
قال أبو حرب ابن أبي الأسود الدؤلي عن أبيه: قدمت الربذة فدخلت على أبي ذرّ جندب بن جنادة فحدّثني أبو ذرّ فقال: دخلت ذات يوم في صدر نهاره على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسجده فلم أر في المسجد أحداً من الناس إلاَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام إلى جانبه جالس فاغتنمت خلوة المسجد فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أوصني بوصية ينفعني الله بها فقال: نعم وأكرم بك يا أبا ذرّ إنك منّا أهل البيت، وإني موصيك بوصية فاحفظها فإنها جامعة لطرق الخير وسبله فإنّك إن تحفظها كان لك بها كفل.
يا أبا ذرّ اعبد الله كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه عزّ وجل يراك، واعلم أن أول عبادة الله المعرفة به، إنَّه الأول قبل كل شيء قبله، والفرد فلا ثاني معه والباقي لا إلى غاية فاطر السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما من شيء وهو اللطيف الخبير وهو على كل شيء قدير، ثم الإيمان بي وإقرار بأن الله عز وجل أرسلني إلى كافة الناس بشيراً نذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، ثم أحب أهل بيتي الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
واعلم يا أبا ذرّ إن الله جعل أهل بيتي كسفينة النجاة في قوم نوح، من ركبها نجا، ومن رغب عنها غرق، ومثل باب حطّة في بني إسرائيل، من دخله كان آمناً، يا أبا ذر احفظ ما أوصيك به تكن سعيداً في الدنيا والآخرة.
يا أبا ذرّ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ.
يا أبا ذرّ اغتنم خمساً قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك.
يا أبا ذرّ إيّاك والتسويف بأملك فإنّك بيومك ولست بما بعده، فإن يكن غدّ لك فكن في الغد كما كنت في اليوم، فإن لم يكن غد لك لم تندم على ما فرطت في اليوم.
يا أبا ذرّ كم من مستقبل يوماً لا يستكمله ومنتظر غداً لا يبلغه.
يا أبا ذرّ لو نظرت إلى الأجل ومسيره لأبغضت الأمل وغروره.
يا أبا ذرّ كن في الدنيا كأنك غريب أو كعابر سبيل. وعد نفسك في أهل القبور.
يا أبا ذرّ إذا أصبحت فلا تحدّث نفسك بالمساء وإذا أمسيت فلا تحدّث نفسك بالصباح، وخذ من صحتك قبل سقمك ومن حياتك قبل موتك فإنك لا تدري ما اسمك غداً.
يا أبا ذرّ إياك أن تدركك الصرعة عند الغرة فلا تمكن من الرجعة ولا يحمدك من خلفت بما تركت ولا بعذرك من تقدم عليه بما به اشتغلت.
يا أبا ذرّ ما رأيت كالنار نام هرابها ولا كالجنة نام طالبها.
يا أبا ذرّ كن على عمرك أشحّ منك على درهمك ودينارك.
يا أبا ذرّ هل ينتظر أحدكم إلاَّ غنىً مطغياً أو فقراً منسياً أو مرضاً مزمناً أو هرماً مفنياً أو موتاً مجهزاً أو الدجال فإنه شر غائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمرّ.
يا أبا ذرّ إن شر الناس عند الله عزّ وجل يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه ومن طلب علماً ليصرف به وجوه الناس إليه لم يجد ريح الجنة.
يا أبا ذرّ من ابتغى العلم ليخدع به الناس لم يحد ربح الجنة.
يا أبا ذرّ إذا سئلت عن علم لا تعلمه فقل: لا أعلمه تنج من تبعته، ولا تفت الناس بما لا علم لك به تنج من عذاب يوم القيامة.
يا أبا ذرّ تطلع قوم من أهل الجنة إلى يوم من النار فيقولون: ما أدخلكم النار وإنما دخلنا الجنة بفضل تأديبكم وتعليمكم فيقولون: إنَّا كنا نأمر بالمعروف ولا نفعله.
يا أبا ذرّ إن حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد وإنَّ نعم الله عزّ وجل أكثر من أن يحصيها العباد ولكن أمسوا تائبين وأصبحوا تائبين.
معنى (ودق) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
هل قاتلت الملائكة؟
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
فينومينولوجيا الغيب، بَداؤها عينُ خفائِها (2)
محمود حيدر
مناجاة الذاكرين (7): أستغفرك من كلّ لذّة بغير ذكرك
الشيخ محمد مصباح يزدي
ما الذي يهمّ أنت أم أنا؟ يتذكر الأطفال ما هو مهم للآخرين
عدنان الحاجي
بين الأمل والاسترسال به (1)
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ..} لا تدلُّ على تزكية أحد (2)
الشيخ محمد صنقور
العزة والذلة في القرآن الكريم
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
ماذا نعرف عن القدرات العظيمة للّغة العربية؟
السيد عباس نور الدين
لا تبذل المجهود!
عبدالعزيز آل زايد
الإمام الهادي: غربة على شفير السّمّ
حسين حسن آل جامع
سيّد النّدى والشّعر
حبيب المعاتيق
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
معنى (ودق) في القرآن الكريم
هل قاتلت الملائكة؟
أهمّ عشرة اكتشافات علمية في الفيزياء لعام 2025
تزكية النّفس أوليّة مقدّمة على كلّ شيء
فينومينولوجيا الغيب، بَداؤها عينُ خفائِها (2)
مناجاة الذاكرين (7): أستغفرك من كلّ لذّة بغير ذكرك
سياسة المتوكل مع الإمام الهادي (ع) (2)
الإمام الهادي: غربة على شفير السّمّ
معنى (سبل) في القرآن الكريم
فينومينولوجيا الغيب، بَداؤها عينُ خفائِها (1)