الشيخ علي الكوراني
يعترف الجميع بأن الإمام الصادق «عليه السلام» أبو المذاهب الفقهية وأستاذ أئمتها! ويروون تعظيم أئمتها وعلمائها للإمام الصادق «عليه السلام»!
1 - قال ابن حجر في الصواعق: (ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صيته في جميع البلدان... روى عنه الأئمة الأكابر كيحيى بن سعيد، وابن جريح، ومالك، والسفيانين، وأبي حنيفة، وشعبة، وأيوب).
2 - قال الشيخ محمد أبو زهرة: (لا نستطيع في هذه العجالة أن نخوض في فقه الإمام جعفر، فإنّ أُستاذ مالك وأبي حنيفة وسفيان بن عيينة، لا يمكن أن يدرس فقهه في مثل هذه الإلمامة). (موسوعة أصحاب الفقهاء : 2 / 30).
3 - قال ابن أبي الحديد: (أما أصحاب أبي حنيفة فأخذوا عن أبي حنيفة، وأما الشافعي فهو تلميذ تلميذ أبي حنيفة، وأما ابن حنبل فهو تلميذ الشافعي. وأبو حنيفة قرأ على جعفر الصادق وعلمه ينتهي إلى علم جده علي «عليه السلام»).
4 - قال الإمام مالك بن أنس: (ما رأت عيني أفضل من جعفر بن محمد، فضلاً وعلماً وورعاً وكان لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: إما صائماً، وإما قائماً، وإما ذاكراً. وكان من عظماء البلاد، وأكابر الزهاد الذين يخشون ربهم، وكان كثير الحديث طيب المجالسة كثير الفوائد، فإذا قال: قال رسول الله، اخْضَرَّ مرةً واصْفَرَّ أخرى حتى لينكره من لا يعرفه). (مناقب آل أبي طالب : 3 / 396).
وقال مالك أيضاً: (اختلفتُ إلى جعفر بن محمد زماناً، وما كنت أراه إلا على ثلاث خصال: إما مصلّ، وإما صائم، وإما يقرأ القرآن، وما رأيته يحدِّث عن رسول الله (ص) إلا على طهارة. وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه، وكان من العلماء العباد الزهاد الذين يخشون الله، ولقد حججت معه سنة، فلما أتى الشجرة أحرم فكلما أراد أن يُهِلَّ كاد يغشى عليه فقلت له: لا بد لك من ذلك، وكان يكرمني وينبسط إلي، فقال: يا ابن أبي عامر إني أخشى أن أقول لبيك اللهم لبيك، فيقول: لا لبيك ولا سعديك! قال مالك: ولقد أحرم جده علي بن حسين، فلما أراد أن يقول اللهم لبيك أو قالها، غُشِيَ عليه وسقط عن ناقته). (التمهيد لابن عبد البر : 2 / 67 ، وبعضه تهذيب التهذيب : 2 / 88).
ولو سألت مالكاً: ما دامت هذه عقيدتك في أستاذك، فلماذا أسست مذهباً ضده ولماذا لم ترو عنه في كتابك الموطأ إلا خمسة أحاديث؟! فلا جواب له إلا أن المنصور العباسي أمره بذلك، والمأمور معذور!
9 - ترجم الحافظ أبي نعيم إمام الأئمة في حلية الأولياء: 3 / 192، للإمام الصادق «عليه السلام» بتفصيل، وروى موقفه من أبي حنيفة وقياسه، قال: (الإمام الناطق ذو الزمام السابق، أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق، أقبل على العبادة والخضوع، وآثر العزلة والخشوع، ونهى عن الرئاسة والجموع... مالك بن أنس قال: لما قال سفيان الثوري: لا أقوم حتى تحدثني! قال له: أنا أحدثك، وما كثرة الحديث لك بخير...
عن الهياج بن بسطام قال: كان جعفر بن محمد يطعم حتى لا يبقي لعياله شيء..
