صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ علي رضا بناهيان
عن الكاتب :
ولد في عام 1965م. في مدينة طهران وكان والده من العلماء والمبلغين الناجحين في طهران. بدأ بدراسة الدروس الحوزوية منذ السنة الدراسية الأولى من مرحلة المتوسطة (1977م.) ثم استمرّ بالدراسة في الحوزة العلمية في قم المقدسة في عام 1983م. وبعد إكمال دروس السطح، حضر لمدّة إثنتي عشرة سنة في دروس بحث الخارج لآيات الله العظام وحيد الخراساني وجوادي آملي والسيد محمد كاظم الحائري وكذلك سماحة السيد القائد الإمام الخامنئي. يمارس التبليغ والتدريس في الحوزة والجامعة وكذلك التحقيق والتأليف في العلوم الإسلامية.

أيّها الماء، لماذا تحرق؟!

ماذا صنعت بقلبي حتّى وكأنّه يلتهب نارًا كلّما

ذكر اسمك؟

أوتكون خلقت لتحرق؟

هل مهمّتك هي إحراق القلوب؟

أظنّ أنّ فلسفة خلقتك لم تكن هذه، أليس كذلك؟

ارجع مرّة أخرى إلى بداية خلقتك

واسلك الطّريق ثانية

لعلّك قد سلكت طريق الخلقة

بصورة خاطئة!

ما أعرفه هو أنّه مهما كان الغرض من خلقتك

فإنّه لم يكن بعث الـــ "آه" من أعماق الصّدور!

لماذا كلّما ذكر اسمك

تذكّر الإنسان العطش عوضًا عن الارتواء؟

أيّها الماء

كان يفترض أن تبرّد القلوب المتلوّعة

لكن لماذا لم تجفّ

حين لم تصبح من نصيب "السّقّاء"؟!

إنّ لي عتبًا عليك

لماذا لم تستقرّ في القربة، وحعلت السّقّاء يذوب خجلًا؟!

إنّي حنق عليك

ألم يكن باستطاعتك أن تغيّر مجراك من الفرات نحو المخيّم؟!

لماذا لم تفعل ذلك؟!

أرجاء الكون ارتجّت

من سماع صراخ رضيع

وسط المهد

والملائكة شاهدت اضطراب أمّه

ألم تسمع أنت صراخه؟!

إن كنت سمعت

فكيف واصلت طريقك بكلّ هدوء؟!

لقد فعلت يا ماء فعلة

لم تعد بعدها تُشرَب لتبرّد الغليل

صرنا نشربك فتستعر فينا النّيران

ومهما كنت أبرد

كانت النّار التي تضرمها أشدّ حرارة!

والآن أمسيت أقصر مرثاة من مراثي كربلاء:

ماء.. ماء.. ماء..

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد