علمٌ وفكر

معلومات الكاتب :

الاسم :
عدنان الحاجي
عن الكاتب :
من المترجمين المتمرسين بالأحساء بدأ الترجمة عام ٢٠١١، مطّلعٌ على ما ينشر بشكل يومي في الدوريات العلمية ومحاضر المؤتمرات العلمية التي تعقد دوريًّا في غير مكان، وهو يعمل دائمًا على ترجمة المفيد منها.

الفجوة بين عمر الدماغ الزمني والبيولوجي وتأثيرها على التفكير والذاكرة

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

 

الفرق بين عمر الدماغ المتوقع وعمره الزمني الفعلي (الذي يمتد من تاريخ الولادة إلى التاريخ الحاضر والمعروف بالعمر الكرنولوجي)، والذي يُعرف بـ (فجوة عمر الدماغ)، قد يؤثر في العلاقة بين عوامل احتمال الإصابة بالتدهور الإدراكي، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، والأداء الإدراكي للشخص المعروف أيضًا باسم مهارات (القدرة على) التفكير والذاكرة (1)، وفقًا لدراسة نُشرت في 18 يونيو 2025، في مجلة طب الأعصاب (2) Neurology، وهي المجلة الطبية للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب.

 

التقدم في تقنيات التصوير العصبي أدى إلى تطوير أدوات التعلّم الآلي، المدربة على تصوير الدماغ، والتي يمكن أن تساعد في اكتشاف الفروقات حول كيف تشيخ أدمغة الناس (3) والتنبؤ بالعمر البيولوجي للدماغ [والذي يختلف عن عمر الدماغ الزمني) (4).

 

وقالت مؤلفة الدراسة سايما هلال Saima Hilal، دكتوراه في الطب، من الجامعة الوطنية في سنغافورة: "مع تقدمنا في السن، تتغير أدمغتنا، وذلك بتقلص حجم الدماغ وقلة عدد الأوعية الدموية التي تمدّ أنسجة الدماغ بالدم، بالإضافة إلى أن الأمراض تؤدي إلى تفاقم التغييرات التي تطرأ على الدماغ، ما يؤثر بقوة في صحة الدماغ".

 

علامات شيخوخة الدماغ هذه يمكن ملاحظتها في تصاوير الدماغ، ما يساعد على معرفة ما إذا كان دماغ الشخص يبدو أكبر من سنّه الزمني الفعلي. وجدت دراستنا أن وجود عوامل احتمال الإصابة بالتدهور الإدراكي يرتبط بضعف (تدهور) الأداء الإدراكي، حيث يصبح لفجوة عمر الدماغ دور رئيس في هذا الصدد. كان هذا التأثير أكثر بروزًا لدى المصابين بأمراض الأوعية الدموية الدماغية (السكتة الدماغية) (5). شملت الدراسة 1437 شخصًا غير مصابين بالخرف، يبلغ متوسط أعمارهم 66 سنة. من بينهم، 60% منهم غير مصابين بتدهور إدراكي.

 

جُمعت السجلات الطبية للمشاركين وذلك من خلال استبانات ومقابلات ومراجعة أدوية. كما خضعوا لفحوصات بدنية وتحاليل مخبرية وتصوير دماغي. ولقياس عوامل احتمال التدهور (القصور) الإدراكي (6)، حسب الباحثون درجة لكل مشارك بناءً على عوامل احتمال الإصابة بالتدهور الإدراكي التالية: السن، والعرق، ومستوى التعليم، وحالة التدخين السابقة والحالية، ومؤشر كتلة الجسم، وأعراض الاكتئاب، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، وارتفاع الكوليسترول، والسكتة الدماغية. الدرجات العالية تعني ارتفاع في احتمالية الإصابة بقصور إدراكي.

 

وجد الباحثون أن ارتفاع مستوى درجات عوامل احتمال الإصابة بالقصور الإدراكي ارتبط باستمرار بضعف الأداء الإدراكي، وخاصةً في القدرة على تنظيم المعلومات المكانية ذهنيًّا لإنشاء تصميم وسرعة الحركة البصرية تشير السرعة البصرية الحركية إلى القدرة على الاستجابة بسرعة ودقة بالحركات الجسدية للمثيرات البصرية.

 

باستخدام التعلم الآلي، طوّر الباحثون نموذجًا للتنبؤ بعمر الدماغ لمراجعة تصاوير أدمغة المشاركين وتحديد عمر الدماغ البيولوجي المتوقع لكل مشارك. ثم طرح الباحثون العمر الزمني الفعلي للدماغ من العمر المتوقع للدماغ لحساب الفجوة العمرية بين أدمغة المشاركين.

 

وجود فجوة إيجابية في عمر الدماغ [يعني عمر الدماغ البيولوجي أكبر من عمره الزمني الفعلي] تستلزم تسارع شيخوخة الدماغ. كما استخدم الباحثون تصاوير الدماغ للبحث عن علامات أمراض الأوعية الدموية الدماغية، مثل النزيف المجهري (النزيف الخفيف) والاحتشاء الدماغي (8) وهي مناطق من الأنسجة الميتة بسبب نقص إمداد الدم. قارن الباحثون بين من لديهم مستويات عالية ومتدنية من هذه العلامات.

 

وجد الباحثون أن فجوة عمر الدماغ لدى من لديهم مستويات عالية من هذه العلامات في الدماغ أثرت في مدى تأثير عوامل احتمال التدهور الإدراكي في مهارات التفكير والذاكرة، وخاصةً في مجالات مثل الوظائف التنفيذية (عمليات إدراكية تتحكم في السلوك (9) واللغة.

 

وجد الباحثون أن مدى تأثر العلاقة بين عوامل احتمال الضعف الإدراكي وبين مهارات التفكير والذاكرة، بفجوة عمر الدماغ بلغت إجمالاً 20% ، و34% للوظائف التنفيذية، و27% للغة. وصرحت هلال قائلةً: "قد تكون فجوة عمر الدماغ علامة بيولوجية مفيدة في تحديد احتمال التدهور الإدراكي لدى الشخص". وأضافت: "تفيد نتائجنا إلى أن تسارع شيخوخة الدماغ قد يكون عاملاً مهماً يربط عوامل احتمال التدهور الإدراكي بضعف مهارات التفكير والذاكرة لدى كبار السن (متوسط سن 66 سنة) المصابين بأمراض الأوعية الدموية الدماغية".

 

قيود الدراسة هي أنها اقتصرت على سكان جنوب شرق آسيا فقط، لذا قد لا تكون النتائج قابلة للتطبيق بالنسبة لفئات سكانية أخرى. كما لم يتمكن الباحثون من دراسة تأثيرات التمارين الرياضية والغذاء والعلامات الجينية لمرض الزهايمر على بنية الدماغ والإدراك نظرًا لعدم توفر البيانات لجميع المشاركين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1- https://www.medicalnewstoday.com/articles/cognitive-functioning

2- https://www.neurology.org/doi/10.1212/WNL.0000000000213815

3- https://www.publichealth.columbia.edu/news/changes-occur-aging-brain-what-happens-when-we-get-older

4- https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC10803130/

5- http://https://ar.wikipedia.org/wiki/أمراض_دماغية_وعائية

6- https://ar.wikipedia.org/wiki/نقيصة_معرفية

7- https://pmc.ncbi.nlm.nih.gov/articles/PMC10265306/

8- https://ar.wikipedia.org/wiki/احتشاء_الدماغ

9- https://ar.wikipedia.org/wiki/وظائف_تنفيذية

المصدر الرئيس

https://www.aan.com/pressroom/home/pressrelease/5266

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد