أَقْبَلَ قَوْمٌ مِنْ مِصْرَ إِلَى مَكَّةَ فَمَاتَ مِنْهُمْ رَجُلٌ، فَأَوْصَى بِأَلْفِ دِرْهَمٍ لِلْكَعْبَةِ، فَلَمَّا قَدِمَ الْوَصِيُّ مَكَّةَ سَأَلَ فَدَلُّوه عَلَى بَنِي شَيْبَةَ، فَأَتَاهُمْ فَأَخْبَرَهُمُ الْخَبَرَ، فَقَالُوا: قَدْ بَرِئَتْ ذِمَّتُكَ، اِدْفَعْهَا إِلَيْنَا.
فَقَامَ الرَّجُلُ فَسَأَلَ النَّاسَ، فَدَلُّوه عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الباقر عليه السَّلام.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السَّلام: فَأَتَانِي فَسَأَلَنِي فَقُلْتُ لَه: إِنَّ الْكَعْبَةَ غَنِيَّةٌ عَنْ هَذَا، انْظُرْ إِلَى مَنْ أَمَّ هَذَا الْبَيْتَ فَقُطِعَ بِه، أَوْ ذَهَبَتْ نَفَقَتُه، أَوْ ضَلَّتْ رَاحِلَتُه، أَوْ عَجَزَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِه، فَادْفَعْهَا إِلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ سَمَّيْتُ لَكَ.
فَأَتَى الرَّجُلُ بَنِي شَيْبَةَ فَأَخْبَرَهُمْ بِقَوْلِ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السَّلام، فَقَالُوا: هَذَا ضَالٌّ مُبْتَدِعٌ، لَيْسَ يُؤْخَذُ عَنْه ولَا عِلْمَ لَه، ونَحْنُ نَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذَا وبِحَقِّ كَذَا وكَذَا لَمَّا أَبْلَغْتَه عَنَّا هَذَا الْكَلَامَ.
قَالَ فَأَتَيْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السَّلام، فَقُلْتُ لَه: لَقِيتُ بَنِي شَيْبَةَ فَأَخْبَرْتُهُمْ فَزَعَمُوا أَنَّكَ لَا عِلْمَ لَكَ، ثُمَّ سَأَلُونِي بِالْعَظِيمِ إِلَّا بَلَّغْتُكَ مَا قَالُوا.
قَالَ عليه السَّلام: وأَنَا أَسْأَلُكَ بِمَا سَأَلُوكَ لَمَّا أَتَيْتَهُمْ فَقُلْتَ لَهُمْ: إِنَّ مِنْ عِلْمِي أَنْ لَوْ وُلِّيتُ شَيْئاً مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ لَقَطَعْتُ أَيْدِيَهُمْ، ثُمَّ عَلَّقْتُهَا فِي أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ، ثُمَّ أَقَمْتُهُمْ عَلَى الْمِصْطَبَّةِ، ثُمَّ أَمَرْتُ مُنَادِياً يُنَادِي: «أَلَا إِنَّ هَؤُلَاءِ سُرَّاقُ اللهِ، فَاعْرِفُوهُمْ».
وفي روايةٍ أُخرى قولُه عليه السَّلام: «أَمَا إِنَّ قَائِمَنَا لَوْ قَدْ قَامَ لَقَدْ أَخَذَهُمْ، وَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ، وَطَافَ بِهِمْ، وَقَالَ: هَؤُلَاءِ سُرَّاقُ اللهِ».
(الكافي، الكلينيّ)
* بنو شيبة هم سَدَنةُ الكعبة، يُسمّون أنفسَهم خدمةَ الحَرَم أو شبهَ ذلك.
الشيخ محمد هادي معرفة
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ محمد صنقور
الشيخ نجم الدين الطبسي
السيد عباس نور الدين
محمود حيدر
عدنان الحاجي
الشيخ باقر القرشي
الشيخ محمد جواد مغنية
حسين حسن آل جامع
الشيخ علي الجشي
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
أعظم آية في القرآن الكريم
المسلمون وكتّاب العصر ووحي القرآن
الصادق (ع) في آراء العلماء (2)
الإمام الصّادق، الحوراء: من حزن إلى حزن
شبهة امتناع الإمام الصادق عن استلام الخلافة
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}
العالم قبل الظهور
الأدوار الزينبية
الإمام الصادق (ع) والتصدي لتيار الغلاة
في رثاء الصّادق عليه السّلام