أي فامنعوهم عن المسجد الحرام، قيل المراد به منعهم من دخول الحرم، عن عطا قال والحرم كله مسجد وقبلة، والعام الذي أشار إليه هو سنة تسع الذي نادى فيه علي عليه السلام بالبراءة، وقال لا يحجن بعد هذا العام مشرك، وقيل المراد به منعهم من دخول المسجد الحرام على طريق الولاية للموسم والعمرة، وقيل منعوا من الدخول أصلاً في المسجد
في الدر المنثور، أخرج أبو نعيم في الدلائل عن عقيل بن أبي طالب: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أتاه الستة النفر من الأنصار جلس إليهم عند جمرة العقبة فدعاهم إلى الله وإلى عبادته والمؤازرة على دينه فسألوه أن يعرض عليهم ما أوحي إليه فقرأ من سورة إبراهيم: وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنًا - واجنبني وبني أن نعبد الأصنام.. إلى آخر السورة فرق القوم وأخبتوا حين سمعوا منه ما سمعوا وأجابوه.
ثم أمره أن يخرج إسماعيل وأمه عنها، فقال أي رب إلى أي مكان، قال إلى حرمي وأمني وأول بقعة خلقتها من أرضي وهي مكة، وأنزل عليه جبرائيل بالبراق فحمل هاجر وإسماعيل وإبراهيم، فكان إبراهيم لا يمر بموضع حسن فيه شجر ونخل وزرع إلا قال يا جبرائيل إلى هاهنا إلى هاهنا فيقول جبرائيل لا امض لا امض حتى وافى مكة فوضعه في موضع البيت وقد كان إبراهيم عاهد سارة أن لا ينزل حتى يرجع إليها.
وأما الثاني فلأن هضم النفس إنما يستقيم في غير الضروريات وأما الأمور الضرورية فلا معنى لقول القائل: لست إنسانًا وهو يريد نفي الماهية هضمًا لنفسه، اللهم إلا أن يريد نفي الكمال، وكذا القول في إظهار الحاجة وهم لا يرون في الأمور الضرورية المحتومة كالعصمة في الأنبياء حاجة.
فإن الصحيح أن إبراهيم وإسماعيل كانا يبنيان الكعبة جميعًا، وقيل كان إبراهيم يبني وإسماعيل يناوله الحجر فوصفا بأنهما رفعا البيت، عن ابن عباس وفي قوله ﴿رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا﴾ دليل على أنهما بنيا الكعبة مسجدًا لا مسكنا لأنهما التمسا الثواب عليه والثواب إنما يطلب على الطاعة ومعنى ﴿تَقَبَّلْ مِنَّا﴾ أثبنا على عمله وهو مشبه بقبول الهدية، فإن الملك إذا قبل الهدية من إنسان أثابه على ذلك
وثانيًا: أن من الممكن أن يستفاد من قوله عليه السلام فيمن تبعه: إنه مني وسكوته فيمن عصاه بعد ما كان دعاؤه في نفسه وبنيه أن ذلك تبن منه لكل من تبعه وإلحاق له بنفسه، ونفي لكل من عصاه عن نفسه وإن كان من بنيه بالولادة، أو إلحاق لتابعيه بنفسه مع السكوت عن غيرهم بناء على عدم صراحة السكوت في النفي.
فنزل جبرائيل عليه السلام فقال: يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول اتل عليهم ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ﴾ الآيات فقال العباس إنا قد رضينا ثلاث مرات، وفي تفسير أبي حمزة أن العباس لما أسر يوم بدر أقبل عليه أناس من المهاجرين والأنصار فعيروه بالكفر وقطيعة الرحم فقال: ما لكم تذكرون مساوئنا وتكتمون محاسننا، قالوا وهل لكم من محاسن، قال نعم والله لنعمر المسجد الحرام ونحجب الكعبة ونسقي الحاج ونفك العاني فأنزل الله تعالى ﴿مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ﴾
وعلى هذا يكون هذا الدعاء المحكي عن إبراهيم عليه السلام في هذه الآيات آخر ما أورده الله تعالى في كتابه من كلام إبراهيم عليه السلام ودعائه، وقد دعا به بعدما أسكن إسماعيل وأمه بها وجاورتهما قبيلة جرهم وبنى البيت الحرام وبنيت بلدة مكة بأيدي القاطنين هناك كما تدل عليه فقرات الآيات.
هذه الرواية لم تَردْ من طرقنا ولكنَّها مناسبةٌ لظاهر الآية المباركة فإنَّ الاتِّهام بالقتل بغير وجه حقٍّ لرجلٍ صالح فضلاً عن نبيٍّ من أنبياء الله هو من أعظم الأذى وأشدِّه على النفس خصوصاً إذا صدر ممَّن يُنتظر منهم الإيمان المطلق بمَن اتَّهموه لكثرة ما وقفوا عليه من الآيات والبيِّنات الكاشفة عن عظيم شأنه عند الله تعالى والكاشفة في ذات الوقت عن كمال صفاته وكريم أخلاقه وحميد سجاياه
يظهر من الآية المباركة أنَّ ثمة جماعةً من المسلمين كانوا يُؤذون النبيَّ الكريم (ص) فخاطبتهم هذه الآية بالنهي عن إيذائه كي لا يكونوا كبني إسرائيل الذين آذوا موسى (ع) فبرأه الله تعالى ممَّا قالوا، ويظهر من الآية المباركة أنَّ طبيعة الإيذاء كان بقول الفرية والبهتان والاتِّهام بغير وجه حقٍّ فذلك هو ما يحتاج إلى أنْ يُظهرَ اللهُ تعالى براءته.
فنزل جبرئيل بصلاة الخوف بهذه الآية ففرق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أصحابه فرقتين ووقف بعضهم تجاه العدو وقد أخذوا سلاحهم وفرقة صلوا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قائمًا ومروا فوقفوا موقف أصحابهم وجاء أولئك الذين لم يصلوا فصلى بهم رسول الله الثانية ولهم الأولى وقعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقام أصحابه فصلوا هم الركعة الثانية وسلم عليهم.
الشيخ محمد مهدي الآصفي
الشيخ محمد الريشهري
الشيخ جعفر السبحاني
عدنان الحاجي
السيد محمد حسين الطبطبائي
السيد عباس نور الدين
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ محمد صنقور
الشيخ فوزي آل سيف
حيدر حب الله
حسين حسن آل جامع
الشيخ علي الجشي
عبدالله طاهر المعيبد
حبيب المعاتيق
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
﴿إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ﴾
حجّ عدّة من الأنبياء
حُرُمات البيت الحرام (1)
من أسماء مكّة
أبعاد الحجّ الاجتماعية والسياسية في السنّة
حكمة التّعارف في الحج
التّعبيرات الانفعاليّة لمقدّم المساعدة تؤثّر في ردّة فعل المتلقّي
الحج وصلته بالجهاد
الله أمر آدم عليه السلام أن يحجّ البيت
لماذا نصدق المعلومات الصحية الزائفة؟