كان من دعاء جعفر بن محمد: اللهم أعزني بطاعتك، ولا تخزني بمعصيتك. اللهم ارزقني مواساة من قتَّرْتَ عليه رزقه، بما وسعت عليَّ من فضلك..
هشام بن عباد قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: الفقهاء أمناء الرسل، فإذا رأيتم الفقهاء قد ركبوا إلى السلاطين فاتهموهم...
الأصمعي قال: قال جعفر بن محمد: الصلاة قربان كل تقي. والحج جهاد كل ضعيف. وزكاة البدن الصيام. والداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر... الخ.
نصر بن كثير قال: دخلت أنا وسفيان الثوري على جعفر بن محمد فقلت: إني أريد البيت الحرام فعلمني شيئاً أدعو به، فقال: إذا بلغت البيت الحرام فضع يدك على الحائط ثم قل يا سابق الفوت يا سامع الصوت ويا كاسيَ العظام لحماً بعد الموت، ثم ادع بما شئت.
أحمد بن عمرو بن المقدام الرازي قال: وقع الذباب على المنصور فذبه عنه فعاد فذبه حتى أضجره، فدخل جعفر بن محمد عليه فقال له المنصور: يا أبا عبد الله لم خلق الله الذباب؟ قال: ليُذَلَّ به الجبابرة!..
يحيى بن الفرات قال: قال جعفر بن محمد لسفيان الثوري: لا يتم المعروف إلا بثلاثة بتعجيله وتصغيره وستره..
روى عن جعفر عدة من التابعين منهم: يحيى بن سعيد الأنصاري، وأيوب السختياني، وأبان بن تغلب، وأبو عمرو بن العلاء، ويزيد بن عبد الله بن الها ، وحدث عنه من الأئمة والأعلام: مالك بن أنس، وشعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، وابن جريج، وعبد الله بن عمر، وروح بن القاسم، وسفيان بن عيينة وسليمان بن بلال، وإسماعيل بن جعفر، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز بن المختار، ووهب بن خالد، وإبراهيم بن طهمان.. في آخرين. وأخرج عنه مسلم بن الحجاج في صحيحه محتجاً بحديثه.
ثم روى عنه «عليه السلام» عدة أحاديث، منها: يحيى بن العلاء عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر قال: جاء أعرابي إلى النبي (ص) فقال: يا محمد، اعرض عليَّ الإسلام، فقال: تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله. قال: تسألني عليه أجراً؟ قال: لا، إلا المودة في القربى. قال: قربايَ أو قرباك؟ قال: قرباي. قال: هات أبايعك، فعلى من لا يحبك ولا يحب قرباك لعنة الله! قال (ص): آمين.
ومنها، عن جابر أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال لعلي «عليه السلام»: سلام عليك أبا الريحانتين أوصيك بريحانتي من الدنيا خيراً، فعن قليل ينهد ركناك والله خليفتي عليك!
الدكتور محمد حسين علي الصغير
السيد جعفر مرتضى
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
السيد عباس نور الدين
عدنان الحاجي
الشيخ حسين الخشن
الشيخ محمد صنقور
الشيخ فوزي آل سيف
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد باقر الصدر
حسين حسن آل جامع
عبدالله طاهر المعيبد
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
الشيخ علي الجشي
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
جاسم الصحيح
حبيب المعاتيق
(ما تنكّر من عرش بلقيس)، الدّيوان الشّعريّ الثّالث لتهاني الصّبيح
(كتابك هديّتك) مبادرة ثقافيّة في صفوى
مصادر تفسير القرآن الكريم (3)
من هم الخالدون؟
أدم الطّهارة يدمْ عليك الرّزق
الإمام الصّادق (ع) البحر اللامتناهي
الإمام الصادق (ع) أبو المذاهب بشهادة أئمتها (2)
الإمام الصّادق: سراج سماء المعارف
دور الإمام جعفر الصادق (ع) في تمتين العلاقات مع الآخر
العامل الأول لانطلاق مسيرة التقدّم في المجتمع