مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

لقد نزلت زينب عليها السّلام إلى السّاحة

تخيّل

عصر عاشوراء، لم يعد ثمّة رجل من معكسر الحسين عليه السّلام على قيد الحياة، جنود العدوّ المتوحّشون هجموا على الخيام، لنهبها وإحراقها، وتشرّدت ذريّة رسول الله صلّى الله عليه وآله في البيداء.

 

الهدف الذي قدّم الإمام عليه السّلام دمه من أجله

هدف الإمام عليه السّلام من النّهضة، كان إيقاظ الأمّة وإصلاح دين رسول الله صلّى الله عليه وآله. الإمام أدّى التّكليف الذي عليه بالكامل، لكن ما زال الهدف لم يتحقّق، إذ ما من مسلم سمع بخبر هذه الفاجعة المهولة.

 

هل من أحد؟

من يتحمّل مسؤولية إكمال رسالة الحسين عليه السّلام؟ أيذهب كلّ جهاد الإمام عليه السّلام وأتعابه سدًى؟ مَن يجب أن يحفظ حياة الإمام التّالي لئلّا يقدم العدوّ على قتله هو الآخر؟ من عليه أن يجمع حرم الحسين عليه السّلام وأطفاله المشرّدين في البيداء ويرعى شؤونهم؟

 

هل من أحد يقوم بذلك؟

كن مطمئنًّا.. فالعقيلة زينب عليها السّلام موجودة، لقد نزلت زينب عليها السّلام إلى السّاحة..

 

إنّنا أعزّة

حين أقدم جند عمر بن سعد بدافع الحقد والضّغينة، على السّير بحرم الحسين عليه السّلام وأطفاله، من جوار أجساد الشّهداء المقطّعة لإيذائهم وكسر معنويّاتهم، انبرت زينب عليه السّلام لتظهر للجيمع عزّة الإمام الحسين عليه السّلام ونهضته، وتوجّهت إلى المصرع، وبسطت يديها تحت بدن أخيها وإمامها، الأعزّ عليها من نفسها، ورفعته وقالت: "إلهي تقبّل منّا هذا القربان". يعني: أنّنا قد سرنا في طريق الله عن وعي وعزّة، وقدّمنا الأثمان، ونحن نفتخر بأنّنا سلكنا هذا الطّريق.

 

صوت كربلاء

أحداث الطّفّ جرت وسط صحراء قاحلة، ولولا أنّ أحدًا فعل شيئًا، لضاع هذا الجهاد العظيم بين رمال صحراء كربلاء، وما اطّلع أحد في العالم الإسلاميّ على حقيقة الأمر، فهل من أحد يوصل الرّسالة إلى أسماع العالم؟

 

ثورة زينب عليها السّلام في النّفوس

زينب عليها السّلام موجودة، فعلى الرّغم من متاعبها، وظروف السّبي الصّعبة، كانت كلّما مرّوا بمدينة تعمل بكلامها النّافذ وخطبها الرّنّانة على قلب السّحر على السّاحر دفعة واحدة، إذ تجعل النّاس تتنبّه إلى ما جرى، وتتألّم من حقيقة ما حصل.

 

حتّى يزيد ندم

ذروة القصّة كانت في خطبة العقيلة عليها السّلام أمام يزيد وابن زياد، لقد صنعت ما جعل يزيد – الذي كان في بداية الأمر ثملًا بالنّصر وإذ شاهد تغيّر الأجواء في غير صالحه – جعله يتنصّل من مسؤوليّة قتل الإمام الحسين عليه عليه السّلام، ويضعه في رقبة ابن زياد، بل صنعت زينب عليها السّلام ما جعل امرأة يزيد تنقلب ضدّه.

 

المنتصر في كربلاء هو الحسين عليه السّلام

ظهرت نتاج هذه الخطب أيضًا بمرور الزمان، وقامت ثورات متعدّدة وصغيرة في أنحاء شتّى من الدّولة الأمويّة، جرّت في نهاية المطاف إلى سقوطها، وشكّلت درسًا خالدًا، لجميع مستضعفي التّاريخ وأحراره، وهو عدم الرّضوخ للظلم، يعني أنّ الهدف الذي نهض الحسين عليه السّلام لأجله منذ البداية، سيتحقّق في نهاية المطاف بواسطة العقيلة عليها السّلام.

 

زينب عليها السلام علّمت الجميع

لقد كشفت العقيلة عليها السّلام عمّا للمرأة المؤمنة من قوة، وإلى أيّ مدًى باستطاعتها أن تنصر دين الله، حتّى تكمل رسالة إمامها الشّهيد عليه السّلام، وتحفظ إمام زمانها عليه السّلام من أن يُقتل، لقد كشفت زينب عليها السّلام للجميع، عن معنى أن تكون ناصر إمام زمانك.

  

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد