
رضي العسيف
يعدّ الحلم وضبط النفس من أسمى الصفات التي ترفع قدر الإنسان، وتجعل له مكانة في القلوب قبل العقول. وقد كان أهل بيت النبوة نموذجًا متكاملًا في الأخلاق والصفح والتسامح، حيث جسدوا أروع صور العفو والكرم في مواقفهم اليومية. ومن أبرز هذه المواقف ما رُوي عن الإمام الحسن، الذي أظهر حلمه العظيم في موقف يجسد القيم الإسلامية الحقيقية في التعامل مع الآخرين، حتى مع من أساء إليه.
هكذا هو حليم أهل البيت
روى المبرد وابن عائشة أن رجلًا من أهل الشام رأى الإمام الحسن وهو راكب، فاندفع يسبّه ويلعنه، بينما كان الإمام يستمع إليه بصمت دون أن يرد عليه بكلمة. فلما انتهى الرجل من شتمه، أقبل الإمام نحوه بوجه مبتسم وسلم عليه بلطف، ثم قال:
”أيها الشيخ، أظنك غريبًا، ولعلك أخطأت في ظّنك بنا. فإن كنت تطلب رضا، رضينا عنك، وإن كنت بحاجة، أعطيناك، وإن كنت جائعًا، أشبعناك، وإن كنت عريانًا، كسوناك، وإن كنت محتاجًا، أغنيناك، وإن كنت طريدًا، آويناك، وإن كان لك حاجة، قضيناها لك. وإن شئت، فكن ضيفنا إلى حين رحيلك، فلنا دار واسعة، وجاه عريض، ومال وفير“.
عندما سمع الرجل هذا الرد المليء بالمودة والرحمة، دمعت عيناه تأثرًا، ثم قال: ”أشهد أنك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته. لقد كنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إلي، أما الآن، فأنت أحب الناس إلي!“. ثم تحول من عداء الإمام إلى محبته، وبقي ضيفه حتى وقت رحيله، وأصبح من أتباعه المخلصين. «1»
أهم الدروس
1. الحلم وضبط النفس: يظهر الإمام الحسن أسمى معاني الصبر والحلم، حيث لم يردّ الإساءة بمثلها، بل واجهها بالحلم والإحسان.
2. التعامل بالمعروف يغيّر القلوب: لم يكن تحول الرجل الشامي نتيجة نقاش وجدال، بل كان بفعل الأخلاق الحسنة والكلمة الطيبة.
3. القوة في العفو والكرم: بدلاً من استخدام القوة أو الرد بالمثل، استخدم الإمام سلاح الأخلاق، وهو الأكثر تأثيرًا في النفوس.
4. إصلاح العدو بالحسنى: بدلًا من معاملة المخالف بعداوة، قدم له الإمام نموذجًا يُلزم القلب والعقل بالاعتراف بالحق.
5. الإحسان بلا مقابل: لم يشترط الإمام الحسن على الرجل أي شيء مقابل إحسانه، مما يدل على أن العطاء الصادق لا ينتظر جزاءً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أعلام الهداية. الإمام الحسن المجتبى ص 34 بتصرف
معنى (ودق) في القرآن الكريم
الشيخ حسن المصطفوي
هل قاتلت الملائكة؟
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
فينومينولوجيا الغيب، بَداؤها عينُ خفائِها (2)
محمود حيدر
مناجاة الذاكرين (7): أستغفرك من كلّ لذّة بغير ذكرك
الشيخ محمد مصباح يزدي
ما الذي يهمّ أنت أم أنا؟ يتذكر الأطفال ما هو مهم للآخرين
عدنان الحاجي
بين الأمل والاسترسال به (1)
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ..} لا تدلُّ على تزكية أحد (2)
الشيخ محمد صنقور
العزة والذلة في القرآن الكريم
الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
ماذا نعرف عن القدرات العظيمة للّغة العربية؟
السيد عباس نور الدين
لا تبذل المجهود!
عبدالعزيز آل زايد
الإمام الهادي: غربة على شفير السّمّ
حسين حسن آل جامع
سيّد النّدى والشّعر
حبيب المعاتيق
أيقونة في ذرى العرش
فريد عبد الله النمر
سأحمل للإنسان لهفته
عبدالله طاهر المعيبد
خارطةُ الحَنين
ناجي حرابة
هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال
أحمد الرويعي
وقف الزّمان
حسين آل سهوان
سجود القيد في محراب العشق
أسمهان آل تراب
رَجْعٌ على جدار القصر
أحمد الماجد
خذني
علي النمر
معنى (ودق) في القرآن الكريم
هل قاتلت الملائكة؟
أهمّ عشرة اكتشافات علمية في الفيزياء لعام 2025
تزكية النّفس أوليّة مقدّمة على كلّ شيء
فينومينولوجيا الغيب، بَداؤها عينُ خفائِها (2)
مناجاة الذاكرين (7): أستغفرك من كلّ لذّة بغير ذكرك
سياسة المتوكل مع الإمام الهادي (ع) (2)
الإمام الهادي: غربة على شفير السّمّ
معنى (سبل) في القرآن الكريم
فينومينولوجيا الغيب، بَداؤها عينُ خفائِها (1)