
السيد علي عباس الموسوي
عندما نتحدّث عن الإسلام، فإنّنا لا نتحدث عن دين كسائر الأديان السماوية، لأننا نعتقد أنّه الدين التام والكامل، الذي يشكِّل خاتمة الأديان المنزَلة من ربِّ العالمين عن طريق الوحي الإلهي، وبهذا ففي الإسلام منظومة متكاملة ترتبط بالاعتقاد وبالسلوك، وتضمن حياة سعيدة للإنسانية إلى يوم القيامة.
تبرز في الإسلام عناصر عديدة من القوة، لا بد وأن نسعى كعاملين في مجال الدعوة لهذا الدين إلى إبراز عناصر القوة هذه، ومرادنا منها تلك العناصر التي تملك قابلية القبول والجذب لدى الآخر المختلف وقد بذل أعلام الإسلام جهوداً متتالية ومضنية في إبراز عناصر القوّة هذه وتقديمها بصورتها المشرقة.
والمراد بعناصر القوة تلك الأفكار والآراء التي يطرحها الإسلام في سبيل بناء الإنسان وهي رسالته الأولى ومقصده الأساس.
من أهم هذه العناصر الحرية التي تنادي بها الإنسانية مذ وجدت إلى اليوم، والتي حملها الغرب شعاراً واعتبره أساساً في نجاح نهضته، والذي نادى به نبي الاسلام منذ بزغ فجر دعوته، وبذلك خاطب الله عز وجل نبيه المبعوث رحمة للعالمين: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}١.
وتجلّت الحرية بمظاهرها الجلية في مفردات عديدة في المدينة النبوية والدولة الإسلامية الأولى، فالعهود والمواثيق التي أقامها النبي مع الآخر المختلف في محيط المدينة تشهد على مساحة الحرية الممنوحة لغير المسلم في الدولة الإسلامية.
وكذلك الحرية التي منحها للفرد المسلم، والتي تتجلى في تعامل النبي(ص) مع المسلمين ومشاركتهم في المشورة في الأمر.
كما لا شك في أنّ العنصر الذاتي الذي جعله الله عز وجل للإنسان المسلم في حرية تقرير مصيره الأخروي والمرتبط بما يختاره في هذه الدنيا وعدم تحميل أحد تبعة فعل غيره في الميزان الأخروي: {مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُول}٢، يشكل أبرز مظاهر الحرية الممنوحة للإنسان.
فقيمة العمل في الميزان الأخروي هو بصدوره عن الإنسان عن إرادة واختيار تامّين. وكلُّ عمل يقع في دائره الاضطرار والإكراه والإجبار خيراً كان أو شراً لا يملك مؤهلات الحساب والمداقة ليشكل إضافة في صحيفة الانسان.
نعم، فهم حدود هذه الحرية ونطاقها مرتبط بفهم حقيقة الإنسان والنظرة إليه. وبهذا تختلف نظرة الإسلام عن نظرة الغرب، فالإسلام يرى أنّ هذه الحرية هي في ظل العبودية التامّة لله عز وجل الذي خلق الإنسان وبيده أمره، والغرب ينظر إلى الحرية على أنّها مطلقة لأنّه يُبنى على العلمانيّة التي تنكر وجود الإله، أو الخضوع له في نظم الحياة الإنسانيّة.
لقد تحوّل عنصر القوّة هذا إلى أداة استخدمها الغرب في مواجهة الإسلام، فحوّل عنصر القوة هذا إلى أداة في حربه التي يقوم بها ضد الإسلام. ومن هنا كان لا بد من بذل جهد مضاعف في استعادة عنصر القوّة هذا وسحبه كسلاح من يد الغرب، وهذا لا يكون إلا بتقديم مفهوم الحرية الإسلامي أصيلاً من الشوائب التي علقت بها من خلال التجربة الإسلامية المديدة التي لم تكن خالصةً تماماً، فأعانت على إضعاف عناصر القوّة في الإسلام ومنها عنصر الحرية.
١- سورة يونس:٩٩.
٢- سورة الإسراء: ١٥.
                    
                        حقّانية المثنّى كمبدأ أنطولوجي (5)                    
                    
                        محمود حيدر
                    
                        كيف ننمّي الذكاء الاجتماعي في أولادنا؟                    
                    
                        السيد عباس نور الدين
                    
                        الذنوب التي تهتك العصم                    
                    
                        السيد عبد الأعلى السبزواري
                    
                        كلام في الإيمان                    
                    
                        السيد محمد حسين الطبطبائي
                    
                        شكل القرآن الكريم (1)                    
                    
                        الدكتور محمد حسين علي الصغير
                    
                        الإسلام أوّلاً                    
                    
                        الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
                    
                        لا تجعل في قلبك غلّاً (2)                    
                    
                        السيد عبد الحسين دستغيب
                    
                        معنى (لمز) في القرآن الكريم                    
                    
                        الشيخ حسن المصطفوي
                    
                        التحسس الغلوتيني اللابطني لا علاقة له بمادة الغلوتين بل بالعامل النفسي                    
                    
                        عدنان الحاجي
                    
                        {وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا}                    
                    
                        الشيخ مرتضى الباشا
                    
                        اطمئنان                    
                    
                        حبيب المعاتيق
                    
                        الحوراء زينب: قبلة أرواح المشتاقين                    
                    
                        حسين حسن آل جامع
                    
                        أيقونة في ذرى العرش                    
                    
                        فريد عبد الله النمر
                    
                        سأحمل للإنسان لهفته                    
                    
                        عبدالله طاهر المعيبد
                    
                        خارطةُ الحَنين                    
                    
                        ناجي حرابة
                    
                        هدهدة الأمّ في أذن الزّلزال                    
                    
                        أحمد الرويعي
                    
                        وقف الزّمان                    
                    
                        حسين آل سهوان
                    
                        سجود القيد في محراب العشق                    
                    
                        أسمهان آل تراب
                    
                        رَجْعٌ على جدار القصر                    
                    
                        أحمد الماجد
                    
                        خذني                    
                    
                        علي النمر
                    
                        حقّانية المثنّى كمبدأ أنطولوجي (5)
                    
                        كيف ننمّي الذكاء الاجتماعي في أولادنا؟
                    
                        (قضايا مأتميّة) الكتاب الإلكترونيّ الأوّل للشّاعر والرّادود عبدالشهيد الثور
                    
                        مركز (سنا) للإرشاد الأسريّ مشاركًا خارج أسوار برّ سنابس
                    
                        شروق الخميس وحديث حول الأزمات النّفسيّة وتأثيرها وعلاجها
                    
                        نشاط غير عادي في أمعائنا ربما ساعد أدمغتنا أن تنمو أكبر
                    
                        الذنوب التي تهتك العصم
                    
                        (ما بين العواصف والرّمال) إصدار تأمّليّ لحسن الرّميح
                    
                        كلام في الإيمان
                    
                        شكل القرآن الكريم (1)