في (وسائل الشيعة) للحرّ العامليّ، عن الحسين بن نعيم، قال: سألتُ أبا عبد الله (الصادق) عليه السلام عمّا زادوا في المسجد الحرام عن الصلاة فيه. فقال عليه السلام: «إنَّ إبراهيمَ وإسماعيلَ عَلَيهِمَا السّلامُ حَدَّا المَسجِدَ ما بَينَ الصَّفا والمَروَةِ، فَكانَ النّاسُ يَحُجّونَ مِنَ المَسجِدِ إلَى الصَّفا».
لقد عيّن النبيّ إبراهيم عليه السلام حدودَ المسجد الحرام، لكنّ عرب الجاهليّة أهملوها فأُنسِيَت. وعَمَد المكّيّون إلى بناء المنازل في الحَرَم وداخل المسجد. ثمّ لمّا تزايد عددُ المسلمين بالمدّ الإسلاميّ، برزت ضرورة توسعة المسجد والعودة به إلى حدوده الأُولى.
وقد رُوي أنّه لَمّا بَنَى المَهدِيُّ (العبّاسيّ) فِي المَسجِدِ الحَرامِ بَقِيَت دارٌ في تَربيعِ المَسجِدِ، فَطَلَبَها مِن أربابِها فَامتَنَعوا، فَسَأَلَ عَن ذلِكَ الفُقَهاءَ، فَكُلٌّ قالَ لَهُ: إنَّهُ لا يَنبَغي أن يُدخِلَ شَيئاً فِي المَسجِدِ الحَرامِ غَصباً.
فَقالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ يَقطين: ..لَو كَتَبتَ إلى موسَى بنِ جَعفَر (الإمام الكاظم عليه السلام) لأَخبَرَكَ بِوَجهِ الأَمرِ في ذلِكَ.
فَكَتَبَ إلى والِي المَدينَةِ أن يَسأَلَ موسَى بنَ جَعفَر عَن دارٍ أرَدنا أن نُدخِلَها فِي المَسجِدِ الحَرامِ، فَامتَنَعَ عَلَينا صاحِبُها، فَكَيفَ المَخرَجُ مِن ذلِكَ؟
فَقالَ ذلِكَ لأَبِي الحَسَنِ عليه السلام. فَقالَ عليه السلام: ولا بُدَّ مِنَ الجَوابِ في هذا؟
فَقالَ لَهُ: الأَمرُ لا بُدَّ مِنهُ.
فَقالَ لَهُ: اُكتُب: «بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، إن كانَتِ الكَعبَةُ هِيَ النّازِلَةَ بِالنّاسِ فَالنّاسُ أولى بِفِنائِها، وإن كانَ النّاسُ هُمُ النّازِلونَ بِفِناءِ الكَعبَةِ فَالكَعبَةُ أولى بِفِنائِها».
فَلَمّا أتَى الكِتابُ إلَى المَهدِيِّ، أخَذَ الكِتابَ فَقَبَّلَهُ ثُمَّ أمَرَ بِهَدمِ الدّارِ، فَأَتى أهلُ الدّارِ أبَا الحَسَنِ عليه السلام، فَسَأَلوهُ أن يَكتُبَ لَهُم إلَى المَهدِيِّ كِتابًا في ثَمَنِ دارِهِم، فَكَتَبَ إلَيهِ أن ارضَخْ لَهُم شَيئًا، فَأَرضاهُم». (الرَّضْخ: العطيّة القليلة)
[يُستفاد من رواية أخرى أنّ جواب الإمام الكاظم عليه السلام إشارة إلى قوله تعالى في الآية 96 من سورة آل عمران: ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ..﴾]
(انظر: وسائل الشيعة للحرّ العاملي: ج 13، ص 217 - 218)
الشيخ شفيق جرادي
الشيخ جعفر السبحاني
عدنان الحاجي
الشيخ فوزي آل سيف
حيدر حب الله
الشيخ محمد صنقور
الشيخ حسين الخشن
السيد عباس نور الدين
الشيخ علي آل محسن
الشيخ مرتضى الباشا
حسين حسن آل جامع
حبيب المعاتيق
ناجي حرابة
عبدالله طاهر المعيبد
فريد عبد الله النمر
أحمد الرويعي
حسين آل سهوان
أسمهان آل تراب
أحمد الماجد
علي النمر
قراءة في كتاب (العدل الإلهي) للشهيد مطهري
العبادة والتّعلّم
آداب التّكسّب
طرق إثبات النبوة الخاصة
المخاطر الحقيقية للاعتقاد بعلاجات غير معتمدة طبيًّا
الرّكب الحسينيّ في المدينة المنوّرة (1)
التغيير المجتمعي، مراحله ومعالمه وأدبيّاته: مطالعة في ضوء القرآن الكريم (4)
{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} ودعوى احتباس الوحي (2)
لمن يكتب الفيلسوف؟
عقيدتنا في الدعوة إلى الوحدة الإسلامية