من التاريخ

معلومات الكاتب :

الاسم :
الدكتور محمد حسين علي الصغير
عن الكاتب :
عالم عراقيّ وشاعر وأديب، ولد في مدينة النجف الأشرف عام 1940 م، حوزويّ وأكاديميّ، حصل على الدكتوراه في الآداب بدرجة الامتياز عام 1979 م، وعلى درجة الأستاذية عام 1988 م، وعلى مرتبة الأستاذ المتمرس عام 1993 م، ومرتبة الأستاذ المتمرس الأول عام 2001 م. له العديد من المؤلفات منها: موسوعة الدراسات القرآنية، موسوعة أهل البيت الحضارية، ديوان أهل البيت عليهم السلام، التفسير المنهجي للقرآن العظيم. توفي الله في 9 يناير عام 2023 بعد صراع طويل مع المرض.

الإمام الكاظم (ع) في مملكة هارون الرشيد (2)

كان الإمام طيلة أيام الرشيد شديد الحذر، وكانت الرقابة الصارمة من حوله تقضي بابتعاده عن أوليائه وأصحابه، حتى أن تلامذته ورواة حديثه حينما يروون أحاديثه وأفكاره، قد يتجنبون التصريح باسمه الشريف، فيقول أحدهم: حدثني الرجل، وكتبت إلى الرجل، وأجاب الرجل، وقد يذكر بكناه فيقال: قال أبو الحسن، وتحدث أبو إبراهيم، وقد يعبر عنه بما اشتهر من ألقابه عند خاصته، فيقال: سمعت العبد الصالح، وقال السيد، وتحدث العالم، وروى الكاظم، وأمثال هذا، ويدل بوضوح على مدى الرصد الذي يعاني منه الإمام وشيعته، ولعل ذلك كان بوصية منه (عليه‌ السلام) حفظًا لأوليائه من الخطر وتجنبًا لمواطن التهم باستعمال الرموز الدالة عليه دون التصريح بالاسم الرفيع درءا لمكائد هؤلاء الطغاة.

 

وكان الطالبيون قد استتروا عن الرشيد حذر القتل وغياهب السجون، وذلك عقب العنف الثوري الذي صارع الحكم، وكانت ردة فعل الرشيد قاسية في إجراءات نفذت فيها الأحكام العرفية بأبشع صورها، وكنموذج عليها ما رواه عبيدالله البزاز النيسابوري، قال: «كان بيني وبين حميد بن قحطبة الطائي الطوسي معاملة، فرحلت إليه في بعض الأيام، فبلغه خبر قدومي فاستحضرني للوقت... وذلك في شهر رمضان وقت صلاة الظهر، فلما دخلت عليه... أحضرت المائدة، وذهب عني أني صائم وأني في شهر رمضان، ثم ذكرت فأمسكت، فقال لي حميد: ما لك لا تأكل؟ فقلت: أيها الأمير هذا شهر رمضان ولست بمريض، ولا بي علة توجب الإفطار، ولعل الأمير له عذر في ذلك... فقال: ما بي علة توجب الإفطار، وإني لصحيح البدن ثم دمعت عيناه وبكى!!

 

فقلت له: ما يبكيك أيها الأمير؟ فقال: «أنفذ إلي هارون الرشيد... أن خذ هذا السيف وامتثل ما يأمرك به الخادم!! فتناول الخادم السيف وناولنيه، وجاء بي إلى بيت بابه مغلق ففتحه، فاذا فيه بئر في وسطه وثلاثة بيوت أبوابها مغلقة، ففتح باب بيت منها، فإذا فيه عشرون عليهم الشعور والذوائب، شيوخ وكهول وشبان مقيدون. فقال لي: إن أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء، وكانوا كلهم من العلوية من ولد علي وفاطمة، فجعل يخرج إلي واحدًا بعد واحد، فأضرب عنقه حتى أتيت على آخرهم، ثم رمى أجسادهم ورؤوسهم في تلك البئر. ثم فتح باب بيت آخر، فإذا فيه عشرون نفسًا من العلوية من ولد علي وفاطمة مقيدون. فقال لي: إن أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء، فجعل يخرج إلي واحدًا بعد واحد، فأضرب عنقه، ويرمى به في تلك البئر حتى أتيت على آخرهم. ثم فتح باب البيت الثالث، فإذا به مثلهم عشرون نفسًا من ولد علي وفاطمة مقيدون عليهم الشعور والذوائب.

 

فقال لي: إن أميرالمؤمنين يأمرك أن تقتل هؤلاء أيضًا، فجعل يخرج إلي واحدًا بعد واحد فأضرب عنقه، فيرمى به في تلك البئر، حتى أتيت على تسعة عشر نفسًا منهم، وبقي شيخ منهم عليه شعر، فقال لي: تبًّا لك يا مشوم!! أي عذر لك يوم القيامة إذا قدمت على جدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد قتلت من أولاده ستين نفسًا قد ولدهم علي وفاطمة؟؟

 

فارتعشت يدي وارتعدت فرائصي، فنظر إلي الخادم مغضبًا وزبرني، فأتيت على ذلك الشيخ أيضًا فقتلته، ورمي به في تلك البئر. فإذا كان فعلي هذا، وقد قتلت ستين نفسًا من ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فما ينفعني صومي وصلاتي، وأنا لا أشك أني مخلد في النار» (1).

 

إن أمثال هذه المظالم الكبرى هي التي استنّت للطغاة والجبابرة اللاحقين حتى القرن الحادي والعشرين أساليب البطش والفتك ومعالم الإرهاب الدموي والقتل الجماعي، فإذا كان من يسمى بأمير المؤمنين!! هذا صنعه ووكده، فما بال هؤلاء الطواغيت الصغار، وهم لا يوصفون بأكثر من كونهم حكامًا دكتاتوريين ليس غير، على أن بعضهم قد زاد على الرشيد أضعافًا مضاعفة بوسيلة وأخرى حماية للحكم الهزيل.

 

أما تعقب هارون الرشيد للإمام موسى بن جعفر (عليه ‌السلام) فهو من أبشع مظاهر الإجرام في تأريخ الإنسانية نظرًا لمكانة الإمام الدينية والقيادية واتصاله برسول الله (صلى الله عليه وآله) نسبًا وسببًا، وكونه الرافد الذي لا ينضب لموارد الشريعة الغراء.

 

لقد عزل الرشيد الإمام عن شيعته، ومنعه من ممارسة طقوسه الإيجابية، ورصد عليه حياته وأنفاسه، واستطال عليه بالسلطان، وغيّبه في ظلمات السجون، والإمام صامد صابر، والرشيد يتحين به الفرص، ويسد عليه المنافذ والمسالك، في معاناة رهيبة عبر عنها الإمام في رسالة بليغة للرشيد قال فيها: «إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نفضي جميعًا إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون» (2).

 

ولم يكن هذا جزعًا من الإمام، ولكنه احتجاج صارخ عن مدى ظلامته، وتعبير ناطق عما يقاسيه دون جريرة، إلا تلك المنزلة العليا التي ينعم بها في نفوس الأبرار، وإلا فالمعروف عن الإمام أنه كان يردد في سجنه العبارة الآتية: «اللهم إنك لتعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك، اللهم؛ وقد فعلت؛ فلك الحمد» (3).

 

إن تعرض الإمام موسى بن جعفر (عليه ‌السلام) للأزمات الخانقة، ومظاهر الإرهاب السياسي، وحياة السجون المريرة من قبل الرشيد، كفيل وحده أن يخرج الرشيد من منصب الخلافة المدعاة التي لم يمثل منها جزءًا ضئيلًا من الشرعية على الإطلاق، ولم تكن تصلح له الولاية العامة على المسلمين بحال من الأحوال، لأن ما حكم به عبارة عن أحكام عرفية طائشة صححها له فقهاء البلاط العباسي، وحياة فاجرة داعرة غض عنها الطرف القضاة والمعدلون، وموائد خمور وملاه وسهر ليال أحياها له المغنون المخنثون، وكل أولئك مشاهد حمراء أباحها حكم السيف القاطع والجور المستديم، وكان النظام مفقودًا وحياة العيارين والشطار عامرة، وإن ضبطوا السيطرة على الرقاب بالقسر والإكراه.

 

وفوق هذا كله فطالما روع الحكم الآمنين، وطالما سفكت الدماء المحرمة بغير الحق، وكان الاستهتار بالقيم والتجاوز على المبادئ المقدسة أمرًا متعارفًا حتى عاد المعروف منكرًا والمنكر معروفًا!! كيف لا.. وقصور الخلفاء تعج بالفسق ومعاقرة الخمرة، والبغاء العلني والسري يستشري ولا مانع ولا رادع ولا وازع، وقد تقدم فيها سبق نهب الأموال واغتصاب الثروات والتلاعب بمقدرات الأمة، بلى كانت هناك شعارات يتشدق بها الحاكمون مجاراة للناس من جهة، وتثبيتًا لدعائم الحكم من جهة أخرى، وهدف ذلك واضح للناقد البصير، وهو يتمثل بإضفاء شي‌ء من الشرعية جزافًا على ذلك الكيان المدعي، وما عدا هذا الملحظ على ضآلته، فإننا لا نرى صيغة حقيقية لادعاء الولاية في الدين لأولئك الذين لا يمثلون الدين لا من قريب ولا من بعيد في نظامهم السياسي القائم على الانحلال الخلقي والتخلي عن القيم الإسلامية على كل الأصعدة.

 

يقول الأستاذ محمد حسن آل ‌ياسين: «وكذلك اتضحت بما لا مجال فيه بشك أو تردد أيضًا حقيقة أولئك المدعين للولاية الشرعية، فراغًا من مواصفات التأهيل، وخلوًا مما يجب أن يكونوا عليه من كفايات الاستحقاق. فلم يكن لديهم فقه بالشريعة وأحكامها، ولا علم بمعاني القرآن والحديث، ولا ورع يردعهم عن محارم الله، ولا التزام يصدهم عن متابعة الهوى وإطاعة شهوات النفس الأمارة بالسوء» (4).

 

وهنا تتجلي الفروق المميزة بين هذا الفراغ العقائدي الهائل، وبين تلك القدرات العلمية الرائدة، وظواهر الإنابة والخشوع عند الإمام موسى بن جعفر (عليه ‌السلام) بما يحقق ولايته الشرعية دون أولئك المتلاعبين بمثل القرآن، وقيم الإسلام، ورسالة السماء.

 

ولم يكن الرشيد نفسه ليجهل هذه الحقيقة الصارخة وإن تجاهلها، ولم يكن له أن يجحدها وإن ألقى بستار كثيف على نصاعتها، فالملك عقيم كما يقول الرشيد، ولا أدل على ذلك من اعترافه وإقراره لولده المأمون بالمنزلة العليا للإمام، وأنه حجة الله على خلقه، وخليفته الشرعي على عباده!!

 

فقد حدث المأمون أن الرشيد هو الذي علمه التشيع!! وذلك أن الرشيد جلس لاستقبال الناس، ومنع أن يدخل عليه أحد إلا انتسب، فدخل الفضل بن الربيع عليه وقال: على الباب رجل زعم أنه موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي‌ طالب (عليه‌ السلام).

 

فقال له الرشيد: ائذن له، ولا ينزل إلا على بساطي... هذا والأمين والمأمون والمؤتمن والقواد شهود... فاستقبله الرشيد، وقبّل وجهه وعينيه، وأخذ بيده حتى صيره في صدر المجلس، وأجلسه معه فيه، وجعل يحدثه، ويقبل بوجهه عليه، ويسأله عن أحواله... «وبعد استقصاء السؤال» قال الإمام موجهًا وناصحًا للرشيد: «إن الله قد فرض على ولاة عهده أن ينعشوا فقراء هذه الأمة، ويقضوا عن الغارمين، ويؤدوا عن المثقل، ويكسوا العاري، ويحسنوا إلى العاني، وأنت أولى من يفعل ذلك». فقال الرشيد: أفعل يا أبا الحسن. ثم قام الإمام، فقام الرشيد لقيامه، وقبّل عينيه ووجهه، ثم أقبل علي وعلى الأمين والمؤتمن، فقال... بين يدي عمكم وسيدكم، خذوا بركابه، وسووا عليه ثيابه، وشيعوه إلى منزله، فأقبل أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهما ‌السلام) سرًّا بيني وبينه فبشرني بالخلافة، وقال لي: إذا ملكت هذا الأمر فأحسن إلى ولدي، ثم انصرفنا.

 

يقول المأمون: وكنت أجرأ ولد أبي عليه، فلما خلا المجلس؛ قلت: يا أمير المؤمنين؛ من هذا الرجل الذي قد عظمته وأجللته؟ وقمت من مجلسك إليه فاستقبلته؟ وأقعدته في صدر المجلس، وجلست دونه، ثم أمرتنا بأخذ الركاب له؟ قال: هذا إمام الناس، وحجة الله على خلقه، وخليفته على عباده. فقلت: يا أمير المؤمنين؛ أوليست هذه الصفات كلها لك وفيك؟ فقال: أنا إمام الجماعة في الظاهر بالغلبة والقهر، وموسى بن جعفر إمام حق، والله يا بني إنه لأحق بمقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) مني، ومن الخلق جميعًا، ووالله لو نازعتني هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك، فإن الملك عقيم» (5).

 

ومع معرفة الرشيد بهذا المقام الأسمى للإمام، فإن إصبع الاتهام يومئ به للإمام، مما يعتبره الرشيد منافسة في سلطان، وهو مما يلفق ويكذب به على الإمام، فقد حدث الإمام نفسه قائلاً: «لما أمر هارون الرشيد بحملي، دخلت عليه فسلمت فلم يرد علي السلام، ورأيته مغضبًا، فرمى إلي بطومار، فقال: اقرأه. فإذا فيه كلام، قد علم الله عز وجل براءتي منه، وفيه أن موسى بن جعفر يجبي إليه خراج الآفاق من غلاة الشيعة ممن يقول بإمامته، يدينون الله بذلك، ويزعمون أنه فرض عليهم، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ويزعمون أنه من لم يذهب إليه بالعشر، ولم يصل بإمامتهم، ولم يحج بإذنهم، ويجاهد بأمرهم، ويحمل الغنيمة إليهم، ويفضل الأئمة على جميع الخلق، ويفرض طاعتهم مثل طاعة الله ورسوله، فهو كافر حلال ماله ودمه... والكتاب طويل، وأنا قائم أقرأ وهو ساكت، فرفع رأسه وقال:

 

اكتفيت بما قرأت، فكلم بحجتك بما قرأته. قلت... والذي بعث محمدًا (صلى الله عليه وآله) بالنبوة ما حملإالي أحد درهما ولا دينارًا من طريق الخراج، لكنّا معاشر آل أبي ‌طالب نقبل الهدية التي أحلها الله عز وجل لنبيه (صلى الله عليه وآله) في قوله: «لو أهدي لي كراع لقبلت، ولو دعيت إلى ذراع لأجبت» وقد علم أمير المؤمنين ضيق ما نحن فيه، وكثرة عدونا، وما منعنا السلف من الخمس الذي نطق لنا به الكتاب، فضاق بنا الأمر، وحرمت علينا الصدقة، وعوضنا الله عز وجل الخمس، واضطررنا إلى قبول الهدية، وكل ذلك مما علمه أمير المؤمنين...» (6).

 

ولم يكتف الرشيد بهذا، وإنما استدعى الإمام تارة أخرى، وأدخل عليه، فقال له الرشيد: يا موسى بن جعفر، خليفتين يجبى لهما الخراج؟ قال الإمام: أعيذك بالله أن تبوء بإثمي وإثمك، وتقبل الباطل من أعدائنا علينا، فقد علمت أنه قد كذب علينا منذ قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما علم ذلك عندك... (7).

 

ومع براءة الإمام مما نسب إليه، فهو يجتمع به، ويتظاهر ببره، ويسأله عن مدى حاجته، ثم يبعث إليه بصرة فيها مائتا دينار، فيعترض عليه المأمون، فيقول له: اسكت لا أم لك، فإني لو أعطيته هذا ما ضمنته له، ما كنت آمنه (8).

 

وتارة أخرى يعلل الرشيد منعه العطاء للإمام بقوله: «ما كنت آمنه أن يضرب وجهي غدًا بمائة ألف سيف من شيعته ومواليه، وفقر هذا وأهل بيته أسلم لي ولكم من بسط أيديهم وأعينهم» (9).

 

ومنع أهل البيت الحق الطبيعي من بيت المال أسوة ببقية المسلمين على الأقل كان من الأهداف المركزية للبلاط العباسي، بل كان من أهدافه أيضًا منع أوليائهم وأصحابهم ومن يمت إليهم بصلة من أي نوع من العطاء، وإذا كان هذا صنيعهم مع شيعتهم، فما بالك بهم؟ وليت الرشيد اكتفى بما صنعه مع الإمام من الاستدعاء والاستنطاق الذي لا مبرر له، ولكنه أغرى به الفجرة من أولياء بني العباس، وجلاوزة النظام الحاكم.

 

ذكر السيد المرتضي علم الهدى (ت 436 ه): «أنه حضر بباب الرشيد نفيع الأنصاري، وحضر الإمام موسى بن جعفر (عليه‌ السلام) على حمار له، فتلقاه الحاجب بالإكرام، وعجل له بالإذن. فسأل نفيع عبدالعزيز بن عمرو من هذا الشيخ؟ قال: شيخ آل أبي‌ طالب، شيخ آل محمد، هذا موسى بن جعفر. قال: ما رأيت أعجز من هؤلاء القوم يفعلون هذا برجل يقدر أن يزيلهم عن السرير، أما إن خرج لأسوءنه، قال له عبدالعزيز: لا تفعل فإن هؤلاء أهل بيت ما تعرض لهم أحد بالخطاب إلا وسموه في الجواب سمة يبقي عارها مدى الدهر.

 

وخرج الامام، وأخذ نفيع بلجام حماره وقال: من أنت يا هذا؟ فقال الإمام، يا هذا إن كنت تريد النسب؟ أنا ابن محمد حبيب الله، ابن إسماعيل ذبيح الله، ابن إبراهيم خليل الله. وإن كنت تريد البلد؟ فهو الذي فرض الله على المسلمين وعليك ـ ان كنت منهم ـ الحج اليه. وإن كنت تريد المفاخرة؟ فوالله ما (رضي) مشركو قومي مسلمي قومك أكفاء، حتى قالوا: يا محمد أخرج الينا أكفاءنا من قريش.

 

وإن كنت تريد الصيت والاسم؟ فنحن الذين أمر الله بالصلاة علينا في الصلوات المفروضة تقول: «اللهم صل على محمد وآل محمد» فنحن آل محمد، خلّ الحمار، فخلى عنه ويده ترعد، وانصرف مخزيًا، فقال له عبدالعزيز: ألم أقل لك؟» (10).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الصدوق/عيون أخبار الرضا 1/108، البحار 48/176 ـ 178.

(2)الخطيب البغدادي/تأريخ بغداد 13/32، ابن‌الأثير/الكامل 5/108، ابن ‌الصباغ/الفصول المهمة/223، المجلسي/البحار 48/148.

(3) الشيخ المفيد/الإرشاد/337.

(4) محمد حسن آل ‌ياسين/الإمام موسى بن جعفر/54.

(5) المجلسي/بحار الأنوار 48/129 ـ 131 باختصار.

(6) المجلسي/بحار الأنوار 48/121 ـ 122 وانظر مصدره.

(7) المصدر نفسه 48/125 وانظر مصدره.

(8) المصدر نفسه 48/131 وانظر مصدره.

(9) المجلسي/بحار الأنوار: 48/132.

(10) المرتضي/الأمالي 1/275، ابن شهر آشوب/المناقب 3/431، المجلسي/بحار الأنوار 48/143 ـ 144.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد