صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبدالله طاهر المعيبد
عن الكاتب :
عبدالله طاهر المعيبد، شاعر من مواليد الإحساء في العام 1401 هـ / 1981 م، حاصل على شهادة البكالوريوس في الكيمياء، شارك في العديد من المحافل والمناسبات الدينية والثقافية، صدرت له مجموعة شعرية بعنوان (توقيع شخصي للظلال).

يمٌّ... وألواح ابن موسى

اقتفاء أثر الإمام الرضا (ع) في طريقه من المدينة إلى خراسان

 

لي ألفُ (يمٍ)، و(موسى) الوعدِ لم يعدِ

إذْ سَرَّحَ الحُلْمَ في تابوتِهِ الأبدي

 

سأمنحُ الوقتَ للتحديقِ مشتعلاً

كي أعبرَ النهرَ - يا تاريخُ - بعدَ غدِ

 

ماذا وراءَ الكتاباتِ التي انسرَبَتْ

عبرَ المسافةِ بينَ البرْدِ والبَرَدِ

 

الموقفُ: الحدُّ بينَ الغربتينِ فها

ليلٌ تهامى، وترحالٌ بلا أمدِ

 

وساهرونَ على الأبوابِ أَجَّلَهُمْ

عنْ موعدِ الفجرِ مزمارٌ منَ العُقَدِ

 

أُحصي بقيةَ ما في العمرِ منْ بللٍ

وأتركُ العطشَ المخبوءَ في الزبَدِ

 

وبات يحملني ( ريلُ ) الليالي إلى

تغريبةِ الروحِ  لكن دونما ( حمدِ )

 

و( دعبلٌ ) عادَ بالأشعارِ ملتبساً

حتّى يُسَلِّمَني النجوى يداً بيدِ

 

منذُ اقترحتُ المعاني السمْرَ قافيةً

أتيتُ يتبعني شوقٌ إلى ( البُرَدِ )

 

أحتاجُ في وحشةِ الأيامِ بعضَ مدىً

فيهِ الإمامةُ تُهدي النورَ بالمددِ

 

حيثُ ( الرضا ) فتّشَتْ عن أنسهِ لغتي

من ظلِ ( بدرٍ ) إلى ما شفَّ من ( أحدِ )

 

وكلما خطَّ حرفاً من قداستِهِ

تصوَّفَتْ ( لهجةُ البحرينِ ) في خَلَدي

 

فما لمحتُ نخيلاً ثارَ من ظمأٍ

إلا سكبتُ وصايا الجدِ للولدِ

 

وجئتُ في نيةِ الفلاحِ محتفلاً

بما أراهُ، ولا ألوي على أحدِ

 

وهالني أنَّ في الألواحِ سدرتَهُ

دَنَتْ على هيأةِ الألطافِ والرغَدِ

 

أنا أخو التيهِ تجوالاً، فحَرَّرني

من الشتاتِ الذي يمتدُّ في جسدي

 

تكوثرتْ ( سورةُ الإنسانِ ) في يدِهِ

تلقّفَتْهُ طويلاً ( سورةُ البلدِ )

 

يطوي المسافاتِ مشغولاً بوجهتِهِ

نحوَ اغترابٍ - بحبِ اللهِ - محتشدِ

 

وراحَ يصعدُ بالأورادِ فابتهلتْ

كلُ الحكاياتِ منْ غيٍ إلى رَشَدِ

 

يُفضي إلى جنةِ الفردوسِ محضرُهُ

وقولُهُ مثلُ عطرِ المصطَفَينَ ندي

 

عن ركعةِ الوترِ، عن عرفانِ آيتِهِ

عنِ القنوتِ حديثٌ موثقُ السَنَدِ

 

( حديثُ سلسلةٍ ) أسرَتْ دلالتُهُ

إلى فضاءٍ بسرِ الغيبِ متحدِ

 

كانَ الطريقُ طويلاً كلما وطأَتْ

أقدامُهُ فيهِ، يمحو قصةَ الكمدِ

 

وكانتِ الأرضُ كلُ الأرضِ سادرةً

نحو الضياعِ، لبئرِ الضَوءِ لم تَرِدِ

 

حتى استحالَ فناراً في غياهبِها

وبثَّ فيها تراتيلاً بلا عددِ

 

( ولايةُ العهدِ ) وحيٌ ظلَّ مفترشاً

سماءَهُ حيثُ جلَّى الدورَ بالجلَدِ

 

ويُطعمُ الليلَ من جوعٍ أضرَّ بهِ

ما يرفعُ السِترَ بالإلحاحِ والسّهَدِ

 

تفاحُ رأفتِهِ الأبهى يوزعُهُ

على الأنامِ جَنىً منْ جنةِ الخُلُدِ

 

أفشى إلى الطينِ سراً من حقيقتِهِ

في مسجدٍ بسراجِ الأفقِ متقدِ

 

لهُ مواعيدُ غيماتٍ يشرِّعُها

للمعوزينَ إذا طاشتْ يدُ النكدِ

 

لذاكَ ( مأمونُهم ) أبدى دفائنَهُ

في شكلِ سمٍّ منَ الأحقادِ والحَسَدِ

 

فانساب معنى جديداً ملءَ فطرتِنا

حتى ارتوى بالسنا العرشيِ كلُ صَدي

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد