مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

كن أنت!

في هذه الحياة اليومية متى يفقد الناس قيمتهم؟

 

حين يقرّرون من أجل الوصول إلى..

 

- انتهى الأمر، أنت بائس، تُليَت فاتِحتُك! اغرُب عَنّا..!!

 

حين ينظرون إلى قِمَم..  

 

تُنبِئُهم بأنهم في قعر الوادي!..

 

فيبدأ الاضطراب.. والوسواس.. وتحقير الذات..

 

فتفقد قيمتَك!

 

كُن أنت!

 

من المواضع التي نفقد فيها قيمتنا

 

هي عندما تحدّد لنا أُمُّنا الهدف!

 

حين تقول: "عليك يا ولدي أن تصبح كذا.."

 

هنا سيبدأ انهيار الولد تدريجيًّا!

 

ليت الأم تقول لولدها: "عليك أن تكون أنت! أُحبك كما أنت الآن، حاذر فقط ألا يصيبَك أحد بأذى!"

 

هكذا تكون التقوى

 

أرأيت كم هذا جميل؟!

 

لا يُفترَض أن يكون كل شخص مثل الآخر

 

كل ما هنالك أنّ: حُكم "ماء الورد" و"الورد" أن يكون هذا ظاهرًا، وذاك مستورًا [شعر]

 

فالوردة بادِيةٌ للعَيان، وماء الورد خَفِيّ، ومن قريب تشُم عطره

 

في النهاية هكذا قُسِّمَت الأمور، لكن هذا لا يُنقِص من قيمتك.

 

فتارةً يقال للولد: "عليك ببلوغ تلك القمة، فالآن أنت لا شيء!!"

 

وهذا سَيّئ.. هذا يجلب تحقير الذات!

 

وتارة أخرى يقال: "أنت تملك أعلى المواهب والمؤهّلات، فحاذر من أن تُبَدِّدها.. واسْعَ باتجاه تفجير طاقاتك، والإبداع.. انظر ماذا يَصدُر من أعماقك"

 

فترى هذا تَصدُر من داخله حِكمَة الطبابة

 

وذاك حِكمَة الهندسة المعمارية

 

والآخر حكمة الصناعات في أمور أخرى الفنون مثلًا..

 

انظر ماذا تملك داخلَك

 

فتّش في أعماقك، وانظر ماذا تملك، وأَبرِز هذا إلى العيان!

 

انظر أيّ فن "تملك" أنت، لا أي فَنّ تعثر عليه!