الشيخ محمد حسن المظفر
رأيتُ أن أنقل شطراً من آراء العلماء في كلماتهم عن الصادق جعفر عليه السّلام، لأنها تعبّر عن آراء أجيال في هذه الشخصيّة الكريمة، واليك شيئاً منها:
فهذا الذهبي (1) في ميزان الاعتدال (1 : 192) يقول عند ذكره للإمام: "جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين الهاشمي أبو عبد اللّه أحد الأئمة الأعلام برّ صادق كبير الشأن".
وممّا قاله النووي (2) في تهذيب الأسماء واللغات (1 : 149 - 150): "روى عنه محمّد بن إسحاق، ويحيى الأنصاري، ومالك، والسفيانيان، وابن جريح، وشعبة، ويحيى القطّان، وآخرون، واتفقوا على إِمامته وجلالته وسيادته، قال عمرو بن أبي المقدام: كنت إِذا نظرت إِلى جعفر بن محمّد علمت أنه من سلالة النبيّين".
وابن خلكان (3) يقول: "أحد الأئمة الاثني عشر على مذهب الإماميّة، وكان من سادات أهل البيت، ولقّب بالصادق لصدقه في مقالته، وفضله أشهر من أن يذكر". وقال: "وكان تلميذه أبو موسى جابر بن حيّان الصوفي الطرطوسي قد ألّف كتاباً يشتمل على ألف ورقة تتضمّن رسائل جعفر الصادق وهي خمسمائة رسالة، وقال: ودفن بالبقيع في قبر فيه أبوه محمّد الباقر، وجدّه زين العابدين، وعمّ جدّه الحسن بن علي عليهم السّلام، فللّه درُّه من قبر ما أكرمه وأشرفه".
والشبلنجي (4) في نور الأبصار ص 131 يقول: "ومناقبه كثيرة تكاد تفوت حدّ الحاسب، ويحار في أنواعها فهم اليقظ الكاتب" وقال: وفي حياة الحيوان الكبرى فائدة قال ابن قتيبة في كتاب أدب الكاتب: وكتاب الجفر كتبه الإمام جعفر الصادق ابن محمّد الباقر، فيه كلّ ما يحتاجون إلى علمه إلى يوم القيامة، والى هذا الجفر أشار أبو العلاء بقوله:
لقد عجبوا لآل البيت لما
أتاهم علمهم في جلد جفر
فمرآة المنجم وهي صغرى
تريه كلّ عامرة وقفر
وقال محمّد الصبّان (5) في كتابه إِسعاف الراغبين المطبوع على هامش نور الأبصار ص 208: "وأمّا جعفر الصادق فكان إِماماً نبيلاً. وقال: وكان مجاب الدعوة إِذا سأل اللّه شيئاً لا يتمّ قوله إِلا وهو بين يديه".
والشعراني (6) في لواقح الأنوار يقول: "وكان سلام اللّه عليه إذا احتاج إلى شيء قال: يا ربّاه أنا أحتاج إلى كذا، فما يستتمّ دعاؤه إِلا وذلك الشيء بجنبه موضوع".
وسبط ابن الجوزي (7) في تذكرة خواصّ الأمّة ص 192يقول: "قال علماء السير: قد اشتغل بالعبادة عن طلب الرئاسة" وقال: "ومن مكارم أخلاقه ما ذكره الزمخشري في كتابه ربيع الأبرار عن الشقراني مولى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله قال: خرج العطاء أيام المنصور وما لي شفيع، فوقفت على الباب متحيّراً وإِذا بجعفر بن محمّد قد أقبل فذكرت له حاجتي، فدخل وخرج وإذا بعطائي في كمّه فناولني إِيّاه، وقال إِن الحسن من كلّ أحد حسن وأنه منك أحسن لمكانك منّا، وأن القبيح من كلّ أحد قبيح وأنه منك أقبح لمكانك منّا، وإِنما قال له جعفر ذلك لأن الشقراني كان يشرب الشراب، فمن مكارم أخلاق جعفر أنه رحّب به وقضى له حاجته مع علمه بحاله، ووعظه على وجه التعريض، وهذا من أخلاق الأنبياء".
ومحمّد بن طلحة (8) في مطالب السؤل ص 81 يقول: "وهو من عظماء أهل البيت وساداتهم ذو علوم جمّة، وعبادة موفرة، وأوراد متواصلة، وزهادة بيّنة، وتلاوة كثيرة، يتبع معاني القرآن الكريم، ويستخرج من بحره جواهره، ويستنتج عجائبه، ويقسّم أوقاته على أنواع الطاعات، بحيث يحاسب عليها نفسه، رؤيته تذكّر الآخرة، واستماع حديثه يزهد في الدنيا، والاقتداء بهديه يورث الجنّة، نور قسماته شاهد أنه من سلالة النبوّة، وطهارة أفعاله تصدع بأنه من ذرّيّة الرسالة. وقال: وأمّا مناقبه وصفاته فتكاد تفوت عدد الحاصر، ويحار في أنواعها فهم اليقظ الباصر، حتّى أنه من كثرة علومه المفاضة على قلبه من سجال التقوى صارت الأحكام التي لا تدرك عللها والعلوم التي تقصر الأفهام عن الإحاطة بحكمها، تضاف إليه، وتروى عنه".
وفي صواعق ابن حجر (9): "ونقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر صيته في جميع البلدان". وفي ينابيع المودّة (10) طبع إسلامبول ص 380 "ومن أئمة أهل البيت أبو عبد اللّه جعفر الصادق" وقال: "وكان من سادات أهل البيت" وقال: "وقال الشيخ أبو عبد الرحمن السالمي في طبقات المشايخ الصوفيّة: جعفر الصادق فاق جميع أقرانه من أهل البيت، وهو ذو علم غزير، وزهد بالغ في الدنيا، وورع تامّ في الشهوات، وأدب كامل في الحكمة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الحافظ المحدّث شمس الدين أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن عثمان الدمشقي المولود عام 673، والمتوفى عام 748.
(2) الحافظ أبو زكريا محيي الدين بن شرف الدين المتوفى عام 676.
(3) أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان ولد بمدينة إربل قرب الموصل وانتقل إِلى الموصل وسافر إِلى حلب ودخل الديار المصرية وناب في القضاء عن السخاوي، ثم ولّي القضاء بالشام عشر سنين وتوفي بدمشق عام 681، ترجم له في طبقات الشافعيّة : 5 / 14 ، وفي فوات الوفيّات : 1 / 55 ، والسيوطي في حسن المحاضرة : 1 / 267 ، ومعجم المطبوعات : 1 / 98 وغيرها.
(4) مؤمن بن حسن مؤمن المصري . وشبلنج قرية من قرى مصر ، اشتغل في طلب العلوم في الجامع الأزهر ولد في نيف و 1250 ولم تذكر وفاته.
(5) محمّد بن علي الصبّان الشافعي الحنفي ولد بمصر ، ترجم له في معجم المطبوعات : 2 / 1194.
(6) أبو المواهب عبد الوهاب بن أحمد بن علي الأنصاري الشافعي المصري المعروف بالشعراني دخل القاهرة عام 911 وبها توفي ، ترجم له في معجم المطبوعات : 1 / 1126.
(7) أبو مظفر شمس الدين يوسف بن قزغلي الواعظ الشهير الحنفي المولود عام 582 أو 581 والمتوفى عام 654 في 21 ذي الحجّة.
(8) كمال الدين الشافعي المتوفى عام 654.
(9) المحدّث شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمي نزيل مكّة.
(10) هي للشيخ سليمان بن إِبراهيم المعروف بخواجه كلان ، وكان فراغه من تأليفها تاسع شهر رمضان عام 1291.
السيد محمد حسين الطهراني
السيد عباس نور الدين
محمود حيدر
عدنان الحاجي
الشيخ باقر القرشي
الشيخ محمد جواد مغنية
السيد جعفر مرتضى
الشيخ محمد هادي معرفة
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ جعفر السبحاني
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
الأدوار الزينبية
الإمام الصادق (ع) والتصدي لتيار الغلاة
في رثاء الصّادق عليه السّلام
الصادق (ع) في آراء العلماء (1)
عقيلة الوحي
المراد من العلم النافع
ما هي حقيقة الذكاء؟ وكيف نزيده قوّة؟
التنظير في أفقه العربي والإسلامي
محتوى الكلمات ينشط العمليات الدماغية في اللاوعي
زكي السالم: في المسابقات الشّعرية: موقفك من التّصويت بين الوجوب والتّفويت