الأضحية والأضحى في اللغة
جاء في مجمع البحرين: وفي الأضحية لغات محكية عن الأصمعي: أضحية وإضحية بضم الهمزة وكسرها، وضحية على فعلية، والجمع: ضحايا كعطية وعطايا، وأضحاة كأرطاة، والجمع: أضحى كأرطى. [مجمع البحرين، الطريحي]
وفي القاموس الفقهي: ضحا - ضحوا، وضحوا، وضحيا: برز للشمس...ضحا - ضحوا، وضحوا، وضحيا: أصابه حر الشمس... ضحى بالشاة، ونحوها: ذبحها في الضحى من أيام عيد الأضحى... الأضحاة: الأضحية (الجمع) أضحى. ومنه: عيد الأضحى. الأضحية: شاة، ونحوها، يضحى بها في عيد الأضحى. [القاموس الفقهي، الدكتور سعدي أبو حبيب، ص 220].
والأضحية (لغة): شاة تذبح ضحوة يوم العيد بمنى وغيره [ترتيب كتاب العين، والصحاح، ولسان العرب].
هذا أصله، لكن اتسعت دائرته حتى قيل: ضحى، في أي وقت كان من أيام التشريق [المصباح المنير، ومجمع البحرين: ضحى].
الأضحية في الاصطلاح :
وهي ما يذبح أو ينحر يوم عيد الأضحى أو ما بعده - إلى الثاني أو الثالث عشر - تبرعًا [انظر: المسالك 2 : 318، والحدائق 17 : 199، والجواهر 19 : 219].
ويخرج بقيد التبرع ذبح الهدي أو نحره يوم العيد أو بعده بمنى، فإنه واجب؛ لأنه من أجزاء الحج. نعم، لا يمنع عن صدق عنوان الأضحية وجوبها بالنذر وشبهه.
عيد الأضحى في روايات أهل البيت (عليهم السلام)
عن المفضل بن عمر قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): (إذا كان يوم القيامة زفّت أربعة أيام إلى الله (عز وجل) كما تزّف العروس إلى خدرها، يوم الفطر ويوم الأضحى، ويوم الجمعة ويوم غدير خم). [وسائل الشيعة، الحر العاملي: ج 10، ص445].
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): أنه قال : (اليوم لنا عيد، وغداً لنا عيد، وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو لنا عيد). [مستدرك الوسائل، الميرزا النوري: ج6، ص154].
علي بن الحسين المسعودي في إثبات الوصية: في سياق قصة الرضا (عليه السلام)، قال: فروى أن المأمون استقبله، وأكرمه، وعظمه - إلى أن قال - : ثم سأله المأمون أن يخرج ويصلي بالناس في عيد الأضحى، فاستعفاه وامتنع عليه، فلم يعفه فأمر القواد والجيش بالركوب معه، فاجتمعوا وسائر الناس على بابه فخرج (عليه السلام) وعليه قميصان، وطيلسان، وعمامة، قد أسدل لها ذؤابتين من قدامه وخلفه، وقد اكتحل وتطيب (بيده عنزة) كما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يفعل في الأعياد، فلما خرج وقف بباب داره، وكبر، وقدس، وهلل، وسبح، فضج الناس بالبكاء، وهو يمشي فترجل القواد، والجيش يمشون بين يديه وخلفه، وكلما خطا أربعين خطوة وقف، فكبر، وهلل، والناس يكبرون معه، وكاد البلد أن يفتتن، واتصل الخبر بالمأمون فبعث إليه: يا سيدي كنت أعلم بشأنك مني فارجع، فرجع ولم يصل بالناس. [مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 6 - ص 135، ح 6634].
عن محمد ابن سنان أن الرضا (عليه السلام)كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: (علة غسل العيدين والجمعة وغير ذلك من الأغسال لما فيه من تعظيم العبد ربه واستقباله الكريم الجليل وطلبه المغفرة لذنوبه وليكون لهم يوم عيد معروف يجتمعون فيه على ذكر الله فجعل فيه الغسل تعظيماً لذلك اليوم وتفضيلاً له على سائر الأيام وزيادة في النوافل والعبادة، وليكون ذلك طهارة له من الجمعة إلى الجمعة). [علل الشرائع، الشيخ الصدوق، ج 1، ص 286]
خطبة يوم الأضحى
روى أبو مخنف، عن عبد الرحمن بن جندب، عن أبيه : أن عليًّا (عليه السلام) خطب يوم الأضحى، فكبر، وقال: (الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد الله أكبر على ما هدانا، وله الشكر على ما أبلانا، والحمد لله على ما رزقنا من بهيمة الأنعام، الله أكبر زنة عرشه ورضا نفسه ومداد كلماته وعدد قطر سماواته ونطف بحوره له الأسماء الحسنى وله الحمد في الآخرة والاُولى حتى يرضى وبعد الرضى إنه هو العلي الكبير، الله أكبر كبيراً متكبراً وإلها عزيزاً متعززاً ورحيماً عطوفاً متحنناً، يقبل التوبة ويقيل العثرة ويعفو بعد القدرة، ولا يقنط من رحمة الله إلا القوم الضالون، الله أكبر كبيراً، ولا إله إلا الله مخلصاً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، والحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، من يطع الله ورسوله فقد اهتدى وفاز فوزاً عظيماً، ومن يعصهما فقد ضل ضلالاً بعيداً.
أوصيكم عباد الله بتقوى الله وكثرة ذكر الموت، وأحذركم الدنيا التي لم يمتع بها أحد قبلكم ولا بقي لأحد بعدكم، فسبيل من فيها سبيل الماضين من أهلها، ألا وإنها قد تصرمت وأذنت بانقضاء وتنكر معروفها وأصبحت مدبرة مولية فهي تهتف بالفناء وتصرخ بالموت قد أمر منها ما كان حلواً وكدر منها ما كان صفواً فلم يبق منها إلا شفافة كشفافة الإناء وجرعة كجرعة الإداوة، لو تمززها الصديان لم تنقع غلته، فأزمعوا عباد الله على الرحيل عنها، وأجمعوا متاركتها فما من حي يطمع في بقاء ولا نفس إلا وقد أذعنت للمنون ولا يغلبنكم الأمل، ولا يطل عليكم الأمد فتقسو قلوبكم ولا تغتروا بالمنى وخدع الشيطان وتسويفه، فإن الشيطان عدوكم حريص على إهلاككم، تعبدوا لله عباد الله أيام الحياة، فوالله لو حننتم حنين الواله المعجال، ودعوتم دعاء الحمام، وجاءرتم جؤار مبتلي الرهبان، وخرجتم إلى الله عز وجل من الأموال والأولاد التماس القربة إليه في ارتفاع درجة وغفران سيئة أحصتها كتبته وحفظتها رسله لكان قليلا فيما ترجون من ثوابه وتخشون من عقابه، وتالله لو انماثت قلوبكم انمياثاً، وسالت من رهبة الله عيونكم دماً، ثم عمرتم عمر الدنيا على أفضل اجتهاد وعمل، ما جزت أعمالكم حق نعمة الله عليكم ولا استحققتم الجنة بسوى رحمة الله ومنه عليكم، جعلنا الله و إياكم من المقسطين التائبين الأوابين.
ألا وإن هذا اليوم يوم حرمته عظيمة وبركته مأمولة والمغفرة فيه مرجوة، فأكثروا ذكر الله وتعرضوا لثوابه بالتوبة والإنابة والخضوع والتضرع فإنه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات وهو الرحيم الودود، ومن ضحى منكم فليضح بجذع من الضأن ولا يجزئ عنه جذع من المعز، ومن تمام الأضحية استشراف أذنيها وسلامة عينيها، فإذا سلمت الأذن والعين سلمت الأضحية وتمت، وإن كانت عضباء القرن، تجر رجليها إلى المنسك، فإذا ضحيتم فكلوا منها وأطعموا وادخروا واحمدوا الله على ما رزقكم من بهيمة الأنعام وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأحسنوا العبادة وأقيموا الشهادة بالقسط، وارغبوا فيما كتب الله لكم وأدوا ما افترض عليكم من الحج والصيام والصلاة والزكاة ومعالم الايمان، فإن ثواب الله عظيم وخيره جسيم، وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر وأعينوا الضعيف وانصروا المظلوم وخذوا فوق يد الظالم أو المريب وأحسنوا إلى نسائكم وما ملكت أيمانكم واصدقوا الحديث وأدوا الأمانة وأوفوا بالعهد وكونوا قوامين بالقسط وأوفوا الكيل والميزان وجاهدوا في سبيل الله حق جهاده، ولا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور إن أبلغ الموعظة وأحسن القصص كلام الله).
ثم تعوذ وقرأ سورة الإخلاص، وجلس كالرائد العجلان، ثم نهض، فقال: (الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونؤمن به ونتوكل عليه). وذكر باقي الخطبة القصيرة نحواً من خطبة الجمعة. [مصباح المتهجد، الشيخ الطوسي: 662-665].
الشيخ محمد جواد مغنية
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ محمد مصباح يزدي
الشيخ محمد جواد البلاغي
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
السيد عبد الأعلى السبزواري
محمود حيدر
السيد عباس نور الدين
عدنان الحاجي
الشيخ علي رضا بناهيان
الشيخ علي الجشي
حسين حسن آل جامع
ناجي حرابة
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبد الوهّاب أبو زيد
فريد عبد الله النمر
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان
الحب في اللّه
العرفان الإسلامي
جمعية العطاء تختتم مشروعها (إشارة وتواصل) بعد 9 أسابيع
الرؤية القرآنية عن الحرب في ضوء النظام التكويني (2)
قول الإماميّة بعدم النّقيصة في القرآن
معنى كون اللَّه سميعًا بصيرًا
الصابئة، بحث تاريخي عقائدي
الاستقامة والارتقاء الروحي
إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا
ماهية الميتايزيقا البَعدية وهويتها*