا

 

فديتُكَ رغمَ الضَعفِ ما زِلتَ ناصرًا

ومثلُكَ دونَ الحَقِّ لم يَعرفِ الضّعفا

 

إلى أن تَدلّى الـمَوتُ والحُزنُ محدِقٌ

وحَولَكَ من أبناكَ تُوسِعُهُمْ عَطفا

 

فأسلمَتَ يا مَولايَ رُوحًا زَكيّةً

تَهامتْ على الإسلامِ غادِيَةً وَطفَى

 

فَهبَّ إلى شمسِ النبوّاتِ ناعيًا

عليٌّ ودمعُ القلبِ مُنهمِرٌ وَكْفا

 

لكَ اللهُ محمولًا إلى طُهرِ مَرقدٍ

تَحفُّ بهِ الأملاكُ في لَوعةٍ حَفَّا

 

ونَعشُكَ في كَفَّيْ وَصيٍّ ومُرسَلٍ

 كهالةِ أنوارٍ إلى جَنةٍ زُفّا

 

فما شامَ فيكَ والنّاسُ ولا دِمًا

ولا مُتَّ عُطشانًا فأوردَكَ الحَتْفا

 

ولمْ تَبقَ بعدَ الموتِ في مَجمرِ الثّرى

ولا انطحنتْ أعضاكَ تُغرِقُهُ نزَفا

 

(ولكنْ هلُمَّ الخَطبَ في رُزءِ سيّدٍ)

تَمَزّقَ فوقَ الطّفِّ فاحتضنَ الطّفَّا

 

(قتيلٌ بجنبِ النهرِ) لَمْ يُروَ من ظَمًا

تَجُولُ عليهِ الخَيلُ عادِيَةً زَحْفا

 

حُسينٌ وهل يُنسَى حُسينٌ مُضَرَّجًا

وجيشُ العِدَى لم يُبقِ رأسًا ولا كَفّا

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد