
الشيخ علي رضا بناهيان ..
الجميع موافقون؟ هل للجميع أطفال؟ الكل شاهد الأطفال. هل كان الجميع أطفالاً! كلكم تعترفون بأن الأطفال لا غمّ لهم.
هل توافقونني؟ الغم هو الحزن العميق. الأطفال عاجزون عن الإحساس بحزن عميق. فهم حتى وإن مات لهم أحد لا يبكون بعمق وسرعان ما يلهون باللعب. وإذا تخاصموا فهم يتصالحون بعد لحظات. هم لا يقلقون لشيءٍ أبداً. الأطفال ينعمون بابتهاج روحي. إنهم مفعمون بالحيوية.. وبالنشاط.
كان الشيخ بهجت (ره) يقول: «ما الذي يجعل الأطفال هكذا؟ إنه ليقينهم بأنهم ما إن يجوعوا حتى يهرع إليهم أبواهم بالطعام.» ثم يقول(ره): «الأطفال لا يقلقون من طعام غَدِهم إطلاقاً.» الكبار هم الأشقياء إلى هذا الحد! عذراً لقولي أشقياء! ذلك أن الشيخ بهجت (ره) يقول: «لو كنا كالطفل في يقينه من: أنّه لابد وأن يأتيني أبواي بالطعام غداً فلا ينبغي أن أقلق، فوثقنا بالله من أنه سيأتينا برزقنا في الغد لا محالةَ لصرنا مثل الأطفال من دون غمّ».
ثم كم يمكن ـ حقّاً ـ الاعتماد على الأبوين؟.. تقريباً صفر.
وكم يمكن الاتكال على الله؟.. كثيراً.
ثم إنك تعلم أن الله يمكن أن يُتّكَل عليه، فلا تتّكل عليه، أما الطفل فيتّكل عليك أنت! أي إن هذا الطفل يقول لك: «أمي، أبي، فلتستَحِ من نفسك! كن سعيداً مثلي! تعالَ نلعب!».
الابتهاج الروحي يعني انعدام هذا القلق المأساوي. ما هي البهجة الروحية؟ هي أن تعلم أن الله قدير! يستطيع إبادة الكائنات جميعاً! الله الله على قدرة الله هذه! هذا «الشعور» إذا توغّل في أعماقك فإنه «الابتهاج الروحي»!
ما المراد من الابتهاج الروحي؟ هو ذلك الذي لا تَبكي له.. بل تتمتَّع به. تتمتّع وتتمتّع به حتى تترقرق دمعةٌ في عينك، منبعها موضعٌ آخر.. موضعٌ آخر من الروح.
فأين هذه الدموع، التي هي ـ بالمناسبة ـ تشبه دموع الأطفال عديمي الغم ـ أين هذه الدموع من دموعي أنا التعيس، الحقير، التافه، الخاوي من كل شيء؟! دموعي التي أريد أن أستخرجها من وسط الغموم والكروب الناشئة كلها من الكفر بالله، ومن الكفران بنِعَمه، ومن عدم الإيمان به، لأسكبها عند أعتاب الله!
الابتهاج الروحي يعني الالتذاذ لكونك في أحضان الله؛ بالضبط كالطفل إذا لاذَ بحُضن أبيه أو أمّه وسط الغرباء. فهل رأيت الفرحة التي تغمرُه فجأة حينها؟ هي بادية في عينيه. فإن دنَوتَ منه مداعباً: «كيف حالك يا حبّوب؟» أدار وجهه جهة أمه أو أبيه متسائلاً: من هذا؟!
ـ «عزيزي، هذا شخص معروف، اهتمّ به!»
ـ «أنا لستُ أعرفه.. مَن يكون؟! أنت مَن أعرفُه.. أنت مَن آوي إلى حضنه!»
أنت مَن أعرفُه.. أنت مَن آوي إلى حضنه! أي إن هذا الطفل يقول لك: «أمي، أبي، فلتستَحِ من نفسك! كُن سعيداً مثلي!». الابتهاج الروحي يعني الالتذاذ بإحساسك بأنك في أمان الله.
أقسام العلّة
الشيخ محمد جواد مغنية
البحث التاريخي
السيد جعفر مرتضى
معنى (نضد) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
الكلمات في القرآن الكريم
الشيخ جعفر السبحاني
الصورة والفاعلية التواصلية
أثير السادة
لمحات من عالم البرزخ
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
حياتنـا كما يرسمها الدين
السيد علي عباس الموسوي
اتجاهات التفسير في المكي والمدني
الشيخ محمد علي التسخيري
الألفاظ الدالة على الأصوات في القرآن الكريم
الدكتور محمد حسين علي الصغير
كيف تنمو دوافع الخير والكمال في أبنائنا؟
السيد عباس نور الدين
السيّدة المعصومة: ملتقى الجمال والجلال
حسين حسن آل جامع
على غالق
حبيب المعاتيق
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر