الإمام الخامنئي "دام ظلّه"
الليلة المعروفة بليلة القدر أفضل وأرفع من ألف شهر. على العبد المؤمن أن يستغل ساعات ليلة القدر الذهبيّة بأقصى قدر ممكن. أفضل أعمال هذه الليلة هو الدّعاء.
هدف الإحياء هو الدّعاء والتوسّل والذّكر. الصلاة أيضاً -والّتي هي إحدى المستحبّات في ليالي القدر– هي في الحقيقة تجلٍّ للذكر والدعاء.
جاء في الحديث أنّ الدّعاء “مخّ العبادة”؛ أو روح العبادة وفق تعبيرنا. ماذا يعني الدعاء؟ أي الحديث مع الله عزّوجل؛ هو في الحقيقة استشعار الله عن قرب ومشاركة حديث القلب معه.
الدّعاء هو إمّا طلب، أو حمد وتمجيد، أو إعلان عن المحبّة والودّ؛ كلّ هذه الأمور دعاء. يشكّل الدّعاء إحدى أهمّ أعمال العبد المؤمن والإنسان الذي يبتغي الصلاح والنجاة والنّجاح. يلعب الدّعاء هذا الدّور في تطهير الروح.
شهر رمضان هو شهر الاستغفار والإنابة والدعاء. منذ أن تغرب الشمس في ليلة القدر يعمّ السلام الإلهي الأرجاء حتّى مطلع الفجر. في هذه الساعات تخيّم على أرجاء الكون الرّحمة الإلهيّة والسلام والأمن الإلهيّين. ينبغي أن يستغلّ العبد المؤمن ساعات ليلة القدر الإكسيريّة ويستفيد منها لأقصى درجة ممكنة.
تلك الليلة، ليلة عجيبة؛ أفضل من ألف شهر، ليست تساوي ألف شهر؛ “خيرٌ من ألف شهر”. كم يمكن أن يحتوي ألف شهرٍ من عمر الإنسان من بركات وخير ورحمة! هذه الليلة الواحدة أفضل من ألف شهر. لهذا الأمر أهميّة بالغة.
إعرفوا قدر هذه الليلة واقضوها بالدّعاء والتوجّه والتفكّر والتأمّل في آيات الخلق والتأمّل في مصير الإنسان وما طلبه الله عزّوجل من الإنسان وفي دناوة هذه الحياة الماديّة وأنّ كلّ ما ترونه هو مقدّمة لعالم آخر حيث أنّ لحظة تسليم الرّوح هي لحظة العبور إلى ذلك العالم.
في شهر رمضان أيضاً -في كافة الأيام والليالي- نوّروا قلوبكم قدر المستطاع بالذّكر الإلهي، حتى تكونوا مستعدّين لدخول حريم ليلة القدر، حيث أنّ: “ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر، تنزّل الملائكة والرّوح فيها، بإذن ربّهم من كلّ أمر”.
الليلة الّتي توصل فيها الملائكة الأرضَ بالسّماء، تغمر القلوب بالأنوار وتملؤ أرجاء الحياة بالنّور والفضل واللّطف الإلهي. هي ليلة السِّلم والسّلامة المعنوية -سلامٌ هي حتّى مطلع الفجر- ليلة شفاء القلوب والأرواح، ليلة الشّفاء من كافّة الأسقام الأخلاقيّة، الأسقام المعنويّة، الأسقام الماديّة والأسقام العامّة والاجتماعيّة التي وللأسف ابتليت بها العديد من شعوب العالم، من ضمنها الشّعوب المسلمة! الشّفاء من كلّ هذه الأمور ممكنٌ وميسّر؛ بشرط أن تدخلوا حريم ليلة القدر بجاهزيّة معنويّة عالية.
ليلة القدر هي فرصة للاستغفار والتماس الأعذار. التمسوا العذر والمغفرة من الله تعالى. الآن وقد سمح الله عزّوجل لي ولكم بأن نعود إليه، أن نطلب المغفرة ونعتذر منه، فلنقم بذلك، وإلّا فسيأتي يومٌ يخاطب فيه الله عزّوجل المجرمين: «لایؤذن لهم فیعتذرون».
لن يسمحوا لنا بالاعتذار في يوم القيامة لا سمح الله. لا يسمحون بذلك للمجرمين؛ ليس هناك مكان الاعتذار. هنا حيث أنّ الفرصة سانحة، لدينا هذه الإمكانية، هنا حيث يرفع الاعتذار من درجاتكم، يغسل الذنوب ويطهّركم وينوّر قلوبكم، فلتعتذروا من الله عزّوجل. الفرصة سانحة هنا، التمسوا واستعطفوا لطف الله ونظرة المحبّة الإلهية.”فاذكروني أذكركم”.
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
السيد عباس نور الدين
الفيض الكاشاني
محمود حيدر
عدنان الحاجي
الشيخ علي رضا بناهيان
حيدر حب الله
السيد محمد حسين الطهراني
الشيخ علي المشكيني
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
حسين حسن آل جامع
الشيخ علي الجشي
عبدالله طاهر المعيبد
حبيب المعاتيق
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
تأثير الوحي في السماء والأرض
حين يحدّد الحبّ حقيقتنا
الخضوع الكوني لله تعالى
ميتافيزيقا المثنَّى؛ دُربة المعرفة إلى توحيد الله وتوحيد العالم (5)
توقيت القيلولة النّهاريّة ومدّتها عامِلا تنبُّؤٍ باحتمال وفاة كبار السّنّ
ثبوت واقعة الغدير من منظور تاريخي وعلمي (1)
أفضل توزيع للخيرات في العام!
كيف يكون الله حاضراً في حياتنا؟
﴿الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَهُ﴾
فائدة البحث في المكّي والمدني من السور القرآنية