مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ شفيق جرادي
عن الكاتب :
خريج حوزة قُمّ المقدّسة وأستاذ بالفلسفة والعلوم العقلية والعرفان في الحوزة العلميّة. - مدير معهد المعارف الحكميّة (للدراسات الدّينيّة والفلسفيّة). - المشرف العام على مجلّة المحجة ومجلة العتبة. - شارك في العديد من المؤتمرات الفكريّة والعلميّة في لبنان والخارج. - بالإضافة إلى اهتمامه بالحوار الإسلامي –المسيحي. - له العديد من المساهمات البحثيّة المكتوبة والدراسات والمقالات في المجلّات الثقافيّة والعلميّة. - له العديد من المؤلّفات: * مقاربات منهجيّة في فلسفة الدين. * رشحات ولائيّة. * الإمام الخميني ونهج الاقتدار. * الشعائر الحسينيّة من المظلوميّة إلى النهوض. * إلهيات المعرفة: القيم التبادلية في معارف الإسلام والمسيحية. * الناحية المقدّسة. * العرفان (ألم استنارة ويقظة موت). * عرش الروح وإنسان الدهر. * مدخل إلى علم الأخلاق. * وعي المقاومة وقيمها. * الإسلام في مواجهة التكفيرية. * ابن الطين ومنافذ المصير. * مقولات في فلسفة الدين على ضوء الهيات المعرفة. * المعاد الجسماني إنسان ما بعد الموت. تُرجمت بعض أعماله إلى اللغة الفرنسيّة والفارسيّة، كما شارك في إعداد كتاب الأونيسكو حول الاحتفالات والأعياد الدينيّة في لبنان.

معاني عاشوراء

الفكرة التي يمكن تناولها تتعلق بثلاثة صور من المعاني:

 

الصورة الأولى: تتعلق الواقعة بنفسها بما هي حدث تاريخي.

وفيها أن هناك مرجعيةً دينية هو الإمام الحسين (ع) عانى الكثير من الظلامات:

أ. انتهاك حق أبيه، وبالتالي تضييع موارد القدرة على استجماع قدرات الأمة حسب شرع الله سبحانه.

ب. شهادة أمه السيدة الزهراء (ع) وهي تشعر بالمظلومية حتى في دفنها الذي تم بطريقة سرية.

ج. الحروب القائمة على المخادعة السياسية التي مورست من قبل النظام الأموي بحق أبيه الإمام علي (ع) "التحكيم" والتي أودت إلى شهادته أمام عينيه. والعهد الكاذب الذي فرضه معاوية على أخيه الإمام الحسن (ع) والذي كان بنتيجته النيل من شخص الإمام الحسن (ع) إذ دُس له السم حتى لفظ كبده أمام ناظري الإمام الحسين (ع). ثم وعوْدًا على بدء بمقتضى المعاهدة أن يكون الإمام الحسين (ع) هو خليفة المسلمين، إلا أن معاوية قبل موته دبَّر الأمور بحيث أن يتحول الحكم إلى إرث عضوض، يحكم فيه يزيد ابنه المقترف لكل الموبقات الدينية والأخلاقية.

د. فرض البيعة عليه رغم كونها غير شرعية؛ لأن الحاكم غير عادل، وغير أخلاقية إذ هي بالفرض والإكراه.

هـ. البدء بالمحاورة ثم الانسحاب من المواجهة العسكرية نحو الحرم الآمن الذي لم يُحترم من قبلهم، ثم الذهاب إلى منطقة هي الكوفة نزولًا عند رغبة أهلها، ثم محاصرته في صحراء كربلاء التي حاور فيها الإمام (ع) أعداءه حتى استجلب أهم رمزٍ في الجيش هو الحر الرياحي، ثم الانقضاض المفاجئ عليه وعلى أتباعه بعد حرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية وهي شرب الماء…

و. المواجهة المشرقة.

 

الصورة الثانية: انعكاسات الواقعة في تجربة حفظ الهوية:

أ. تأكيد الموالاة للخط والإعلان عن كل ما حصل.

ب. استحضار التاريخ عند كل حاضر حتى لا تضيع الذاكرة.

ج. اتباع أساليب من التعبير "المجالس"، "الشعر"، "الخطابة"، "البكاء"، "الزيارة" لتجاوز حالة الولاء الفردي نحو التزام جماعي.

د. تضخيم حالة الانفعال الوجداني كمرحلة أولى تلتها فيما بعد دعوات لحالة تعبيرات حضارية.

ما زالت إلى الآن مورد نقاش على مستوى الجماعات، وإن تجاوزتها بعض الخطوط الشيعية بالتعبير عن عاشوراء كمثال لبناء دولة أو مقاومة أو حركات مجتمعية ترفع شعار الدفاع عن الحقوق الإنسانية.

 

الصورة الثالثة: انعكاسات الواقعة في البناء المعتقدي:

أ. إن الشهادة هي الحصن الأخير لحفظ أصل الدين والربط بين فعل الصبر على البلاء والقيام بواجب حفظ الدين.

ب. إن المظلومية قد تنحدر بالإنسان نحو نحوٍ من المذلّة، وقد ترتقي نحو طلب العزة والكرامة، ونتيجة أي منهما تتوقف على نوعية الخيارات الإرادية للإنسان في صنع حاضره ومستقبله.

ج. قيام فلسفة تاريخية مبنية على أن التدافع والصراع بين الناس يحدَّد طبيعة الموقف من التراث والحاضر والمستقبل، والتاريخ لا ينحكم جبريًّا بمسار محدَّد، بل الإنسان هو الأصل في صنع التاريخ.

د. إن التوحيد لا تنكشف معالمه بمجرد التنظير، بل هو فعل حياة وشهادة.

هـ. إن وحدة النوع الإنساني تُبنى على وحدة الحقوق ووحدة المطالب ووحدة الدم.

و. إن الخلاص البشري يستند إلى فعل التسابق على الخيرات وبذل الذات في سبيل الحق والإنسان، إذ وفق الحديث النبوي "فوق كل ذي بر ٍبر حتى يُقتل المرء في سبيل الله فإذا قُتل فليس فوقه بر".

ز. النظرة إلى الدنيا بحسب فعل الإنسان فهي إما دنيا دنية إذا ركن الإنسان فيها للظلم، وهي دنيا سعادة إذا كان الإنسان فيها حرًّا في خياراته ورسم مصيره، "إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برمًا".

ح. النظرة للموت على أنه مفتاح الدخول إلى حياة خالدة إما بالشقاء وإما بالهناء، والأمر يعود إلى ما كسبت أيدي الناس في دنياهم فالدنيا مزرعة الآخرة.

ط. إن الدين لا يقع في مقابل رفض الدنيا، بل هو من يرسم حدود الدنيا والآخرة.

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد